مفرح أم مقرح؟

نبدأ بالشق المفرح، وهو الخبر الذي ظللنا ننتظره طوال 11 سنة:
أعلنت إدارة مشروع مطار الخرطوم الدولي الجديد، أن عمليات تخطيط المشروع قطعت شوطاً مقدراً، خاصة في مجال الطرق والتسوير والمياه والكهرباء والبيئة. وقال الأستاذ صلاح الشفيع محمد مدير إدارة الإعلام بمطار الخرطوم الجديد لـ(smc)إن إدارة المشروع استطاعت حتى الآن الانتهاء من الطريق الرابط والمؤدي إلى داخل أرض المطار، بطول 10 كيلو مترات، وسفلتة الطريق الخدمي حول سور المطار بطول 18 كيلومترا، بجانب معالجة تطبيق حصاد المياه والعمل على زراعة مليون شتلة، موضحاً أن المشروع سيكون له أثر اقتصادي كبير، ينعكس على المنطقة بصورة خاصة والبلاد بصورة عامة.
وأشار صلاح إلى أنه تم حفر خمسة آبار، تكفى لاحتياجات المطار بالإضافة إلى قيام محطة الجموعية سعة «200» ميقاواط، ومنشآت مكملة للمطار، تتمثل في محطة وقود رئيسية، ووحدة تموين، وطرق رئيسية وفرعية تربط المطار بالمدينة، مؤكداً أن المشروع دخل المرحلة «الأخيرة» التي بموجبها يتم نقل الحركة الجوية إلى المطار الجديد.
فرحان أوي؟ هذه التصريحات الفرايحية ومؤداها «هانت، وبالكتير سنة أو سنتين ونقدل في المطار الجديد»، كانت قبل ست سنوات، وبالتحديد في نوفمبر 2011، وبعد هذه البشارة بنحو أربعين يوما قرر مجلس الوزراء، تجميد تنفيذ مشروع المطار بالتمويل الخارجي، وبالطبع ليس ممكنا تنفيذ مشروع ضخم كهذا بالتمويل الداخلي، ولو بأسلوب نصرف مما «نطبع»، والسبب في اتخاذ ذلك القرار هو قلة الحيلة رغم أن الخشم ظل بليلة، بعد أن صارت الخزينة العامة كفؤاد أم موسى، وبالتالي من الطبيعي ان تنقلب الفرحة إلى قرحة،
قرار إنشاء المطار صدر في عام 2005، وبكل همة بدأ التنفيذ في عام 2006، ليكون جاهزا في عام 2013، فيصبح من حقنا أن نزيد جرعة البوبار، بأننا الجسر بين العالم العربي وأفريقيا «حكاية الجسر هذه أراحتنا من سؤال الهوية، فنحن مجرد همزة وصل بين الجانبين، وهذه الهمزة كما هو معروف، نسمع بها، ولا نراها مرسومة/ مكتوبة، بعكس همزة القطع والحسم التي تكون على رأس أو قعر حرف الألف».
وشخصيا كنت أسأل الله أن يمد في أيامي وأشهد تدمير مطار الخرطوم الحالي القبيح، الذي لا يصلح حتى موقفا للحافلات، بافتتاح المطار الموعود، ولم أكن أتوقع أن يكتمل هذا المطار في الموعد المضروب «2013»، ولكن على أبعد تقدير، يتأخر افتتاحه سنة أو اثنتين، ولكن علمتنا التجارب أن الحكومة «حشاشة بدقنها»: سنقيم شبكة صرف صحي من هني لهنوك، ومصارف لمياه الأمطار من دنقلا إلى أنجولا «هذا اسم حي شعبي في طور الشرنقة في أطراف أم درمان أو الخرطوم، وعندنا حي مانديلا، وكلاهما كرانك وقطاطي، لإثبات أن لنا رجلا في أفريقيا، وعندنا أحياء الرياض والطائف والدوحة والمنشية، وبعض ساكني الجريف يستعرون من الانتماء الى هذا الحي/ الإقليم التاريخي، ويزعمون أن بيوتهم في المعمورة».
ولكن هانت، فقبل عام بالتمام تم التوقيع على اتفاقية تمويل المرحلة الأخيرة من المطار الجديد، بقرض بقيمة 700 مليون دولار من بنك الاستيراد والتصدير الصيني «بشروط مُيسّرة ـ من التيسير وليس الميسر، فحد الله بين الحكومة والحرام»، ولو تم انفاق هذا المبلغ على المطار الجديد، بدلا من استخدام جزء منه بنظام «شيل طاقية دا ختها في راس دا كما يفعل محترفو الاستدانة»، فالأمل كبير في أن يصبح المطار جاهزاً بعد سنتين أو خمس، وأتمنى أن تجك الهيئة المسؤولة عن تنفيذ هذا المشروع، لأنه سبق أن أصدرت إعلانا تحذيريا يشي بأن الأراضي المخصصة للمطار «لحقت» المدينة الرياضية، أي تعرضت للترم والشرم
ومن عجيب ما سمعت مؤخرا، أن هناك مخططا لتخصيص مطار للخطوط الجوية السودانية، ولا أفهم كيف يكون لهيئة لا تملك من الطائرات، ما يؤهلها للطيران لأكثر من نحو خمس وجهات، بجدول رحلات شختك بختك، أن يكون لها مطار؟ أم أن طائرتي الايرباص السكند هاند موديل بصات الوالي تجعل الخطوط السودانية مستحقة ل»معاملة خاصة»؟

الصحافة

تعليق واحد

  1. وليه تحفروا آبار ..النيل موجود..المصريون لايمك ابدا ومستحيل يهبشوا المياه الجوفية .

  2. وليه تحفروا آبار ..النيل موجود..المصريون لايمك ابدا ومستحيل يهبشوا المياه الجوفية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..