إلى أين نحن متجهون أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً؟!

د. أحمد شريف عثمان

٭ منذ يوليو العام الماضي بعد حدوث انفصال الجنوب فعليا، دخلت البلاد في دوامة من الحزن الصامت رغم زخم التصريحات بأن ذلك لن يؤدي لانهيار السودان، والبعض كرر عبارات ان الجنوب اصلا كان فعلياً منفصلاً منذ تطبيق اتفاقية السلام في يناير 2005م.
٭ وزادت الدوامة الحزينة مع انفجار الاوضاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ومنطقة ابيي، واستمرار حالات الانفلات الامني في ولايات دارفور قديمها وجديدها. وطرح أهل السودان عدة أسئلة: هل هذا هو السلام الموعود الذي دفعنا ثمنه انفصال الجنوب؟
٭ وتفاقمت الأزمة الاقتصادية بفقدان البلاد لأكثر من ثلاثة ارباع دخلها بالعملات الاجنبية من البترول، وبسبب ذلك مصحوباً بسوء ادارة السياسات والقرارات النقدية فقدت العملة الوطنية الجنيه السوداني (ثلثي قيمتها ما يعادل 65%)، وزادت أسعار كل السلع المحلية والمستوردة بمعدلات تراوحت بين (100% الى 500%)، وزادت شهية عقليات تغول الجباية، فبعد أن فرضت شراء الكهرباء بنظام الدفع المقدم الحقت بها شراء الماء بالدفع المقدم مقرونا مع شراء الكهرباء، باعتباره نوعاً من انواع زيادة المعاناة وجعل أهل السودان مشغولين بالجري خلف أمورهم المعيشية لهم ولاطفالهم ولاسرهم.

٭ ثم جاءت أخيراً قبل حلول عيد الاضحى المبارك حادثة الضربة الرابعة من الخارج على اهداف حيوية سودانية، بدأت الاولى في 20 أغسطس 1998م على مصنع الشفاء، وتحطمت معه كلياً او جزئياً حوالى «21» مصنعاً في المنطقة الصناعية بالخرطوم بحري لم تجد الاهتمام من كل الجهات الاستثمارية الحكومية الاتحادية والولائية، بل وبكل اسف شديد بعضها نشرت اسماؤه ضمن قوائم المصانع المتوقفة وهددت بنزع اراضيها من بعض الموظفين والموظفات الذين لا يفرقون بين (احمد) (وحاج احمد)، واذكر خلال فترة عملي قيادياً بوزارة الصناعة والاستثمار كلفت بمتابعة شؤونها، ولم نجد التعاون في كافة الجهات الرسمية التي تاجرت بصورها وهي مهدمة ومحطمة، وعندما قرأت اعلانات التهديد بنزع بعضها كتبت مقالات بالصحافة تحت عنوان (الف خروف يقودهم أسد خير من ألف أسد يقودهم خروف). وطبعا الذين نزعوا اراضي بعض المنشآت الصناعية وفي نفس اليوم خصصوها لآخرين كما حدث في مربع (35) السوق المحلي بالخرطوم، لم يكن هدفهم تحريك تنفيذ المنشآت الصناعية وحده، وهذه اشياء تطول محاور الكتابة حولها بعد ان ظهرت عماراتهم ومنازلهم الفاخرة بالأحياء الراقية.

٭ وهنالك حادثتان، الأولى الاعتداء على مجموعات من العربات وقتل ركابها بمناطق بورتسودان والبحر الاحمر، وقد وجهت رسمياً الاتهامات في الثانية لدولة اسرائيل رغم التضارب والتناقضات المخجلة في التصريحات من كافة نوعيات الرسميين الذين بادروا وصرحوا، ثم ثبت لهم بعد ذلك ألا علاقة بين تصريحاتهم وما حدث فعلا؟! فمثلا احدهم صرح بأن الانفجار نتج عن حريق بسبب شرار لحام، وآخر صرح بأن عدد الطائرات التي ضربت كان عددها اربع، ثم اتضح حسب المصادر العالمية ان عددها احدى عشرة من بينها ثماني مقاتلات واثنتان هيلوكوبتر وطائرة تموين وقود، وخلافه من التفاصيل التي نشرتها صحفنا المحلية خلال الاسبوعين الاخيرين؟!
٭ ومن المفارقات العجيبة والمدهشة حقاً ما قرأته في بعض صحفنا المحلية عن تساؤلات طرحها البعض، اننا رسمياً نهاجم وندين بعض الدول الكبرى، بينما نعرف جيداً أن لنا بعض القيادات السيادية والوزارية تحمل فعلياً الجنسية وجوازات السفر السارية المفعول من تلك الدول، وهم حاليا يقودون بلادنا ضمن المسميات العديدة لحكوماتنا القومية والموسعة والعريضة، وطبعا هذه تناقضات يجب حسمها عاجلاً وفوراً، لأنه لا ولاء مزدوج لمسؤولين يحملون جنسيات وجوازات بلاد اخرى ويعملون في قيادة بلادنا، وهذا الموضوع أثير ونوقش كثيراً في الصحف واللقاءات التلفزيونية وصار السكوت عليه صعباً.

٭ نظام الإنقاذ الحالي منذ استيلائه على السلطة روج كثيراً لكلمة الاستراتيجية، وبدأ بإنشاء مركز للدراسات الاستراتيجية يتبع لقيادة السلطة السيادية اخرج لنا قبل واحد وعشرين عاما الاستراتيجية القومية الشاملة الاولى لعشر سنوات خلال الفترة من (1992 – 2002م)، وجاءت بارقام خيالية في الطموح في الانتاج الزراعي والحيواني والصناعي للصادر، وللأسف الشديد لم يتحقق (5%) من أهدافها. ومع زخم تصدير البترول في نهاية أغسطس 1998م، نسي الجميع تلك الاسراتيجية وشعاراتها البراقة «نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع»، وما تبع ذلك من جبايات مثل مساهمة حفر ترعتي الرهد وكنانة بالعملات الاجنبية من المغتربين وبالمحلية من كافة النشاطات الاقتصادية والشاحنات والمرتبات، وكافة نوعيات الرسوم. وبالمناسبة كم يبلغ حجم اجمالي الاموال التي جمعت لحفر ترعتي الرهد وكنانة؟ وأين ذهبت تلك الاموال التي كانت رئاسة مكاتبها بحي الرياض الراقي بالخرطوم، وايضا أين ذهبت المعدات التي اشتريت لحفر هذه الترعة من «أزمات وطواري وكواريك وقفاف» وخلافها،؟ وطبعاً يجب أن يكون الحساب في ذلك كما يقولون «ولد». وبعدها قدم نظام الإنقاذ الاستراتيجية القومية الشاملة ربع القرنية للفترة (2002 الى 2027م)، وقدمت منها حتى اليوم ثلاث خطط تنموية خمسية، وأعلن أن الثانية منها التي انتهت فترتها خلال هذا العام نفذت بنسبة (43%).

٭ اضافة لذلك فقد انشئ مجلس اعلى للاستراتيجية له امانة عامة اتحادية، كما انشئت تقريباً كل الولايات السبع عشرة مجالس للاستراتيجية على رأسها وزراء ولائيون تكملة لديكورات الاستراتيجية بالبلاد، وصارت تقريباً كل كلمات المسؤولين الاتحاديين والولائيين تتضمن كلمة الاستراتيجية بوصفها شماعة مطاطة تعلق عليها الحلول لمشكلات اهل السودان المتفاقمة.
٭ وعلى الصعيد الامني حدث ما حدث لبلادنا بدءاً باستمرار حرب التمرد بالجنوب طيلة فترة الاستراتيجية القومية الشاملة الاولى حتى عام 2002م، وفي عام 1998م ضربت الولايات المتحدة مصنع الشفاء بالخرطوم بحري، وخلال العقدين الاخيرين ضربت بلادنا عدة مرات بعدوان اسرائيلي، وتفاقمت الاوضاع الامنية بدارفور لدرجة ان احدى الحركات الدارفورية حاولت غزو العاصمة في مايو 2010م ودخلت قواتها مدينة أمدرمان!!
ثم تبع ذلك بعد انفصال دولة جنوب السودان في العام الماضي، أن تفاقمت حالات الانفلات الامني بجنوب كردفان والنيل الازرق وولايات دارفور، اضافة لضياع منطقة حلايب التي ضمت لجمهور مصر العربية، وحوالى مليون فدان اراضٍ خصبة في منطقة الفشقة لإثيوبيا، وكلها مسكوت عليها.

٭ واقتصادياً صدرت تصريحات عديدة تعكس الواقع الفعلي لتدهور الاقتصاد السوداني خلال نظام الانقاذ، فمثلاً نشرت صحيفة «إيلاف» في عددها رقم (362) بتاريخ الاربعاء 29 فبراير 2012م للرئيس السابق للجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني بالصفحة الاولى، بأن متوسط دخل الفرد السوداني كان في عام 1990م، قبل عقدين من الزمان في حدود (600 الى 700) ألف جنيه (الجنيه القديم).. وتراجع للاسف في عام 2011 ليصبح في حدود (250 الى 400) جنيه (بالقديم).. واضاف أن إعادة متوسط الفرد لما كان عليه في عام 1990م يتطلب نمو الناتج المحلي الاجمالي بنسبة (100%) لمدة 15 عاما متواصلة، وطبعا هذا مستحيل.
٭ ومن جانب آخر رقمي انهارت قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار الامريكي من اثني عشر جنيها في ديسمبر 1989 تاريخ إعدام الشهيد مجدي محجوب محمد احمد بتهمة حيازة عملات أجنبية في خزينة منزل أسرته، الى اكثر من 6000 آلاف جنيه حالياً، بمعنى ان قيمة الدولار وباقي العملات الاجنبية زادت بأكثر من (500) ضعف أو خمسمائة ألف في المائة «500.000%»، وبمعنى آخر فإن القيمة الشرائية لجنيه اليوم تعادل نصف قرش من الجنيه في عام 1989م، واتمنى ان يستوعب القراء الكرام هذه المقارنات المحزنة والمخجلة.

وانهار انتاج البلاد من القطن من حوالى 1.200 «مليون ومائين الف» بالة قطن الى اقل من 100 «مائة» الف بالة في مواسم عديدة، وانهارت الكميات المنتجة فعلياً حتى القمح والذرة والحبوب الزيتية لمعدلات تتراوح بين النصف والثلث عما كانت عليه قبل عام 1989م، وانهارت صادرات السودان التقليدية التي كانت تشكل حوالى 65% «خمسة وستون في المائة» لتستبدل بالذهب بنسبة 72% «اثنين وسبعون في المائة» من اجمالي الصادرات، وكما هو معلوم فإن الذهب مورد ناضب لمن هم قبلنا ولنا وللاجيال القادمة، وبالتالي فإن استنزافه بالطرق المطبقة حاليا فيه اعتداء على حقوق الاجيال القادمة بعد أن بعنا كافة المرافق العامة او ما كان يعرف بالقطاع العام بأبخس الاثمان بعطاءات او بدونها، ودائما اردد في كتاباتي ان من يريد معرفة كافة الحقائق عن عمليات البيع، عليه الرجوع لتقرير ديوان المراجع العام الذي قدم للمجلس الوطني الانتقالي في يونيو 1994م، والذي للاسف الشديد لم تصدر حوله قرارات.
٭ وسياسيا بالبلاد اليوم حوالى 87 حزبا مسجلاً حسب قانون الاحزاب، ودون شك هذه فوضى سياسية مقصودة لا داعي لها سواء المباهاة بأن لدينا حكم ديمقراطي بأن يجتمع كل خمسمائة شخص ليكونوا حزباً، وانا متأكد ان هنالك العديد من الاسماء مكررة في احزاب عديدة؟!! خاصة أن تاريخ الارث الديمقراطي يوضح أن الاحزاب التي فازت بمقاعد انتخابية كنواب في آخر جمعية تأسيسية جاءت بالطرق الديمقراطية كانت فقط ثلاثة احزاب، وان كل الاحزاب التي انشقت عنها او ما يعرف حالياً باحزاب (الفكة) او (ورود الزينة) لم تتمكن من احراز الفوز في دائرة انتخابية واحدة وهذه حقيقة يعرفها الجميع.

وخير دليل على ذلك ان نظام الانقاذ الحالي عندما شعر بخطورة الاحوال السياسية لجأ للاحزاب التقليدية التي تشارك حالياً بابنائها في مناصب عليا سيادية، بهدف القول ان هنالك وحدة وطنية. وحقيقة من الصعب جدا اقتراح مخرج للمأزق السياسي بالبلاد، او حتى مجرد التكهن بكيفية المخرج، لسبب واضح جدا يتمثل في «كنكشة» ديناصورات النظام ومن خلفهم اهل التمكين في مواقعهم، بعد ان صارت فعلياً السلطة هي المدخل للثروة والغنى والعقارات والمنازل الفخمة والارصدة المالية بالداخل والخارج، وهذا واضح جدا اذا ما رجعنا لاحوال اي واحد من هؤلاء واين كان قبل الانقاذ واحوالهم اليوم.
٭ واجتماعياً فقد أفرزت الأحوال الأمنية والاقتصادية والسياسية اوضاعاً محزنة جداً تتمثل في تفكك الأسر بسبب الفقر وزيادة معدلات التسرب المدرسي من مرحلة الاساس، وزيادة معدلات الأمية، والجرائم العجيبة التي تنشرها الصحف يومياً مثل زيادة معدلات اللقطاء الأحياء والموتى في مصارف الأمطار والمجاري واماكن النفايات، وحوادث القتل العجيبة مثل أب يقتل ابنه وابن يقتل أبيه أو أمه او أخته أو اخيه، واخيرا الجرائم الشاذة مثل أب يمارس الجنس مع ابنته.. الخ.

٭ هذه الجرائم العجيبة والشاذة والمحزنة بعضها ظهر لأول مرة خلال عهد الإنقاذ، وبعضها كان قليلاً قبله، وزادت معدلاته خلال فترة عهد الانقاذ، باعتبار ذلك نتاجاً طبيعياً لحالات الانفلات الأمني وإفرازات السياسات والقرارات الاقتصادية الفاشلة العديدة، مثل قرارات السياسات المالية والنقدية خلال هذا العام وما قبله.
٭ المطلوب من الطبقة الحاكمة صاحبة الأمر والنهي بالبلاد، مواجهة هذه التحديات الاربعة بعقلانية وشجاعة ومصداقية وأمانة، والابتعاد عن (المجرب الفاشل)، لأن الحفاظ على ما تبقى من البلاد يتطلب ذلك أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. اللهم إني بلغت فاشهد.
«نواصل إن شاء الله ــ حوار اقتصادي»

الصحافة

تعليق واحد

  1. Thu Nov 22, 2012 3:07am GMT

    قال المركز‬ السوداني للخدمات الصحفية إن اجهزة الامن في السودان أحبطت “مخططا تخريبيا” وألقت القبض على عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية فيما يتصل بالحادث في وقت مبكر يوم الخميس.
    وأبلغ شهود رويترز أنهم رأوا دبابات ومدرعات تتحرك في شارع رئيسي في وسط العاصمة السودانية عند منتصف الليل. وقال مراسل لرويترز ان اجراءات الامن في المنطقة بدت عادية في الساعات الاولى من الصباح.

    وقال المركز السوداني للخدمات الصحفية في تقرير مقتضب في موقعه على الانترنت “أفاد مصدر بجهاز الامن والمخابرات الوطني بإحباط مخطط تخريبي فجر اليوم يهدف الي إحداث اضطرابات امنية بالبلاد وتقوده شخصيات من القوى المعارضة.”

    واضاف قائلا “افاد المصدر بأن الجهاز ظل يتابع حلقات المخطط التخريبي الساعي الي زعزعة الاستقرار والامن بالبلاد.”

    “كشف المصدر عن ان الجهات المختصة بدأت مباشرة الاجراءات الامنية والتحقيقات مع شخصيات مدنية وعسكرية ذات صلة بالمخطط بعد القاء القبض عليهم.”

    وقال شهود انهم رأوا مركبات عسكرية في شارع رئيسي في الخرطوم اثناء الليل.

    وقال احد الشهود طالبا عدم نشر اسمه “شاهدنا قبيل منتصف ليلة امس شيئا غير مألوف في الخرطوم وهو تحرك 4 مدرعات ودبابتين في شارع عبيد ختم متوجهة ناحية وسط الخرطوم.”

    وبدت الاجراءات الامنية عند وزارة الدفاع ومقر المخابرات ومبان اخرى عادية في الساعات الاولى من الصباح.

  2. د.أحمد شريف تقبل تحياتي.
    نحن مش إلي أين متجهين يادكتور؟؟ إحنا خلاص وصلنا.. يادكتور ناس أخوان الشيطان مابهمهم غير مصالحهم المالية الخاصة لافين العالم كلوه عشان يكبروه في أرصدتهم في البنوك العالمية..والسودان ماعندهم بيهو شغلة ..قبل 3 أسابيع وصل وألي الخرطوم المجرم عبد الرحمن الخضر إلي براغ برفقة أكبر تجار وزارة الخارجية ورجل أمن سفارة أخوان الشيطان في النمسا يوسف الكردفاني لعقد صفقات تجارية مع الشركات التشيكية..المهم يادكتور الاقتصاد السوداني ممكن نسميهو بالاقتصاد الشيطاني يعني اقتصاد مبني علي السرقة والكذب والمحسوبية والحزبية والقذارة ..والرجل يفتح خشموه؟؟؟

  3. دكتور احمد الشريف يبدو انك متفائل اكثر من اللازم والدليل قولك ( المطلوب من الطبقة الحاكمة صاحبة الأمر والنهي بالبلاد، مواجهة هذه التحديات الاربعة بعقلانية وشجاعة ومصداقية وأمانة، والابتعاد عن (المجرب الفاشل)، لأن الحفاظ على ما تبقى من البلاد يتطلب ذلك أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. اللهم إني بلغت فاشهد.)، اذا كان لهذا النظام قدرات لمواجهة الاوضاع الحالية لماذا سمح بهذا الانهيار والفشل الذى ضرب كل المجالات ، اقول لك ان تركيبة هذا النظام تتميز بالاتى :
    1/ فقدانهم للبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية التى يمكن ان تتطبق لتغيير الواقع الحالى وهذة صفة لصيقة وملازمة لجماعات الاسلام السياسى التى تنمو وتتمدد بالشعارات ومخاطبة العواطف وليس العقول
    2/ هذة المجموعة التى تتحكم فى مفاصل الدولة وتتسلط على العباد ليس سوى عصابة من اللصوص والارزقية وهم عبارة عن حصاد لتربية الجوع والفقر الذى نشاوا به وليس هذا بعيب الا انه انعكس فى سلوكهم وشرهههم للمال والجاه
    3/ هذة العصابة المتسلطة تعيش فى وهم ان لديها من الاجهزة الامنية والعسكرية بما يوفر لها الحماية الكاملة ويضمن لها الاستمرار فى السلطة والتسلط
    لذلك اقول لك ان الحل والعلاج لهذا الوضع ان تذهب هذة العصابة الى الجحيم وتترك السودان لاهله يحكمون بمايرغبون

  4. السودان يا دكتور شريف صار كله قبليه وعنصريه
    فمثلآ عندما قامت تعويضات سد مروى اعطى نائب الرئيس على عثمان طه اهله نصيب الاسد بينما ترك العديد من الناس الاخرين المتضررين امثال ناس امرى لم ينالوا تعويضاتهم !!!!!!!!!!!!!!!
    وشئ اخر الخدمه العامه شابها الكثير من الضياع بعد تشريد الملايين من وظائفهم بطرق جهويه وعنصريه للصالح العام والكثير منهم كان يشهد له بالنزاهه والجديه والمثابره والتضحى فى العمل
    وكمان بيع ممتلكات الوطن من شركات ووزارات ومبانى اثريه تاريخيه مثل وزارة الماليه والسلكيه وفنادق تاريخيه كان ممن تسجل ضمن التراث العالمى وهو الفندق الكبير العملاق لاكثر من مائه عام
    وتحويل البنوك الى شركات وخصخصه يتملكها الاجانب بنسبة تفوق الحكومه والدليل على ذالك عندما امتلكت شركت عارف اكثر من 51%ونالت الحكومه وشركائها من الوزراء اقل من 49% مع تفويض كامل للشركه عارف الذى جعلها تبيع اعرق خط طيران افريقى والشرق الاوسط خط هيثرو
    ثم تفتيت وبيع الموانى البحريه وعندما استلمت الحكومه كانت هنالك اكثر من اربعه بواخر ضخمه الان ليست للسودان ولا باخره واحده وكل البواخر مأجره من شركات مصريه وسعوديه
    ثم السك حديد عملاق افريقيا اكبر واعرق واطول خطوط حديديه بافريقيا والشرق الاوسط بيعت لمن لا ندرى وتحولت الى عمائر وفلل خاصة فى وسط الخرطوم
    وغير الاراضى والمخططات والاراضى التى نزعت من ملاكها نزعت عنوه وقوة دون وجه حق خاصة مناطق مابين النيلين وصار الناس من اصحاب املاك صارو رعيه يعملون عند الاخرين اذا وجد العمل
    ما تمه بيعه لايصدق فالحكومه باعت كل شئ حتى املاك لندن والسعوديه بيعت كيف ولماذا واين كل هذه الاومالواين صرفت اشياء خرافيه نشفت البلد من كل شئ صارت الناس بلاوطن فى وطنها المسلوب
    هذه الاحزاب التى زكرتها لا تسمن ولاتغنى من جوع فهى صارت امخاخ خاويه كيف للحزب عريق مثل الاتحادى ان يتفتت ويصير سهل المنال وكيف تكون مناضل وابنك يشترك مع حكومه غير شرعيه يتبعها الكثير من الفساد وعدم الشفافيه
    وكيف للحزب الامه صاحب التاريخ والبطولات ان يتفتت يصير ابن الزعيم مساعد للرئيس الجمهوريه وكيف للزعيم لم يستطيع ان يجمع شمل الاسره المهديه وتفتت اولاد الهادى اكثر من حزب واولاد الفاضل المهدى اكثر من حزب مع احزاب اخرى للقيادات تاريخيه يحزب الامه
    هل تتنظرون من هولائى نصرآ للحق وهل تنتظرون منهم فائده انهم بكل تاكيد هم ينتظرون من الشعب ان يخرج ويجدوها بارده ويطلعوا على رؤوس الابرياء والشهداء
    الحركات المسلحه صارت كيديه وقمعيه وتشتم فيها رائحه العنصريه البغيضه افكار غير شموليه واصبحت معظم تصريحات قادتها الشتات وغرز الفتنه
    وهل يا د شريف هذه الحركات المسلحه سوف تفيد البلد وهل سوف تحترم الرأى والرأى الاخر ونفرض حتى اذا اتت انتخابات والكيانات الاخرى لم تاتى بهم هل سوف يرضون بالنتيجه وان يجلسون خارج كراسى الحكم
    كلا بكل تاكيد لن يقبلوا ولن يرضوا ان يكونوا خارج الحكم حتى وان الانتخابات لم تاتى بهم ابدآ
    كذالك الحال لكل الاحزاب التقليديه
    لذالك لا مخرج غير قيام ثوره جديده تستوعب كل كيانات الشعب السودانى من شرقه وغربه وجنوبه وشماله
    بحقوق وواجبات اهمها السودان بلد يسع الجميع وكلنا سواسيه فى كل شئ لافرق بين هذا وذالك انما بالعدل والشفافيه والمحاسبه للمتقاعسين اعتقد اننا سوف نجد مخرج الى بر الأمان بحوله الله تعالى
    وهذا يقودنى الى حديثى الدكتور معاويه يسين والدكتور سيف الدوله فى طرحمها الى فكره قيام حزب الاحرار وكيان المغتربين واكرر اذا صلحت النويا سوف نجد طريق السلام والتنميه والنهضه الشامله
    مع يجب الاصرار على المحاسبه لكل الخونه والحراميه واسترداد حقوق الشعب المنهوبه خارج وداخل السودان
    وتطبيق شرع الله والقصاص القصاص القصاص لا عدل الا بالقصاص

  5. الحمد لله على نعمة الإسلام ونعمة الأمن والأمان
    إخواني الأفاضل المعلقين الله يحفظكم من كل شر اليوم سنتحدث عن مفهوم الوطنية وإيضاَ سنتطرق إلى بعض المواضيع التي تحذر من ( خيانة الوطن ) بدايةَ الوطنية : صفة ، وهي : العاطفة التي تعبر عن ولاء المرء لبلده ، والمقصود هنا أن يكون ولاء المرء المسلم لبلده من أجل كلمة التوحيد الظاهرة ، وشرائع الدين المطبقة . بمعنى : أن الوطنية ؛ هي : قيام الفرد المسلم بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام .
    فالأصل في الأنسان أن يحب وطنه ويتشبث بالعيش فيه ، ولا يفارقه وأن يدافع عنه إذا هوجم سبحان الله حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس ، تجعل الأنسان يستريح إلى البقاء فيه ، ويحن إليه إذا غاب عنه ، ويدافع عنه إذا هوجم ، ويغضب له إذا انتقص .
    يا ترى أين الإصلاحيين أعني المعلقين في الراكوبة من هذا الهجوم الاسرائيلي لم يدافعون بكلمة عن وطنهم وهنا يتكلمون كمعارضين فقط ولا يميزون عن العدو الخارجي أليس هم يدعون حب الوطن أين هم من هذا الهجوم الشرس على الدولة ولماذا لا يدافعون عن وطنهم بكلمة غير انهم ينقدون من اجل النقد فقط ؟؟!!
    نكمل المقال بالتحذير من ( خيانة الوطن )
    إخواني الأعزاء إن الخيانة لفظ ذا وقع قوي على النفس قبل الأذن ، ففي حياتنا الشخصية يؤدي وقوع الخيانة إلى تدمير الثقة بين الأفراد والعلاقات بينهم ، حتى لو أقتصرت الخيانة على عدم الإيفاء بوعد أو عهد ناهيك عن أن تؤدي الخيانة إلى تدمير حياة إنسان أو أهانته وجرح مشاعره .
    هذا فيما يتعلق بنا كأفراد ، أما خيانة الدين وخيانة الوطن فهي أعظم وأكبر مما تحتمله أي نفس ، ويكاد يجمع البشر على مقت الخائن ، فكل فعل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا خيانة الدين وخيانة الوطن ؛ فإننا لا نستطيع أبدا أن نجد لها مبرر ، أين كان السبب الذي يدفعك لهذا الفعل المشين فهو أبدا لا يشفع لك لتبيع دينك وتبيع وطنك وتغدو في عرفه خائن .
    بلادى وأن هانت على عزيزة ……. ولو أننى أعرى بها وأجوعُ
    وأخيراَ أقول راجع نفسك يا من تدعي الإصلاح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..