أخبار السودان

تأسيس الدول وحُكمها ليس كحكمة بناء الأمم ..!

الأحزاب العقائدية يسارية كانت قومية أو قطرية وبما في ذلك القائمة على النمط الثيوقراطي الديني دائماً ما تقيم دولتها الحاكمة لحدود اي بلد على روافع فكرها ..ظناً منها أنها تستطيع بترديدالشعارات والشحن النفسي وغسل أدمغة الناس أن تؤسس لنظام خالد لا تكنسه رياح التبدل في الدنيا التي ديدنها الفناء والإحلال !

فهي دول وأنظمة إما أنها تستند الى عبادة فرد مثلما كان القذافي أومجموعة تحيط بزعيم توله لفرادته إن هوأصاب مرة و تتغاضي عن إخطائه إذا ما تكررت مدمرة لما بناه بيده كما يفعل الصغار الذين يعشقون لعبة فما يلبثوا أن يحطموها بمزاجية تزعج الأسرة كلها كما فعل صدام الذي بنى دولة و جلب لها الكوارث ثم مضى معها !

الثورة الروسية بنت دولتها السوفيتية وحبست فيها مجموعة من الأمم المتنافرة الأعراق في حظيرة فكرها ففشلت في بناء أمة واحدة متجانسة ..إذ مع ذلك القهر ظلت كل أثنية تكتم أصلها في صمتها القسري سبعين سنة حيث تفرقت كل لونية الى عرقها ومنشئها ما أن أنفرط عقد الدولة الكبيرة التي كان يحكمها الأباطرة الأرستقراطيون الجدد ويريدون لبروليتاريا الطبقة العاملة والشعب كله أن يقتروا في عيشهم تمسكا بمبادي الدولة الإشتراكية البلشفية التي كانت تنافس الغرب الراسمالي في السباق نحوالفضاء و التسلح النووي من ميزانية الشعب العامة ..بينما منافسوهم في الفريق الآخر يطورون مقدراتهم في ذلك الصدد بتمويل من مؤسسات ربحية تسفيد من العائد وتفيد الصالح العام !

ستذهب إن آجلا أو عاجلا مملكة ال كم ايل سونغ في كوريا الشمالية إما بالعودة الى الشق الجنوبي في سيؤل ..مثلما التمحت المانيا بعد أن هدت الجدار العازل لشقيها طويلا !
وإما بقيام نظام كوري شمالي حر يعتق شعبها عن السجود الطويل في محراب إشتراكية سادتها التي تتباهى بمقدراتها التدميرية للعالم كله بينما تخفق حيال توفير القمح لجياع مجتمعها البائس والعائش خارج خارطة الجغرافيا المتصلةالآواصر والمتخلف عن مجاراة عجلة التاريخ المتسارعة !

وهاهو نظام الأسد العلماني المسنود رأسه المتصدع بعمائم ملالي الشيعة الصفوي في ايران ربطاً بذراعه الممدود من لبنان يتأرجح متدلياً نحو الإستسلام الكامل بعد أن ترك دولة ادعاء الصمود أثرا بعدعين لمن سيعيدون بنائها على إنقاض نظامة إما بافنائه أو بتركيعه وبتكلفة قدرت بتسعماية مليار دولار هذا فضلا عن خسارة الأمة السورية لتماسكها الإثني والطائفي وشتاتها في دروب اللجو والنزوح وكان في مقدور ناظر مدرستهم أن يحل مشكلة التلاميذ الذين ثاروا في درعا وكانوا وقودهذا الحريق الذي طال المنطقة بأثرها !
ولنا دروس في حدودنا الجنوبية حيث ظن أهل الحركة الشعبية أنهم ملكوا زمام الدولة لمجردأنهم شقوها عن الجسدالكبير بسكاكين الطموح الذاتي و سواعد التلهف نحوكراسي الحكم قبل أن يحصنوا الأمة القبلية المتنوعة بترياق يقيها هذا التمزق الذي أعادها الى سنوات أكثر ظلمة مما كانت عليه عتمة الماضي القريب ..!
مثلما مضى السودان كله تراجعاً الى مؤخرة الدول إصرارا من جماعة هي الآخرى توهمت أنها بنت دولة على أنقاض ماضيها وقدكانت مونتهم الفطيرة فكرهم التمكيني و ايقاظاً للنعرات القبلية و التباعد الجهوي .. و الصراخ بالشعارات الفضفاضة بغرض تطويع ثقافة المجتمع وفق خضلهم المتأصل ..فنجحوا في تفكيك مفاصل الأمة مثلما فشلوا في إقامة الدولة الرشيدة !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كما فعل صدام الذي بنى دولة و جلب لها الكوارث ثم مضى معها!

    هنا يطول الكلام.

    وبتكلفة قدرت بتسعماية مليار دولار.

    مئة … تسعمئة.

    ما شاء الله موسوعة ثقافية، مع دقة تحليل، في ثوب قشيب،

    قال : أنتو السودانيين في كل شيئ تجو أول.

    جانا رمضان وما ظبطنا الزقني.

    وين الألفا؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..