الإستبداد

أمس ذهبنا الى ان العدالة هي مرتكز الدول المتقدمة بينما تظل الدول
النامية على حالها ما لم تحقق العدالة المطلوبة ،
وتوفر إحتياجات المواطن ولا يتأتى ذلك إلا بتأسيس علاقات دولية قائمة
على المصالح المشتركة وفي هذا فتح الفرص لتدريب الفنيين والكادر البشري ومدخلات الصناعة والزراعة وكل المستويات، وفي الأمر إحراز لما يعرف إقتصادياً بتحقيق ميزان المدفوعات ـ توازن والوارد والصادر
معروف عن دول العالم الثالث ان حكامها دوما مستبدين لأنهم طلاب سلطة بلا عقلية سياسية تتيح لهم قراءة المشهد االسياسي في إتجاه تحقيق مطلوبات الدولة ويفتقرون الى مناهج الحكم لذلك تجدهم يتمترسون بالقمع لمواجهة تيارات الوعي وسط الأمة، وفي تحليل الإستبداد سايكلوجيا يقول

د. عزام محمد أمين في مبحثه بعنوان (جنون العظمة وشهوة السلطة) التحليل النفسي للطغاة والمستبدين) : السؤال الذي يطرح نفسه لدى تأمل ظاهرة الطغيان: هل الطاغية هو من يدفع بمؤيديه لتأليهه؟ وهل يريد الطاغية أن يكون مؤلهاً بالضرورة؟ هل هو من يطلب من مواليه هذا المستوى الجنوني من الطاعة العمياء.. ولماذا؟ هل يدرك الطاغية أنه ظالم ومستبد؟
الاستبداد الشمولي والاستبداد الديكتاتوري
يصح القول أن لكل طاغية عبر التاريخ شخصيتها المميزة وبصمتها المتفردة في الإجرام… ولكن هناك مجموعة من الطبائع والسمات مشتركة عند جميع الطغاة مهما اختلفوا في الزمان و المكان. وقبل الدخول في صلب الموضوع علينا أولاً التمييز بين أنظمة (الاستبداد الشمولية) و أنظمة (الاستبداد الديكتاتورية) فكل نظام شمولي هو حتماً ديكتاتوري ولكن ليس كل نظام ديكتاتوري هو بالضرورة شمولي
في الأنظمة الديكتاتورية (نظام حسني مبارك، ديكتاتوريات أمريكة اللاتينية…) يوجد نوعاً ما، هامش نسبي من الحرية النقابية والسياسية والاجتماعية (تعددية محدودة). في النظام الديكتاتوري لا يتغلغل الاستبداد في كل مفاصل الحياة وأدقّها بلا إستثناء كما في النظام الشمولي الذي لا يترك مؤسسة من مؤسسات المجتمع سواء كانت مدنية أو عسكرية خارج هيمنته المطلقة (تعددية معدومة) موظفاً بذلك قدرات هذه المؤسسات، الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية و الأمنية والإعلامية بشكل خاص لما يخدم رأس النظام
(الرئيس أو الملك) الذي ينتقل من مرحلة “الديكتاتور” إلى مرحلة “الطاغية” و التي يمكننا إعتبارها أعلى مراحل الإستبداد

فون كرافيبينغ 1879

بشكل عام يعيش الطغاة في عالمهم الخاص متقوقعين على مجدهم الذاتي منفصلين تماماً عن الواقع، فمثلاً في تصريح لنيقولاي تشاوشيسكو على سؤال لأحد الصحفيين عما إذا كانت المظاهرات التي عمت مدن رومانيا ستؤدي للتغيير وهل يخشى أن تتطور الأمور للأسوأ ، قال : لا يوجد شيء مما تقولونه، واستطرد بعنجهية مستهزئاً “لن يحدث تغيير في رومانيا إلا إذا تحولت أشجار البلوط إلى تين”، بعد أربعة أيام فقط من هذا التصريح تم القبض على الطاغية هارباً مع زوجته و تم إعدامهما رميا بالرصاص
الشخص البارانوي يكون يشكل عام طموح وهو يُسخِر كل شيء في سبيل الوصول إلى غايته ، يعتقد أن الجميع يريد النيل منه عبر حياكة مؤامرات خفية ضده ، لديه شعور دائم بالتهديد من قبل أعداء وإن لم يكونوا موجودين في الواقع يقوم بإيجادهم في مخيلته ، لذلك يكون حذر جداً ، غير متسامح أبداً ، قلق حساس و سريع الاتهام للآخرين بالكذب وبالتآمر عليه وخصوصا لمن يخالفه الرأي طبائع المستبد لا يمكن أن تتسع لأي خلاف من أي نوع كان، فهو لا يستمع لغيره و يعتقد انه دائما على حق و صواب ، أي اختلاف معه بالرأي هو جزء من المؤامرة عليه،

‏يقول الكواكبي: إنّنا نعاني من أزمة تطوّر حضاري ، ولا بدّ لنا ـ للخروج من هذه الأزمة ـ من أن نبدأ أوّلاً بوضع المعايير الصحيحة لمفاهيمنا ، بعد أن نتفحص إمكاناتنا من خلال معرفة ما نحن مؤهلون له حقّاً ، حتى لا نُحدث خلخلة بين ما نريد وما نفعل.
والمشكلة التي تؤرّق قاريء التراث أرقاً مزدوجاً ، أنّه سيجد فيه كثيراً
من الإجابات عن تساؤلاته ، أو أنّه سيهتدي ـ من خلاله ـ إلى كثير من
الحلول لمشكلات عصره . وذلك لأنّ المجتمع العربي لم يتغيّر تغيّراً
جذريّاً عمّا تركه روّاد النهضة العربيّة ، فما زالت أكثر سلبيّاته قائمة
ولم نلحظ فيه من تغيّر سوى إستعماله لتقنيات لم ينتجها هو ، ولم يتمكّن
من إستيعابها بعد.
ويقول السّياسي: الدّاء: استعباد البرية، والدّواء: استرداد الحرّيّة
ويقول الحكيم: الدّاء: القدرة على الإعتساف، والدّواء: الإقتدار على الإستنصاف
ويقول الحقوقي: الدّاء: تغلّب السّلطة على الشّريعة، والدّواء: تغليب
الشّريعة على السّلطة
ويقول الرّبّاني: الدّاء: مشاركة الله في الجبروت، والدّواء: توحيد الله حقّاً
وهذه أقوال أهل النظر، و أمّا أهل العزائم.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. البشير دا شنو ؟
    شمولي ديكتاتوري طاغية فرعون شيطان
    صراحة مافي وصف ليه اتمني ان تجدو مسمي يليق بي المجرم دا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..