قمة البشير قدور ..برعاية لطيف منصور..!

كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات يحاول دائما أن يعكس الجوانب الخاصة من حياته على غير الزعماء المصرين بأن يقرب اليه من يفتحون له القنوات لمثل هذه المجاهرة بالبساطة المصطنعة .. فيجعل من أنيس منصور الصحفي المعروف يدخل الى غرفة نومه وحمامه الخاص لينقل على سبيل المثال طريقة الرئيس في حلاقة لحيته صباحا وكيف أنه يجلس لإفطاره وشراب قهوته .. ثم يخرج الى الريف ليتصور بالجلابية وهو يتجول في الحقول ..كما يلتقط له الصور حينما يتبادل النكات مع أم كلثوم ضاربا كفه بكفها ضاحكاً باعتبارهما أصدقاء قدامى وكانت تناديه بابي الأنوار حاف ..حتى زجرتها مرة حرمه السيدة جيهان ونبهتها الى ضرورة مناداته بفخامة الرئيس لانها مجرد مطربة ولا ينبغى أن تنسى نفسها وتتجاوز حدودها !

كنت قبل عدة أيام قدكتبت مقالا تناولت فيه إطراء الأستاذ محمد لطيف وتقريظه في حق وزير المالية الجديد الفريق الركابي رغم ما صاحب تاريخ الرجل من شبهات فساد برر محمد لطيف ضرورة إنتفائها في الحد الذي وقفت فيه دون محاسبة عدلية لمجرد أن الفريق تحلل عنها بسحب الزيت الفاسد ..الخ القصة المعروفة..!
بينما قدح في مصداقية الوزير المعلق تعينة لحقيبة العدل الدكتور ابوبكرحمد متهما إياه بالكذب في تحريض مبطن بعدم أهليته للمنصب وكأنه يشهر له سلاح قربه من الرئيس مما قد يمكنه شخصياً من إطفاء بارقة الأمل التي يتلمس بها طريقه الى تجاوز أزمته و عودته لمنصبه المرشح له .. وهوالذي قال عنه لطيف إنه منعه من نشر حوار دار بينهما بينما نشرت له صحف آخرى مقابلات تصب في ذات منحى ذلك الحوار على خلفية إتهام الوزيرالمعين والمؤجل أداء قسمه الدستوري للتحقق من صحة أو عدم تزوير شهادته العليا !

المهم ..
ما علينا ..
ولكن لم يجف مداد ذلك وذاك المقال حتى خرج علينا الأخ لطيف بالأمس بمقال يداهن فيه الرئيس ويحاول التخفيف من وقع فضيحة منعه من حضور قمة الرياض في تلميح الى ما معناه غير الحرفي بالتقليل من أهميتها بالقدر الذي لا يحرج الرئيس عدم تشريفه لها ..ومشيدا بجسارة البشير في تحدي المحكمة الجنائية حينما ذهب أول مرةمنذ صدور قرارها الى قمة الدوحة متجاوزا فتوى علمائه الذين وبخهم لطيف بجسارة الواثق من سطوته بالا يدخلون عصهم فيما لايخصهم مرة آخرى !

واليوم وفي تتابع لاهث لنشاط لطيف للحاق بميري حكومةالوفاق قبل أن تخلص بقايا فتافيت كيكته النيئة و الخامة الرائحة .. وفي نفاق واضح طالعتنا أخبار جلسة القمة بين رئيس الجمهورية وبرفقته الوالي الهمام بل والأصح السائق الخاص على الصعيد الرسمي .. ومن جانب فني آخر رئيس فريق أغاني وأغاني الأستاذ السر قدور وبمعيته عدد من أركان حربه من المغنيين والمغنيات بترتيب خاص من ذات الأستاذ لطيف في منزله الفخيم بالضاحية الرئاسية .. وكأنه لعمري يتقمص درو أنيس منصور المقرب من السادات ..وهي كلها إشارات الى أن الرجل يسعى دون مواربة الى لفت النظر لتكليفه بدور في إعلام القصر الرئاسي في المرحلة الحالية لينتقل من مربع صحفي عادي بل وتجاوزاً لدور أنيس منصور ذاته الى مصاف صانعي القرار على غرار محمد حسنين هيكل .. لعلمه بأن دور الصحفيين الكيزان على مية بيضة سيتقلص شاءوا أم ابوا في استبعاد تدريجي وتكتيكي لمنظومة حلقتهم الإسلامية الخانقة لإنفتاح النظام على الغرب والمجتمع الدولي .. بعد أن قطع الرئيس ولوبي نظامه الأمني و العسكري شوطاً بعيداً في لعق أعقاب أحذيتهم بالسنتهم التي قالوا إن أمريكا تحتها وذلك من قبيل تطريق وتدريب تلك الألسنة على مهامها الكبيرة في لحس أحذية التي دنا عذابها ..!
فهل تنجح جلسة طرب الرئيس و قمته الترويحية والترويجية مع قدور في تحقيق أمال الصحفي النسيب.. ربما ليصبح قريبا من الإبن الرئاسي القابص على مفتاح الميراث الفريق النافذ طه الذي لم ينسى لطيف المسح على جوخه مدحا لإختياره ممثلا للرئيس في القمة الإسلامية الأمريكية ..!
هذا و ليس بعض الظن إثم دائما ..خاصة في الحالات التي يمكن قراءة سطورها بدون إستخدام نظارات الذكاء الفاحصة لدقائق الحروف !

[email][email protected][/email]