قصة حي.،،المسالمة التسامح رغم الاختلاف،،ظبية المسالمة : عائلتي دخلت الإسلام وبَنت الخلاوي

* تأسَّس بالمسالمة ناديا الهلال والمريخ
*ظبية المسالمة : عائلتي دخلت الإسلام وبَنت الخلاوي
* الخليفة عبد الله التعايشي أرغم اليهود والأقباط على اعتناق الإسلام تحت وطأة السيوف.
* سيد عبد العزيز كتب قصيدة في ظبية المسالمة، ولم يرضَ أهلها بالقصيدة لرمزه في القصيدة (لعزيزة )
حي السماسرة بأمدرمان يعدُّ من أعرق أحياء أمدرمان وأقدمها ،يقع شمال سوق أمدرمان وغرب شارع كرري ، يحده من الشرق شارع الشنقيطي، وجنوباً مقابر البكري التي تعتبر آخر منطقة بأمدرمان آنذاك ، سُمِّي بالمسالمة في عهد الخليفة عبدالله التعايشي بعد أن أرسل الخليفة عبدالله التعايشي لأهل الحي طالباً المياه، وعند عودتهم قالوا له إن أهل الحي مسالمون، ومنذ ذلك التاريخ أطلق عليه اسم المسالمة، وتداخل المسلمون والمسيحيون وبعض الأسر اليهودية أمثال أسرة قنديل وصالح خضر الذين تحولوا إلى الإسلام
وتزاوج بعض أفرادها مع أبناء الحي والأحياء المجاورة، ومن الأسر الأخرى أسرة عوض مصطفى يعقوب، ومصطفى محمد قسم الله، والكتياب وأبومرين وجلال عشري، وجورج مشرقي وشيخ الهدية شيخ طريقة أنصار السنة بالسودان، وتوجد بالحي أقدم وأكبر كنيسة بالسودان ،آل الحضري ،السماسرة ،آل عوض أبو زيد ،آل البريقدار ،آل عباس صبير ،حبيب مرقص وسمعان ،آل أحمد حسين خلف ،آل أحمد عيسى ،آل خليل ،وعلي أبو عيسى ،الحققانية ( الذين يشتهرون بصناعة الحققنة )،وآل رياض شكلة وآل بينين (الصاغة)،نجيب كباشي ،القرمانية ،آل صديق عيسى ،آل الجلال منهم حجير صاحب حلويات المولد المشهورة .
كما يوجد به أكبر تجمُّع للأقباط المسيحيين، وتوجد في هذا الحي الكنيسة الكاثوليكية، ودار راهبات الكنيسة الذي يضم (مدارس الراهبات الكاثوليكية ،مدارس القسيس كمبوني ) وتوجد في الحي كنيسة أسَّسها المرحوم علي أحمد .
مشاهدات
خلال طوافنا بالمسالمة لمسنا معنًى حقيقياً للإسم من خلال السحنات المختلفة التي تسكن الحي مما يعكس تسامح الشعب السوداني الأصيل ،فالإنسان في المسالمة يعامل بإنسانية عالية دون تمييز لدينه وعرقه، فالكنيسة بالقرب من المسجد، وكل يعبد الله على طريقته وبقناعاته ، ثمة شيء آخر يميز المسالمة عن أحياء أخرى ، فالعالم يتصارع بين فتن يخلقها أفراد حتى تدوم مصالحهم بإشغال الناس بالحروب بين المسلم والمسيحي ، لكن ما يميز المسالمة هو التعايش السلمي بين هؤلاء، فمعظم سكان هذا الحي من الأقباط وأصحاب البشرة البيضاء تزاوجوا مع أهل البلد ، فكان النتاج جمالاً يغني عليه سرور، حيث لم يلقَ حي من الأحياء شهرة مثل ما نالها حي المسالمة ، فأغلب أغاني الحقيبة لا تخلو من التغزل بحسان هذا الحي، فتغنى سيد عبد العزيز( لي نية في قمر السماء ) وعمر البنا ( ظبية المسالمة بالحال البي أظنك عالمة )، وعبد الرحمن الريح الذي يذهب أبعد من ذلك ويقول : ( لي في المسالمة غزال)، وكانت المسالمة ملهمة لشعراء الحقيبة.
ظبية المسالمة
عزيزة آدم منديل، اليهودية الأصل المسلمة الديانة، والبالغة أكثر من ثمانين عاماً، تقول في أحد حواراتها الصحفية إن عائلتها اليهودية دخلت الإسلام وبنت الخلاوي، ووزعت الهدايا وجدها داؤود منديل،كان تاجراً يأتي إلى السودان من الجزائر والمغرب حاملاً معه الحرير والألماس، وكان صديقاً شخصياً للإمام المهدي، الذي أطلق سراحه بعد أن أسره، ونطق الشهادتين على يديه، وبعد إسلامه زوَّجه المهدي لإحدى بنات الأشراف من سوريا ، و أنجب ستة أبناء ، أحدهم آدم والد السيدة عزيزة.
و عزيزة آدم منديل كانت ملكة جمال أمدرمان في ذلك العهد وقد كُتبت فيها أغنية (بنت النيل)، والتي يقول فيها الشاعر ظبية المسالمة.. الفي الخمائل حالمة. أبكيك ياظالمة، وأغنية أخرى كتبها أحد الذين تقدموا لخطبتها ، لكن لم يوافق عليه أهلها، وتغنى بهذه الكلمات الفنان أحمد المصطفى.
الرياضة
شهدت المسالمة انطلاق أكبر ناديين في السودان (الهلال والمريخ ) ، ففي عام 1927 تم تأسيس نادي المريخ ، وبعده بأربعة أعوام تأسس نادي الهلال السوداني من أبناء المسالمة كفريق منافس له.
الأديان
في عهد الخليفة عبد الله التعايشي أُرغم اليهود والأقباط على اعتناق الإسلام تحت وطأة السيوف، الشيء الذي أدى إلى دخول بعضهم إلى الإسلام، والبعض الآخر أصبح يصلي في السر في أحد البيوت الموجودة في الحي؛ خوفاً من بطش الخليفة، وكانوا يرددون عند مرورهم بالكنيسة (الفي القلب ياكنيسة الرب ) ، وبعد انتهاء عهده، رجع بعض المسيحيين إلى أديانهم، لأن إسلامهم كان دون رغبة منهم .
مشاهير
من أشهر أبناء حي المسالمة التيجاني يوسف بشير ،سيد عبد العزيز ،عبد العزيز جمال الدين صاحب قصيدة (آه لو تصدق) للكابلي ،الشاعر مصطفى عبدالرحيم ، وتغنى له إبراهيم عوض ، وزيدان إبراهيم، والجابري ،و عميد كلية الحقوق محمد إبراهيم خليل ، وكان رئيساً لمجلس الشعب في فترة من الفترات ،محمد أحمد البدوي من علماء المعهد العلمي بأمدرمان .
أشعار
يقول د.عبد المنعم الحضري إن حكاية ظبية المسالمة هي عبارة عن رواية رُويت لأحمد المصطفى، وإن أقرب شخص قد يكون رآها هو الشاعر سيد عبد العزيز لقرب منزله منها ويذكر أن سيد عبد العزيز كتب قصيدة في ظبية المسالمة، ولم يرضَ أهلها بالقصيدة لرمزه في القصيدة (لعزيزة ).
من الأغاني التي كُتبت في ظبية المسالمة
تغنى الأستاذ أحمد المصطفى:
يا بنت النيل .. النيل
أحب النيل يا جميل
ظبية المسالمة
وفي الخمايل حالمة
وفيك يا ظالمة
يا ظالمة يا ظالمة
تجرحني ليه
وأنا كلّي جراح
لابد يوم ألقاك وأرتاح
آه .. أنا من عيونو الساحرة
آه .. أنا من ضفايرو السادلة
يتعبني تعب شديد
لو حلحلا
ليك من سحر الجنوب قسماتو
ومن طيب زهر الشمال نسماتو
أحبّو وأحب نوناتو
نوناتو الفي وجناتو
أحبّو واحب تقديرو
أحب رمّان صديرو
وسيف لحظو حين ما يديرو
أموت ما بعشق غيرو
المسخت الأعذار
في خدرها قلبي دارا
أريدا وأريد هظارا
يا ناس حلاة بني بارا
قال ليّ صديق خلّيني
صبح الغرام باليني
قت ليهو دا مواليني
وهو المن زمان قاليني
فقدنا الصواب يا شبابنا
يا ابو عبدة وين أحبابنا
لو متنا هم أسبابنا
العودة يا أربابنا
وكذلك عبد الرحمن الريح تغنى بأغنية لي في المسالمة غزال
كلمات/عبدالرحمن الريح
لي في المسالمة غزال .. نافر بغني عليه
جاهل وقلبو قاسي وقلبي طائع ليهو
مصباح الظلام الـ ربنا معليهو
زايد في الجمال نور الجمال جاليهو
لو شافو الغزال على نفرتو بواليهو
وإن شافو القمر أنوارو تخجل ليهو
إن جاه النسيم زي الفرع يتنيهو
والثمر الرطيب كذب البقول يجنيهو
باللمي والخدود ياذا العشوق بفنيهو
الصحا والنعاس والسحر في عينيهو
كل من شافوا قال أنا بالنفس أفديهو
هو غصن الرياض الزاهي في واديهو
أزهار الربيع مازج زهور خديهو
وجدلات الحرير ما لينة زي إيديهو
والدو معجنو على فطرتو مربيهو
هو الفرد الوحيد في الدنيا ما في شبيهو
يتجاهل علي وأنا حالي ما غابيهو
سالبني في نار هواه شال قلبي يلعب بيهو
طيب طالما عندنا يهود فى السودان طيب ما تفكونا من غزة و مرض غزة هل عندنا عوائل غزاوية فى السودان
يا جماعة ما تكتبوا كلام ذى ده فى الوقت العصيب ده بكره ابو ساطور يوجه صواريخوا الى المسالمة لتخويف اليهود
يا حليل أم درمان و ناس أم درمان و جمال أم درمان ، المسالمة و ابوروف لما كان بص ابورجيلة ( المواصلات العامة ) للذين لم يسمعوا به كان بالمواعيد و اخر انضباط و التزام حياة كانت جميلة فى كل شئ و الناس أجمل ما فيها ، ترى هل يعودنا الزمن ؟
“أمنت بالحسن برداً وبالصبابة نــــارا
وبالكنيسة عقدا منضــــــدا من عذارى
وبالمسيح ومن طاف حوله واستجــــــارا
إيمان من يعشق الحسن في عيون النصارى”
من قصيدة الشاعر الفذ التجاني يوسف بشير عليه رحة الله
يحده من الشرق شارع الشنقيطى ومن الجنوب مقابر البكرى
الزول ده ساقط جغرافيا والا انا فاهم غلط
صدق الشاعر عندما قال انا امدرمان انا السودان انا الدر البزين بلدي،الكلام في امدرمان يطول ومهما تكلمنا او كتبنا لن نوفي امدرمان حقها وهذا ليس لانني من أبناء امدرمان بل حتي الذين لم يسكنوا امدرمان من اهل السودان يعرفون قيمتها وتأريخها.كلامي هذا عن امدرمان زمان وليس امدرمان الان
ظرفاء امدرمان .اتمني ان تنال اعجاب زوار الراكوبة
كمال عبدالجليل «سينا»
يعد المرحوم كمال عبد الجليل الشهير بكمال سينا من أظرف ظرفاء ود نوباوي – اشتهر بتميزه في كرة القدم وموهبته الكروية أوصلته للعب بالمريخ العظيم. زامل العمالقة إبراهومة الكبير وماجد عبدالله عباس والمعلم بشرى وهبة وبشارة وسليمان عبد القادر وجقدول وكل عمالقة العهد الذهبي، بالرغم من أن شطبه تم من المجموعة التي قام بشطبها المرحوم الإمبراطور حسن أبو العائلة إلا أن حبه للمريخ وللرياضيين خصوصاً الهلالاب كان كبيراً.
كان كمال سينا يرحمه الله أميز ظرفاء مدينة أم درمان وود نوباوي على وجه الخصوص- كان محبوباً في كل المجتمعات وله صداقات وعلاقات مع وجهاء البلد – يحكي النكات الجديدة وأحياناً يؤلفها كما أن مواقفه وردوده اللاذعة يرويها الرواة وأحياناً ينسبون إليه النكات خفيفة الدم حتى إن لم يكن طرفاً فيها.
فيما يلي نروي عنه هذه الحكاوى:-
1/ كانوا لاعبين تمرين حار في الحلة ومعهم ابن ام درمان حسن بتي وكان لعبه خشناً جداً عوق لاعبين في التمرين واحد بي «فصل» وواحد بي «فكك» بعد «داك» هجم على سينا وعايز «يطفيه» قام سينا قال لي حسن بتي «إنت قريبتك بت بتي موصياك تجيب ليها الزباين واللاّ شنو»؟
2/ في تمرين المريخ اتعوق هو وود الشايقي – بعد التمرين جابوهم لي بت بتي علشان تجبرهم ومعهم بقية لاعبي الفريق، وود الشايقي علشان يرجعوا ليهو الفصل «إتجرس» قدام اللاعبين وما انستر لما جاء دور سينا كان ثابتاً جداً ولم يتحرك ولم يتجرس- بعد طلعوا الجماعة هنوه على هذا الثبات قام قال ليهم «انتو عوره أنا أديتا الرجل السليمة».
3/ كانت له صداقة مع السيد أنيس حجار وكان بيحبه لأنه خفيف الدم ويحكي النكات الجديدة، وأنيس يتذوق النكات وراوٍ جيد لها- مرة سينا قال لأنيس تعرف يا سيد أنيس أنا عكسك في ثلاثة أشياء فقال له أنيس باستغراب ما هي؟ فقال:
أ- أنا إسمي ذي اسمك بس «بالقلبة».
ب- أنا مفلس وانت مقرش.
ج- انتو في المصنع بتلفوا السجائر ونحنا بنفرتقا.
4/ عندما سرقت عربته التعبانة ومشى يبلغ – المتحري بعد دون مواصفات العربة والمكان الذي سُرقت منه سأله: هل بتتهم أي شخص؟ بسرعة رد عليه «أيوه بتهم صلاح إدريس» وللأسف لم يهنأ بهذا الإتهام لأن عربته وجدت سريعاً.
5/ مرة في حدائق «6 أبريل» واحد إقليمي سأله قال ليه: «بالله يا أخينا حدائق 6 أبريل وين؟ قام سينا سأله أيضاً: «ما قالوا ليك سنة كم؟».
6/ في المحطة الوسطى أم درمان اشترى هو وكابتن برعي أحمد البشير بطيخة ووقفا في انتظار صديق ثالث لهما ذهب لإحضار عربته، فقال لهما بائع البطيخ عندما شاف وقفتهم طالت «البطيخة دي عايزين تاكلوها هنا» وهنا قال له سينا: «ليه يا عم عايز الفاضي»؟.
7/ ذهب لجزارة المرحوم عثمان كايرو بالسوق الجديد بود نوباوي وطلب شراء «2» كيلو لحمة ضأن وضع عثمان كايرو قطعة لحم في الميزان وعندما لم يرجح الميزان بدأ كايرو في قطع صغيرة من اللحمة ووضعها في الميزان، والميزان لا يتحرك، فقال له سينا: «بالدوات دي الميزان ما بنزل».
8/ يوم جمعة لاعبين كونكان وكان معاهم ضيف «إيدو ناشفة» شبك ليك سينا دوات وترايس «ويجليهو» بالكرت الراميهو لما جا الغداء الضيف كان «بكد» ليهو في عضم لا من بقى أبيض حتة لحمة ما فيهو، واحد من الجماعة قال ليه: «العضم دا ما كفاهو» نط سينا وقال له بي زعل: «خليهو إمكن عايز يجلي بيهو كلب».
9/ أسرة سينا واخوانو كلهم رياضيون – المرحوم عابدين وكابتن حداد والهادي وطارق وكانوا كلهم بيلعبوا في نادي الإخلاص ويطلقون على بعضهم لقب «خواجة» إشارة الى لعبهم وحرفنتهم شبيهة بالخواجات فقال لهم سينا: «ثلاثة خواجات والإخلاص في الدرجة الثانية».
01/ كان المريخ لاعب مباراة تجريبية مع نادي ديم سلمان، وفي الشوط الثاني وفي استبدال الاحتياطي استبدل فريق ديم سلمان لاعباً له صلعة ومشيب وشكلو كبير جداً ولما وقف في «اللاين» للإستبدال سأل ود الشايقي اللاعب الظريف سينا: «ده منو يا سينا؟» قام سينا قال ليهو «كيف ده ما عم سلمان».
11/ كان كمال سينا يرحمه الله حتى أيام مرضه بالمستشفى دائم الإبتسام والنكتة ورابط الجأش كل من يسأله في المستشفى بعد العملية يقول له: «الدكاترة فتحوا البطن خلوا الكويس ورموا البايظ».
ألا رحم الله كمال سينا وجعل البركة في أهله وذريته، فقد كان فاكهة مجتمع أم درمان الرياضي، الإنسان الذي يعشق أم درمان وود نوباوي ويعتز بالإنتماء إليهم.
حاحليل الزمن الجميل والحب الطاهر
قيل ان ظبية المسالمة كان ينتظرهاالبعض فىدكان النعيم عند الصباح بسوق امدرمان وعندما تعود فى
المساء ينتظرون فى دكان النور على الجانب الاخر من الشارع ومن هنا خرجت رائعة عبيد عبدالرحمن
صفوت جمالك صافى الماء على البلور
يا(نعيم)صباحك خير يسعد مساك (النور)
شوف ام درمان زمان سمحه كيف واهلها الاصلين كيف موش هسع
ماعارف اهل العوض واهل ادم واهل عتمان ضيقتوها علينا ارجوعو فكونا
رائعون انتم معلقي الراكوبة في هذا الزمن البائس والله عندما اقرأ تعليقكم احس بالهوية السودانية الاصيلة شكرا للكاتب والمعلقين فارجو منكم كما تعودت دائما ان تظلو بهذه الروح وان تظل الراكوبة وفية لنا وشكرا