احتضار اتحاد فناني الجزيرة

مع تباشير الخريف و زخات المطر هذه الأيام على ود مدني الجميلة كانت بداية الغيث حاضرة في بداية هذا الأسبوع بمنزل الموسيقار صلاح جميل بدعم مادي ومعنوي من الرسميين والشعبيين تقدمهم اللواء النعيم خضر مرسال معتمد محلية مدني الكبرى والأستاذ/ مختار مأمون مدير عام وزارة الثقافة والإعلام ود.طارق مصطفى مدير إدارة الثقافة بالوزارة وأعضاء مجموعة )نبض الجزيرة ( تقدمهم الباشمهندس / لمياء عبد الله العبيد لإحساسهم بمعاناة المبدعين فكانت بداية الغيث لرحلة علاج جميل تسليمه مبلغ ) 40 ( ألف جنية من جملة ) 60 ( ألف تكلفة العلاج وتذكرتين سفر للقاهرة وللمفارقات ومع جمال زخات المطر كان هناك تساقط لأوراق الأشجار للاخضرار من جديد فكان هناك سقوط متعمد لاتحاد فنانين الجزيرة بغيابه عن المشهد بتدافع الغرباء لعلاج جميل وقبيلة الفنانين جالسين مستمتعين بالعدادات ولعب )الكتشينة والضمنة( بمقرهم وأبلغ وصف هنا ليس التساقط للاخضرار ولكن تساقط بمثابة احتضار ما يتطلب تدخلات جراحية عاجلة بمشارط ذات فاعلية وسرعة لإزالة تلك الأورام الخبيثة من أجل أجيال
وأجيال .
لم تتوقف الحكايات التي نسمعها عن معاناة المبدعين بالولاية الذين أثروا الحياة الفنية بإبداعاتهم التي لم يهتم بها اتحادهم أولاً ولم يجدوا الرعاية من نقابتهم التي ينتمون إليها والاهتمام بحالتهم المرضية بعد تقدم أعمارهم ، وهنا أتسأل هل يكون جزائهم برد الجميل لما أعطوه من إبداع فني للولاية والبلاد التخلي عنهم وإهمالهم من قبل اتحاد الفنانين بالولاية والتسبب في سوء حالتهم النفسية بدلاً من الاعتناء بهم؟ الواقع لا يحتاج إلى درس عصر وتناولنا في هذه الزاوية المعاناة التي يعيشها الموسيقار صلاح جميل والفنان محمد سيد أحمد عسى ولعل أن يصحي اتحاد الفنانين من غفوته ولكن لا حياة لمن تنادي وكما وصفه أحدهم بأنه اتحاد كسيح للأسف لم أندهش من موقف اتحاد الفنانين المتفرج على المواجع ولا من حسرة الفنانين على ما يجدون من تجاهل أصدقاء الأمس الذي كانوا على صلة قوية بهم ذلك لأنه للأسف الوسط الفني وسط مصالح بالدرجة الأولى تحكمه المراءاة والنفاق والمجاملة وسط يكثر فيه محبوك طالما أنت على الطريق ويمتدحك الكثيرون طالما كنت متوهجاً ومرغوبا أما إذا أفل نجمك وأصابك الوهن فلن تجد أحدا يسأل عنك .
فبالعودة لمعاناة جميل نجد تدافع الرسمين والشعبيين للمساهمة في رحلة علاجه فهل تصدق عزيزي القارئ أن منظمة طوعية مجموعة نبض الجزيرة وخيريين من خارج النبض وأسرة الدفعة 23 كلية الزراعة جامعة الجزيرة ساهموا ب) 30 ( ألف جنية ووزيرة الثقافة والإعلام ب) 5( ألف جنية ومعتمد محلية ود مدني الكبرى بمبلغ ) 5( ألف جنية وهيئة البحوث الزراعية بتذكرتي سفر واتحاد الفنانين لم ينجح أحد فهم عاجزون عن المساهمة فبحثت كثيراً عن ذريعة للاتحاد ولكن لم أجد لهم عزر فهم متلذذين ب)الكتشينة والضمنة( لم أجد دور للاتحاد ولم أجد تنظيم ليالي ثقافية تتناول تجربة أحدهم ودراستها ليستفيد منها غير ولم لم أجد غير قفل الباب أمام صلاح جميل وغيره من مبدعين كثر .
فلابد من التفكير في نظام تأميني أو تكافلي أو تراحمي يضمن العلاج في الخارج لم لا تتوافر لهم فرص العلاج بالداخل من المبدعين الفقراء الذين تفيض آلامهم على أموالهم وأيضاً التفكير في مبادرة تكافلية تصون كرامة المبدعين ليصبح اتحادهم أولى برعايتهم وأرحم بمعاناتهم في الواقع أن الدعم المادي هو وسيلة وليس غاية قد يحتاجها المبدع لسد حاجاته لكن التقصير في الجزء المعنوي لا ينهي مأساته أن أخطاءنا في حق مبدعينا الذين رحلوا عنا إلا نقوم بتكريمهم والاحتفاء بهم بعد موتهم ولكن بإنقاذ من يعيش الآن فلا تضار الشاة بعد ذبحها .
ولكي ينصلح الحال نطالب المبدعين والفنانين والمثقفين بانتفاضة عارمة لوقف نزيف التهميش والجحود والنكران بتشكيل جسم نقابي على أنقاض جسم متداعي يكتم على أنفاس المبدعين سنوات طويلة وأن له أن يزول لأن بزواله أمل بزوال الآلام والمواجع .__
[email][email protected][/email]