الأقليات بعد الربيع العربي ـ (اليمن نموزجاً)

في رأيي من أقرب التعريفات لمصطلح (المجتمع المدني) ما ورد بمبحث د. بهاء الدين مكاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين ، بعنوان ( منظمات المجتمع المدني في السودان: خلفية تاريخية)
يقول د.مكاوي (المجتمع المدني) من المصطلحات التي وجدت إستخداماً واسعاً مؤخرا، برغم أن هذا المصطلح ليس جديداً إذ يعود تاريخه إلى عهد أرسطو 384-322 ق.م والذي أشار إلى المجتمع المدني كمرادف للمجتمع السياسي أو باعتباره يمثل مجموعة سياسية خاضعة للقوانين، إلا أن هذا المصطلح عاد إلى السطح بقوة مع نهاية القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين بعد أن غاب لفترة لا تقل عن القرن حتى سقط من القواميس السياسية والإجتماعية، فما المقصود بالمجتمع المدني ؟ وما هي المنظمات التي تدخل في إطاره ؟ وكيف نشأ المجتمع في السودان
يستخدم مفهوم المجتمع المدني اليوم في السوسيولوجيا السياسية بمعان تتجاوز ارثه الليبرالي الكلاسيكي كما تتجاوز استعمالاته الماركسية العقائدية، فمن التعريفات الرائجة للمجتمع المدني اليوم انه يمثل كل المؤسسات التي تتيح للأفراد التمكن من الخيرات والمنافع العامة دون تدخل أو توسط الحكومة ومنها كذلك أن المجتمع المدني هو النسق السياسي، المتطورة التي تتيح صيرورة تمأسسه (تمفصله في مؤسسات) مراقبة المشاركة السياسية).. هذه المقدمة الطويلة إقتضتها ضرورة التوطئة
لورشة ـ ( الأقليات بعد الربيع العربي ـ (اليمن نموزجاً) نظمها مركز دراسات الأقليات بالتعاون مع (منظمة العون المدني) وهو أحد منظومات المجتمع المدني الناشطة في السياق وذلك بمبانيه بالخرطوم أمس الثلاثاء16 مايو .. المتحدث الرئيس د.نزار، معقبون/أ.محمد صفر/ا. عبد الحليم ضيف الله الغانم حلق بالحضور أعلى مستويات المتعة السردية حول الاقليات عموما دالفا الى النموزج موضوع الورشة ـ اليمن وهو وطنه الثاني بعد االسودان حيث نشأ وترعرع بين حواريه ومدنه وأهله فلا غرو والرجل أدرى بشعاب المجنمع السوداني وتاريخه وموروثه وثقافته..احب بيئته التي شب فيها مندغماً في مكوناته الإجتماعية والثقافية وباغ به الحال ان أنتج مصطحا يصف به انتمائه ليجيءـ (سومنياً)ـ (هجين سوداني يمني) وهو مفكر وفنان وكاتب ومتخصص ايضا في علم النفس…. لكن شغفه يبقى للفن بشكل عام والفن العربي والافريقي بشكل خاص يقول د. الغانم : قبل ان أدلف الى الموضوع لابد ان أذكر بأني أشعر لنني في مكان حنين لاني في فترة من الفترات حضرت الى للتعاون مع العونالإنساني في إتجاهات عديدةبالعمل الطوعي كان لدي إهتمام بالتشجيع الطوعية باليمن ، زرت عدة دول خلال مؤتمرات دولية بالإضافة لدراستي ببريطانياوصلت الى قناعة ان الدراسة الطبية البحتة لا تفتح الآفاق على هذه الأمور لانها تخصصية بحتة فكان إهتمامي بهذه القضايا الانسانية ..المجتمع البشري لن يحظى بشيء من الإستقرار الا بإحساس كل مواطن وحتى من يعيش خارج وطنه ـ يريد ان يعيش في شكل من أشكال المجتمع المدني،بالمشاركة في الثروة والسلطة ، خلافه قد يتحول الى تهميش ويخلق بؤر توترات والموضوع في سياقه هو دعوة لحقوق الإنسان والحقوق المدنية هي مباديء وقوانين حقوق الإنسان الأقدم على ان يحفظ ـ الحكم ـ حقوق الأقلية.. ونحن لسنا في عهد الأمبراطورية الساسانية.. هو عصر الجريمة المنظمة التي تجري بإسم النقاء العرقي ، قضايا ما يسمى بالمولدين ، وهو مدخل للتمييز غير السليم ، في بلد كاليمن المشكلة قديمة تستدعي التاريخ ولا نريدها سردا تاريخياً، ولكن يمكن تأصيل المسائل، المجتمعات قبل الاسلام كانت تتشكل كقبائل، وكانت حينما تختلف تتصادم كما الفيلة تتصادم وإن هي إختلفت أم تصالحت تتلف الزرع في الحالين،اليمن ليس بلد زراعي لكن به سدود كسد مأرب فعندما تتحقق الزراعة يتساوق معها الرعي وبعد الزراعة جاء الاستقرار،وطبقة العبيد كان كمرحلة لتطور الإقتصاد ونتيجة ضرورة وجود عمالة ..الحضارة تكتمل عندما تكون للغتها الخاصة قالب وأبجدية ولا زال الناس لا يتحدثون العربية ببعض مناطق اليمن، الاقلية اللغوية هي مدخل الى القضية إذ انها لاتجد إنصافا من العالم وبذلك حدث صراع عندما وجد إستجابة أكثر القبائل التي تتحدث لغتين وعندئذ نشأت حروب باردة كما القرامطة ، وفي مقارنة سريعة يرى د.غانم ان معظم قبائل السودان بين منزلتين ومعظم القبائل بدارفور وكردفان كلها حتى الآن تنسب لجهينة فكيف إنعكس الامر وهذا مدعاة فخر بالأصل ولكن لايمكن ان تدعي النسب الى بني هاشم مثلا وقد جاءت فكرة حصر الامامة في قريش ومن ذاك الحين تتداول المقولة ان لم تكن من البطنين وهي من الجينوم المنقح يثير الحساسية عندالآخرين فإن كانوا قريشيون فليسوا من الزيدية ،ويكفي في الاسلام أكثريته أقلية، في اليمن إنطبق الحال..الزيدية يرددون انهم شيعة وكذلك الشيعة بانهم زيدية تصفية الاعراق لبعضها ـ شيعة السنة وسنة الشيعة، معروف عن الاقايات انها أصبحت تُ كورقة ضغط نموزج الأرمن كأقلية في لبنان وهي نموزج لبلد خليط معقد..نصارى مسيحيين وحكومة مشكلة من الشيعة والسنة الا ان المعالجات لم تعجل بحل الازمة وهو نتاج سياسة الادماج بالقوة الاجبارية ربما يعني التعدي على الهوية والهوية الموحدة لا تنجح في ظل الاقليات، اللواء العسيري ذكر ان اليمن تحكمها أقلية الاقلية، أى حوثية اقلية من الزيدية والزيدية جزء من سكان اليمن فهل الاقلياتى كان لها دور في الربيع العربي ، في الختام كثير من المداخلات أثرت النقاش.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..