الفريق أول قوش والدكتور المتعافى…أين البقية

الفريق أول قوش والدكتور المتعافى…أين البقية

صالح الشفيع النيل
[email protected]

يحكى أن رجلاً فظاً مخيفاً ذهب مع مجموعة من رفاقه الى الصيد ، فاصطادوا ثلاثة أرانب . واتفقوا أن يقوم هذا الرجل الفظ المخيف بمهمة تقسيم الغنيمة على المجموعة خوفاً منه واتقاءاً لشره . فأمسك الرجل بالأرنبة الأولى وقال لهم ( دى ما معانا…دى لا شفناها ولا قتلناها ) وأدخلها فى جرابه . ثم أمسك بالأرنبة الثانية وقال لأصحابه ( دى نقتسمها فيما بيننا ، وطبعاً أصبحت من نصيبى ) وأدخلها في جرابه. ثم أمسك بالأرنبة الثالثة وقال ( دى طبعا ً نتخاطفها والذى يخطفها أولاً يأخذها..وأنا خطفتها ) وأدخلها فيى جرابه . ووافق أصحابه على هذه القسمة الضيزى على مضض والاَّ دونهم سيف الرجل وحرابه وكلابه الشرسة .
حكومة الأنقاذ الوطنى تعامل الشعب السودانى كالرجل الحديدى الفظ المخيف تماماً ، فهى لم تستأذنه يوم انقضت على الديموقراطية بقوة السلاح بليل بهيم أسود مشؤوم . ولم تأخذ رأيه خلال أثنين وعشرين سنة في كيفية ادارة البلاد حتى هوت بها في مكان سحيق ، واتبعت معه سياسة لا أريكم الا ما أرى وكانت النتيجة المأساوية وحصاد الهشيم ما يلى:
? أحالة المدنيين والعسكريين للصالح العام وقطع أرزاقهم وتشريد عيالهم .
? تعذيب الناس من قبل عناصر الأمن وأخذهم بالقوة المفرطة فى السنوات الأولى للنظام والحجر على الحريات والأعتقال المستمر الى يومنا هذا .
? اجبار الناس عى الحهاد ضد أبناء جلدتهم فى جنوب السودان .
? تجريد الحملات ضد أهلنا في دارفور ثم محاولة حل المشكلة الى لم تزل تراوح مكانها .
? محاولة حل مشكلة الجنوب آحادياً تحت الضغوط الدولية مما نتج عنه انفصالاً عدائياً للجنوب مع استمرار عقابيل المشكلة من الألغام الموقوته التى تنفجر يوماً بعد يوم كمشكلة أبيى . وتململ مناطق الهامش من أصحاب المشورة الشعبية وعدم انتمائهم بشكل تام لحكومة الشمال مما نراه من تحد وتلويح بالعنف في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق .
? استخدام أموال البترول في تقوية الآلة الأمنية الباطشة والهيمنة على الأقتصاد وصرف الأموال ببذخ على أهل الجهة والقبيلة وأقصاء الآخر، وانتشار المحسوبية و الفساد القبلى والأسرى والحزبى والجهوى والأخلاقى.
? اجراء الأنتخابات بشكل لم بلب المعايير الدولية وان قال الأمريكان غير ذلك لتمرير انفصال الجنوب ، وانسحاب الأحزاب الكبيرة منها واستيلاء مرشحو حزب المؤتمر الوطنى على مقاعد البرلمان كافة مما جعله برلماناً ببغائياً لا يستطيع أن يقول لا واضحة صريحة في وجه المفسدين .
? أغلاق أبواب الرزق على غير الموالين وافقارهم حتى النخاع مع تسليط سيف الخوف والأعتقال على رأس كل من يرفع عقيرته بالأحتجاج مطالباً بحقوقه . ودرج منسوبو المؤتمر الوطنى على رفع أصابع التهديد واستخدام عبارات الوعيد السوقية الغريبة التى توحى باستحالة مقارعة ومنازلة هذا النظام من قبيل كلمات مثل لحس الكوع وتقوية الضراع والرجالة واستعداد الكتائب الأسترتيجية لسحق المتظاهرين …وهلمجرا
? .اتباع سياسة خارجية ذات توجهات لاتلقى الترحيب من الشعب السودانى مما أدى الى أن تتعرض البلاد للقصف من قيل اسرائيل ، فيما سكتت الحكومة عن أراضى السودان المحتلة فى حلايب والفشقة وأليمى .
? اجتاحت البلاد العربية فى أواخر ديسمبر وأوائل يناير ثورات عنيفة لم تبق ولم تذر في تونس ومصر والبمن وسوريا وليبيا والبحرين والسعودية والحبل على الجرار….وتدخلت القوى الدولية في ليبيا وربما تتدخل في مناطق أخرى مما أدخل السودان في دائرة الصراعات الجارية الآن في البلاد العربية ذلك لأنه يحمل نفس جيناتها الموبوءة بالفساد والمحسوبية رغم محاولات جماعتنا هنا استحداث تخريجات سياسية خجولة فى محاولة يائسة للنأى بالسودان عن المجال الغناطيسى للثورات العربية التى تجذبه اليها بشدة .
ومع الفقر الأقتصادى الحالى والفقرالمتوقع في يوليو عقب انحسار مدخلات البترول ، كان لزاماً على الدولة أن تقوم بأجراءات تجميلية تهدىء بها من غليان الساحة السياسية و ازدياد وتيرة السخط الأجتماعى . فأنشأت بعد أثنين وعشرين عاماً مفوضية لمكافحة الفساد ، ثم نشط وزير العدل بطلب اقرارات ذمة مالية من الدستوريين ، وتم حل بعض الشركات الحكومية غير معروفة العدد ، وتم تفعيل قانون الثراء الحرام….الخ وهى أجراءات غير معروف مدى فعالية الآليات التى يمكن أن توضع بواسطتها موضع التنفيذ الفعلى في ظل السلطة الحالية التى تمثل أس الفساد مما يجعلها ربما عديمة الجدوى والفائدة ، بل وأداة من أدوات تضييع الوقت نظراً لطول الفترة المعنية بالمراحعة وصعوبة تعقبها .
من جهة أخرى حدثت بعض المشاكل البرلمانية والتنفيذية مع الدكتور المتعافى والفريق أول صلاح قوش على التوالى ، بحجة الأشتباه بتورط الأول في قضية التقاوى الفاسدة ويجرى التحقيق معه حالياً ، وبتجاوز الثانى لصلاحياته التنفيذية مما أدى الى اعفائه من منصبه كمستشار أمنى للرئيس . وقامت القيامة ولم تقعد باعتبار أن البلد حدث فيها أصلاح سياسى غير مسبوق ، في حين أن الذى حدث ما هو الاّ تحسس خجول لرأس الجليد الطافى فوق الماء الذى يعبر عن المشكلات العميقة التى تنخر فى جسم وقلب هذه الدولة . وسبق للدكتور المتعافى أن صرح بأن قضية التقاوى الفاسدة ستطيح برؤوس كثيرة . وفى حقيقة الأمر وكما سبق أن أوضحنا ، فان الجماهير لا تريد نماذجاً للفساد أو سوء الأدارة ليتم التضحية بها كقرابين للطهارة المفقودة منذ عقدين من الزمان ، وانما تريد اجثاث الفساد من جذوره التى ترعرعت وتشابكت وثبت أصلها وامتد فرعها فى السماء . وفرأت أن الدكتور غندور طلب من الشعب مساعدة الحكومة على فضح الفساد وأن لا كبير على المساءلة أو كما قال ، وهذا لعمرى طلب مضحك..فالفساد أمام وخلف ومن بين يدي منسوبى المؤتمر الوطنى بلا استثناء يتنفسونه كما الهواء الا من رحم ربى . ومن يطلب دليلاً على ذلك – كما دأبت عادتهم في الرد على منتقديهم – فينظر الى طعامه وشرابه ومسكنه ودابته التى يقودها وحساباته في البنوك وسفره الى الخارج وتعليم أبنائه ويقارن حاله الآن وحالته الرثة قبل عام 1989 ، وسيجد الأجابة الشافية الكافية التى لا تحتاج الى تنطع قانونى أو فلسفة حقوقية . أن المعالجات السطحية الجارية الآن ، ولعب دور ( الرجل الطيب ) ، والأستغفال والأستهبال لم تعد تجدى فتيلاً مع الشعوب الواعية . ولا تنسوا أن الشعب يحتفظ دائماً بحقه فى الرد ويمكن أن يستخدمه دون سابق أنذار ، وليس كالحكومة التى تعجزدائماً عن استخدام هذا الحق وان استبيح تراب السودان كله لدخولها في الشبكات التى ليست على مقاسها .
أن الحل السياسى الشامل في نظرى هو المنوط به اصلاح الحال المائل لهذه الدولة التعيسة مع الأسراع في الحوار وتنشيطه ليل نهار مع القوى السياسية وقوى منظمات المجتمع المدنى ليصل فى النهاية الى استحداث هيكلة سياسية وأدارية في البنى الأسترتيجية للدولة بحيث لا تصبح البلاد مرهونة للمؤتمر الوطنى في حلها وترحالها و جيشها وخدمتها المدنية ومواردها الأقتصادية وسياستها الخارجية ، وأن يتوقف القذف بالمعارضين الى مجاهل التهميش واللامبالاة كماهو حادث منذ عقدين ونيف . وأن استمر الحال فى الماضى بسبب الأوضاع التى ربما كانت مواتية ، فالأوضاع الحالية ليست مواتية على الأطلاق . ورغم ذلك لا تزال صقور المؤتمر الوطنى غير قادرة على استيعاب المتغيرات السياسية الداخلية والمتغيرات الأقليمية والدولية القابلة للتعقيد في أية لحظة ، و أنما طفق نائب الأمين العام للحزب يردد أنه لا يقبل بحكومة عريضة أو قومية أو أية حكومة تضعف من قبضة المؤتمر الوطنى على البلاد… أى ( هأنذا الرجل الحديدى ، فمن أراد أن يتفاوض بشروطى فمرحباً به وزيراً ضمن الجوقة المطبلة في حاشية السلطان ، ومن لم يرد فدونه السيف و البحر .) ويا أخواننا أنتو شايفين الفيل تطعنوا ضلو.

تعليق واحد

  1. Brother Salih, since Ali Karti was appointed as State Secretary, he had never stayed two or three consecutive weeks in the country, I am surprised does this job need this man to squander this amount of foreign currency in traveling, or these trips were being coined and created for him to heap up more fortune ? this is arguably a type of corruption might have not been acknowledged by the government.  

  2. والله العظيم أبدعت فى الرمية والتشبيه تشبيه بليغ تستاهل فيه اختيارك مستشار للريس فى الرميات والتشبيه لكن مسئول من الخير جراب الحكومة دا لسع فيه فرقة مقاسه حجم عائلىولاشنو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..