الجنوب الجديد في منتدى السياسة والصحافة

الجنوب الجديد في منتدى السياسة والصحافة
رشا عوض
في منتدى السياسة والصحافة صباح أمس بمنزل الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي كانت قضية (الجنوب الجديد) هي القضية المحورية للمدارسة وتبادل الآراء وفيها تركزت مداخلات السياسيين والصحفيين، رغم أن الإمام في أطروحته علق على قضايا أخرى منها اليوم العالمي لحرية الصحافة والثورة الليبية ومقتل بن لادن(وفي هذه القضية انحصرت مداخلة الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي الذي أدان سلوك المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا تجاه العالم الإسلامي وفي ذات الوقت اعتبر طريقة بن لادن في مواجهة الغرب خاطئة وضارة بمصالح المسلمين).
في السابع من يوليو القادم سوف يكتمل إجرائيا استقلال الجنوب ومخطئ من ظن أن ذلك الاستقلال سيكون نهاية المشاكل والأزمات في كل من الشمال والجنوب، هذا ما أشارت إليه أطروحة الإمام حيث قال(بعد انفصال الجنوب لدولة مستقلة سوف ينشأ في دولة الشمال المنقوصة جنوب جديد قوامه: وجود إثني جنوبي سكاني في الشمال،وجود مناطق في جنوب الشمال متصلة جغرافيا وإثنيا وثقافيا وتاريخيا بالجنوب،عناصر انشقاق شمالية تجد قواسم مشتركة مع الجنوب، عناصر شمالية يشدها جنوبا النفور من أيديولوجية الحزب الحاكم. وسوف ينشأ في دولة الجنوب الجديدة شمال جديد قوامه:وجود إثني شمالي في مناطق كثيرة في الجنوب، وجود عناصر جنوبية يصدها التنافر القبلي في الجنوب فتتجه شمالا، وجود قوى سياسية جنوبية تعارض الحزب الحاكم، تكوين سكاني جنوبي مسلم ينفر من وزن النفوذ الكنسي والغربي، فإذا وقع تنافر بين دولتي الشمال والجنوب فسوف يوظف الطرفان الجنوب الجديد والشمال الجديد لاستنساخ نفس المشاكل القديمة بين الشمال والجنوب، وسوف تؤدي المواجهات المتوقعة إلى إنتاج دولتين فاشلتين في أرض السودان، وتكون النتيجة أن اتفاقية أبرمت لتحقيق الوحدة والسلام حققت النقيض أي الانفصال والحرب. ومثلما أدت اتفاقية 1972م إلى حرب أسوأ من تلك التي أنهتها فقد تؤدي اتفاقية 2005م فيما بعد لحرب أسوأ من تلك التي أنهتها).
الأستاذ ياسر عرمان ركز في مداخلته على التأطير المفهومي لفكرة الجنوب الجديد، فهذا الجنوب يضم من وجهة نظره كل المتضررين من ممارسات دولة السودان القديم والذين عانوا تاريخيا وما زالوا يعانون من التهميش السياسي والاقتصادي والثقافي في ظل هذه الدولة وبالتالي هم أصحاب مصلحة في التغيير في بنية هذه الدولة تغييرا هيكليا وفق رؤية السودان الجديد التي يعتبرها عرمان باقية لأن هناك احتياجا موضوعيا لها سواء في الشمال بجنوبه الجديد(جغرافيا وسياسيا) أو في الجنوب المستقل، ووفق هذا المفهوم اعتبر عرمان أهل دارفور وأهل الشرق والمهمشين والفقراء في الشمال جنوبيين، ثم عرج عرمان على قضية الانتخابات في جنوب كردفان وفي هذا الإطار دعا لتطوير اتفاقية السلام الشامل بعد التاسع من يوليو للحفاظ على السلام بين الشمال والجنوب ولمخاطبة قضايا السودان الأخرى وعلى رأسها دارفور، وأكد أن فوز عبد العزيز الحلو يعزز فرص السلام مع الجنوب على عكس فوز مرشح الوطني أحمد هارون.
تعددت الآراء والأفكار وما زال في النفس (شيء من الجنوب الجديد).