حلمان راكب البراق..لونه أبيض وضنبه أخضر !!

بسم الله الرحمن الرحيم
تقول النكتة الشهيرة ..أن أحدهم حكي لواحد من أصحاب الخيال الواسع أنه رأي في المنام نفسه وكان يركب البراق..وقال أن البراق كان أبيض اللون وذيله أخضر..فأجابه ( قوم لف..إنت كنت راكب فجلة!!)
من لساستنا المنتمين للتيارات الدينية ..بمثل هذا الرد الساخر؟.. حتى لا يدمنوا الهروب من مرارة الواقع وحقائقه برواية أحلام يكون فيها الرسول أفضل الصلوات والسلام عليه داعماً منامياً لتبيان صلاح راويه ..ولئن تقبلنا كل الروايات في تاريخنا عن الحضرة النبوية واتخاذ القرارات على ضوئها كونها متسقة مع واقع الوعي في تلك الأزمنة..فمال بال الساسة من خريجي الجامعات يعيدون علينا عرض هذه البضاعة التي انتهت صلاحيتها ؟
وإن كان هذا لا يستغرب من نظام .. لم يستح منسوبوه ويتورعوا لتبيان منطق وجودهم في الحكم بمثل هذه الروايات ..فقد شبعنا من قتال الحيوانات عنهم وبنات الحور وريح المسك من الشهيد ..حتى خرجوا علينا بادعاء فوحان ريح المسك من شهيد اتضح أنه كان اسيراً..ليبين خطل ما يروون ..لكن الأنكى..خطورته على الوعي الإجتماعي..الأليق بساستنا أن يكون رسل وعي ..لا رواة خزعبلات..ورحم الله الزعيم الراحل الأزهري ..فعلى ذمة الرواة عنه أن أهل بلدة كانوا يعتقدون بأن بئرهم مسكونة..حيث أن كل من ينزل فيها يموت..فطالبهم بإحضار فانوس يوقد بالكيروسين ..وأنزله بحبل في البئر فانطفأ..وقال لهم ببساطة..إن البئر ليست مسكونة ولكنها عميقة جداً بحيث ينعدم الأوكسجين ..لذا إن صحت الرواية ..كان بمقدوره أن يقف في وجه الكهنوت ويكون حزباً يتفوق عليه في الانتخابات..ويهتف ضده..فهل ساستنا الحاليون هم بحجم هذه المسئولية.. لا أظن..ففي نظام يعتمد الكثيرون فيه على مشايخ ودجالين من أعلى هرم السلطة على أدناه.. ويسود فيه بلة الغائب وشيخ الأمين..ويستعين فيه حتى كبار الإعلاميين بالمشايخ..لا ننتظراً خيراً في هذا الاتجاه..
لذلك فإن رواية كمال عمر أن الترابي أتاه مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. ومسح على رأسه فشفي ..تتسق تماماً مع واقع الحال ..وتريد أن تقول ببساطة ..أن الترابي من أولياء الله الصالحين ..ويسير في معية النبي الكريم ..ليشفي المريد المخلص مما به !! فأي عبث هذا ؟
رحم الله الأعمام عبد الله طباخ مدرسة القولد الثانوية حيث بداية تعييني ..والعم خلف مساعد الطباخ.. فقد كان الزميل المشرف على الغذاءات.. حامل قرآن من الإخوان المسلمين..وكان يلقى الاحترام من الطباخ ..لكن مساعده العم خلف لم يكن راضياً عن أدائه..فقال الطباخ أن الملائكة يتبعون الأستاذ لحفظه القرآن..وكان العم خلف على مبعدة منا ..وعلى سبيل الهزل ..أخبرت العم خلف بهذا سائلاً ..هل هذا صحيح ؟ فأجاب بسرعة ..ليه هم شغالين عنده !!؟..يبدو لي ..واستغفر الله العظيم ..أن هؤلاء القوم ..يرون ان سيدنا وحبيبنا الرسول الكريم ..تحت أمرهم في أي زنقة.. فيستعين برؤيته في المنام الفاشلون والمطبلين لهم ..وهم أبعد الناس عن أخلاقه وخلقه وهدايته… بما اقترفته أيديهم..
[email][email protected][/email]