الإسلام والحوار الوطني (2)

٭ أواصل إعادة مقال بالعنوان أعلاه نشر في زاوية المرافئ الآمنة بمجلة الأشقاء في السابع والعشرين من سبتمبر 8891.
٭ ولكن حدثت المتغيرات وكثرت مناطق المد والجزر في مسار تجربة نظام مايو مع المزايدات السياسية التي صحبت المصالحة الوطنية.
٭ وكانت قوانين سبتمبر 3891م التي أثارت حينها الكثير وثار الجدل الهادف والحوار المتصل الذي كان سيأتي بنتائجه في اطار فهم واقع السودان لولا الاستغلال السياسي للقوانين من جهات عدة.. الأخوان المسلمون من داخل النظام لتصفية خصومهم السياسيين (قضية محمود محمد طه).
٭ المهم ان قوانين سبتمبر 3891م لأنها جاءت خارج الحوار الوطني وخارج اطار الفهم لواقع السودان كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.. والقضية ليست هنا ولكنها في هذا المناخ المخيف الذي يقودنا اردنا ام لم نرد إلى قلب الانقسام الوطني ويقود مجتمعنا الذي حولته كوارث الجبهة الوطنية إلى ترسانة مسلحة إلى مرحلة الحرب الأهلية ذات الابعاد الطائفية والدينية.
٭ أقول هذا وأنا أتابع حملة التعبئة الاعلامية والملصقات التي كملت قماش الخرطوم في زمان عزت فيه جرعة الدواء ولقمة الخبز ناهيك عن جلابية الدبلان، الحملة التي يقودها طرف واحد من أطراف الوفاق الاربعة ان اعتبرنا بعض الجنوبيين من أطراف الوفاق، وهنا اريد ان اسوق تخوفاً كبيراً من نتائج الذي يدور تحت مظلة إرهاب ديني والغاء لكل صوت هادئ متمهل.. ذلك لأن كل الانفعالات البشرية الغاضبة يمكن تحكم العقل فيها ونزع فتيل الغضب وتهدئة صاحبها ودفعة للتروي واعمال الفكر وهذه حقيقة علمية تنطبق على كل الانفعالات إلا حالات الإنفعال الغاضب الذي يكون مرجعه العقيدة الدينية.
٭ فالانسان من الممكن ان يسامح في أشياء كثيرة إلا أن يهان في عقيدته أو يتملكه الاحساس بأن عقيدته باتت مهددة بالخطر ومن هنا أكاد اجزم بأن ما يجري في أنحاء متفرقة من العالم من اضطرابات واغتيالات يختفي وراؤه سياسيون محترفون تخصصوا في عمليات الإثارة واستغلال العواطف الدينية وتوجيهها تنفيذاً لسياسات معينة يبتغون فرضها على الشعوب أو الحكومات.
٭ اردت ان أقول ان قوانين سبتمبر 3891 البديلة أو المبدولة اثارت الكثير من الخلاف وليس العيب في الاختلاف او تعارض الآراء أو تصادم المصالح.. فلا يوجد مجتمع بشري يتفق فيه الناس اتفاقاً شاملاً يحقق انسجاماً كاملاً في الأفكار والمشاعر ولكن الاختلاف الذي يثير الخوف ويخلق الرعب والارهاب ويعرض أمن المواطن والوطن للخطر الحقيقي.. هو الذي يتصاعد حتى ينسى الجميع في غمار تراشقاتهم واتهاماتهم ان هناك فوق كل اختلاف وخلاف حاجة ماسة للترابط والتماسك لدفع الخوف وتحقيق الأمان للجميع في وطنهم الواحد فالوطن للجميع للمسلم والمسيحي والوثني.
٭ ما بين نحن من هذا الخوف.. الخوف من أن يتمزق السودان.. الخوف من ان ينفصل الجنوب.. الخوف من ان نصبح سوقاً رائجة لتجار الاسلحة.. الخوف من ان تنغرس سكين المسيحي في قلب المسلم وسكين المسلم في قلب المسيحي.. الخوف من ان تصبح ارضنا مقبرة لاحلامنا في بناء السودان الواحد الموحد بجنوبه وشماله، شرقه وغربه، الخوف من الا تكون هذه دعوة للخوف علنا ندرك هول ما نحن مساقون إليه باسم شرع الله.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
تمام ولقد سبق السيف العذل فقد تمكن معاتيه التدين الشكلي وهاهم في عشرين سنة قد مزقوا السودان وانفصل ثلثه وتناقصت أطرافه الأخرى وداخله يغلي شرقا وغربا ووسطا وما بعيد انفصال النوبة والأنقسنا والبجا ودارفور ولات حين مندم فاللصوص في نهبهم سادرون وكأنهم يسابقون الزمن لبيع ما تبقى من السودان والهروب بثمن المسروقات قبل ان ينتبه الشعب الفضل فثله قد ترك الوطن لائجين مؤقتا ومتجنسين نهاية المطاف بجنسيات اخرى ومنسلخين تماما عن سودانيتهم وارضهم التي وجدوا انفسهم فيها غرباء الوجه واللسان من فرط ما ملئت بمن أحل محلهم من شعوب العالم المجاورة والعربية والآسوية الصينية والتركية