المتعافي…والجمع بين مسئوليتين!!!.

صديق عبد الهادي

الحلقة الأولى/

اصدرت محكمة الطعون الادارية مؤخراً قراراً حول الطعن الذي تقدم به مزارعون من اهل مشروع الجزيرة حول تزكية السيد المتعافي لنفسه ليكون رئيساً لمجلس إدارة المشروع الى جانب منصبه الحالي كوزير للزراعة. وقد ايّد مجلس وزراء نظام الإنقاذ تلك التزكية الشخصية “الفريدة” ليصبح على ضوئها السيد المتعافي وزيراً للزراعة ورئيساً لمجلس إدارة مشروع الجزيرة “الزراعي”، اي ليضحى “رئيساً” و”مرؤوساً” لنفسه. ويكاد ان يكون جامعاً، بذلك، لكل السلطات النافذة التي ستسير المشروع، وتحدد مصيره، هذا إن لم يكن مصير المشروع قد تحدد بعد !!!.

جاء قرار المحكمة، والذي سيستأنفه المزارعون ومحاموهم، ببطلان الطعن لإنتفاء المصلحة بالنسبة للمزارعين الطاعنين. بالطبع، لابد من احترام قرار المحكمة، الآن، مهما كان الرأي فيها وفي النظام الذي تعمل تحته، طالما ظلّ حق الاستئناف قائم.
فمن بين الدفوعات التي بنى عليها المزارعون طعنهم هو انه،ووفقاً لقانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م، سيئ الصيت، ليس لمجلس الوزراء الحق في تعيين رئيس مجلس إدارة المشروع، لان ذلك، اي تعيين رئيس مجلس الادارة، من إختصاص رئيس الجمهورية، وهو ما لم يحدث ابداً في هذه الحالة المعنية، حالة المتعافي. فلقد جاء في القانون المذكور وفي الفصل الثالث المعنون بـ “مجلس الادارة” :

“تشكيل المجلس/
6. (1) يشكل المجلس من رئيس واربعة عشر عضواً بقرار من رئيس الجمهورية بناء على توصية من الوزير المختص وذلك على النحو التالي:
أ. رئيس مجلس الإدارة يعينه رئيس الجمهورية.
ب. المدير العام بحكم منصبه.
ج. ممثلون لاتحاد المزارعين بالمشروع لا تقل عضويتهم عن 40% من عضوية المجلس.
د. ممثل للعاملين بالمشروع.
هـ. ممثلون للوزارات ذات الصلة.

(2) لا يجوز الجمع بين منصبي رئيس مجلس الادارة والمدير العام.”
هذا هو القانون، وهو واضح فيما يختص بإجراء تعيين رئيس المجلس، بالرغم من ركاكة صياغة الفقرة نفسها.
قبل ان نأتي إلى الجانب الذي يهمنا من امر جمع السيد المتعافي بين تينك المسئوليتين، اللتين تشبه محاولة الجمع بينها الجمع بين الشقيقتين، نود السؤال، والاشارة إلى انه وبقرائن الاحوال، الا تسري الحِكمة التي تمّ توسلها في عدم جواز “الجمع بين منصبي رئيس مجلس الإدارة والمدير العام”، كما ورد في المادة الثانية عاليه، ألا تسري ايضاً في حال “الجمع بين منصبي وزير الزراعة ورئيس مجلس الادارة”؟!!!.
فوفقاً لما يهوى، سيكون المتعافي الأطغى حضوراً في المجلس، كوزير وكرئيس مجلس وكمُعَيِّن للشخص الذي يمثل وزارة الزراعة في المجلس، بحسبها وزارة ذات صلة بمنطوق النقطة (هـ) من فقرة “تشكيل المجلس” الواردة في صلب القانون كما هو واردٌ اعلاه!!!.

إن السيد المتعافي ليس باستثناء من بين الاسلاميين، ممثلو الراسمالية الطفيلية الاسلامية “رطاس”، الذين ظلوا يديرون السلطة منذ قدومهم بانقلابهم في عام 1989م. فهو ليس باستثناء لان هناك وزارات تكاد ان تكون اصبحت مسجلة باسماء وزرائها. فالكل يتمسلك بوزارته “الحِكِر” لمآربه الخاصة، و”الخاصة” جداً!!!.

في تاريخ السودان السياسي المعاصر، لم يكن المتعافي اول منْ تقلّدَ اكثر من منصبٍ في السلطة. من الممكن، على الاقل، ذكر حالة المرحوم السيد ميرغني حمزة الذي كان ان اسند اليه السيد اسماعيل الازهري في يناير 1954م، وقت تشكيل أول حكومة وطنية ، مسئولية المعارف والزراعة والري، (راجع مقالات د.سلمان محمد احمد سلمان عن خفايا وخبايا مفاوضات مياه النيل لعام 1959م، التي يجري نشرها الآن في مواقع مختلفة). ولكن وبرغمه، ليست هناك من مقارنة بين الوزيرين، فالسيد ميرغني حمزة واحدٌ ممن وضعوا اللبنات الاولي من فكرة توسيع مشروع الجزيرة وذلك بقيادته لفكرة مشروع بناء خزان الروصيرص لاجل إضافة إمتداد زراعي في منطقة المناقل. وفي زمن المتعافي لا يخفى على الناس ما حدث للمشروع حيث خرجت تفاتيش زراعية بكاملها من الدورة الزراعية بسبب تدهور نظام الري وتضعضع البني التحتية للمشروع ، وذلك بعد 58 عام بالتمام والكمال من الزمن الذي تولى فيه السيد ميرغني حمزة تلك المهمة!!!.

ترك السيد ميرغني حمزة الوزارة، بعد سنة واحدة فقط، لخلافه مع السيد اسماعيل الازهري، فهل يا ترى يستطيع المتعافي تركها، سوى إن كان لخلاف او لغيره؟!. بالقطع لن يستطع ذلك، مثله وبقية الرأسماليين الطفيليين الاسلاميين (الرطاسيين). فإذا كان من الممكن للاسماك ان تعيش خارج الماء فإنه لمن المستطاع لهم ، أي للاسلاميين من امثال المتعافي، ان يعيشوا خارج السلطة!!!.

إن الجانب الاهم في المقارنة، إذا جاز لنا ذلك، هو ان السيد المرحوم ميرغني حمزة جاء للاستوزار محمولاً على اكتاف نظام منتخب ديمقراطياً، بينما جاء المتعافي محمولاً على ظهر دبابة وتمّ فرضه فرضاً بواسطة سلطة عسكرية قاهرة زوّرت إرادة كل الشعب، وخاصة المزارعين، وما فتئت تفعل!!!.

فإذا كان الامر يتم بما درجت وتواضعت عليه الشعوب فبالتأكيد لا المتعافي ولا ايٍ من الاسلاميين يمكنه أن يتبوأ ايٍ من المنصبين دعك من الجمع بينهما، وزيراً ورئيساً لمجلس إدارة مشروع الجزيرة. إن إدارة مشروع الجزيرة تقلدها الأساطين من الإداريين، والإقتصاديين الأفذاذ من أمثال المرحوم “مكي عباس” والمرحوم “مامون بحيري”. نفرٌ من السودانيين الذين ما طاولت ولن تطل سيرتهم المهنية النظيفة نقيصة السمسرة او شبهة الثراء الفالت!!!.

ولكن على اية حال، ومهما يكن فالمتعافي لا يعدم الشبيه والصنو في تاريخنا المعاصر. ولكن اي شبيهٍ، واي صنوٍ؟!.
كان السير “جيمس كري” في الإدارة الاستعمارية، التي اعقبت زوال الدولة المهدية بعد هزيمة كرري، إبان الحكم الانجليزي المستعمر، كان يجمع بين منصبين. كان مديراً لمصلحة المعارف وفي نفس الوقت ناظراً لكلية غردون، (راجع “تاريخ حياتي” للشيخ بابكر بدري، الجزء الثاني، ص 63، الحاشية رقم 1). نورد ذلك ليس فقط لتماثل الحالة بينه والمتعافي، وإنما القصد الرمي إلى حقيقة ما هو مشترك وكذلك تبيان ما هو اكثر اهمية لأجل فهم ظاهرة التمدد التنفيذي، وتفشي عاهة “التكريس السلطوي” التي تمسك بخناق المتعافي وبرقاب أمثاله من الاسلاميين والرأسماليين الطفيليين الجدد!!!.

إن الارضية المشتركة بين “جيمس كري” المستعمر و”المتعافي” الاسلامي هي النزعة، وتمكن الروح الاستعماري. كانت للسير “جيمس كري” مفاهيمه ومعاييره الخاصة التي تعكس كيفية ممارسته لسلطاته، والتي من بينها، وليس قصراً عليها، أن خلقة الله التي فطر الناس عليها من الممكن، لدى السير”جيمس كري”، ان تكون عاملاً حاسماً لأجل الإلتحاق بركب التعليم ام لا. ولا يمتنع عن الجهر بذلك وبل تطبيقه، لأن ما يجمعه من السلطات بين يديه يبرر ما يقوم بفعله.

أما فيما يخص السيد المتعافي فإنه ظلّ يسعى، طيلة سني إستوزاره، إلى تأمين وضعٍ سلطوي أشبه بوضع السير “جيمس كري”، المستعمر!!!. ولكن بالرغم من نجاحه المؤقت، بالطبع وفقاً لأحلامه، سوف لن يهنأ بذلك!!!.

[email][email protected][/email] وسنفصِّلُ في هذا الامر في الحلقة القادمة.

تعليق واحد

  1. أول مرة أشوف أشوف طالب راسب في مادة يصر يمتحنوهو في مادة أصعب حتى يثبت للكل بأنه فاشل بإمتياز ! صدقني يالمتعافي ما محتاج امتحان تاني..أديناك الشهادة لا تعب لا قسا..

  2. عندما يتولى المتعافي منصب وزير الزراعة ويوظف كل إمكانيات الوزارة لخدمة شركة إخوته فهو يخشي الله ويطلب الأجر والثواب من عنده سبحانه وتعالي
    ف المتعافي قالها بالحرف الواحد وأمام رئيس الجمهورية انه زرع في الدمازين واستفاد وحصد وملا جيبه وإخوته وتعافي علي حساب الامة والرئيس يضحك
    زهوا رقما ان قانون جميع الدولي يحرم علي موظفي الدولة التنفيذيين وحتي الصغار مزاولة اي مهنة خاصة ليس من الممكن ان تضر المصلحة العامة بل من
    المؤكد انها سوف تلحق الضرر بالمجتمع وتقوض أركان النظام والمتعاقب يا سادة يا كرام اتهم ونوقش امام ممثلي الشعب و النتيجة طلع كاسبا القضية
    يا شعب هنت وهانت كرامتك سؤالي ؟؟؟ لو كان المتعافي وزير في دولة من دول العالم المتخلف دون ذكر اسماء ماذا كان مصيره .
    الداهي والأمر والذي يحز في نفوسنا ان المؤتمر الوطني يرقي الحرامية ( وشذاذ الافاق) ويفتح لهم كل السبل ليزدادوا طغيانا وتحكما في قوت هذا الشعب
    لله دركم أيها السودانيين الأشاوس ماذا دهاكم ،
    رضي الله عن عمر البشير وزمرته وأركان حربه من امثال وزير الدفاع والقائمة طويلة وشباب السودان يغرد علي تويتر # اغاني سودانية ولبئس القوم

  3. طبعا سيفرح المتعافي لأن الكاتب ذكر سيرة مامون بحيري , لأن وزير زراعتنا متزوج من بنت المرحوم مامون بحيري, طبعا فرق الليل و النهار .

  4. وكمان هذا الوزير قليل ادب ولسانه طويل ساْله المذيع مرة عن عدم تمويل المزارعين فقال احنا مامنعنا احد من الزراعة الذي يريد ان يزرع عليه ان يذهب للبنك الزراعي ويمول نفسه بنفسه يا متعافي والله عندما كنا اطفال كان ابواتنا يذهبون للمكتب لصرف سلفية زراعة القطن هذا نظام الانجليز وانت تجيء اليوم لتغير هذا النظام وانت تعلم ان المزارعين لا يملكون مالا افلسك الله وان شاء الله ما تشوف عافية

  5. والله لن يسير مشروع الجزيرة إلى الأمام ، ما لم يتو خلع هذا المتعافي . . هذا الرجل لا يصلح أن يكون وزيراً للزراعة إطلاقاً ، وكان الواجب أن يتقدم بإستقالته ، في قضية بذور عباد الشمس ، ولكن ماذا نقول !!!

  6. ده…ده… متزوج من أبنة مامون بحيرى, سبحان الله . مامون بحيرى كان عقلية أقتصادية فذة وأيادى نظيفة ومن أسرة البحيرية بمدنى والتى كانت من رموز الحركة الوطنية أيام المستعمر الأنجليزى.مامون بحيرى ترك له صفحة ناصعة من البياض بعد مماته,لكن للأسف جانا المستعمر الجديد بنى كوز وصفحاتهم جميعا وعلى رأسهم المتعافن(المتعافى)وصفحاتهم بسواد.هذا من كبار الحرامية وليس الرأسمالية لأننا نعرف الرأسمالية قبل بنى كوز كانت أموالهم حلال مبارك لهم فيها ولم يسرقوا قوت الشعب ولم ينهبوا أموال الشعب زى ناس المتعافى ورئيسه وأذناب المؤتمر المتوضئين الأطهار.

  7. السيد الوزير دكتور في الطب وتخصص في ولاية الخرطوم (والي) .. ولديه دكتوراه في (الزراعة).. ومهندس في الري … يا جماعة علم الله دة وااااااااااااسع …. وبكرة دي يصبح وزير مالية … (لديه دكتوراه في الإقتصاد) … أنا بعرفو .. عندو علم لدنيييييييييييي … وعين الحسود فيها عود …
    وما في حاجة إسمها محكمة و و و و و … لأنو الزول دة ما أكل برااه .. وما في زول بوديهو المحكمة …
    إنتو ماسمعتو المثل (البياكل براه بيخنق) … الزول ما أكل برااااااه … وما بيخنق ..
    العندو مظلمة يقول .. شكيناك لله …

  8. دكتور /صديق شكرا لك وأنت تنافح وتكافح من أجل أهلك ومشروعك المغتصب حفظك الله لنا وللوطن,

    االحكم بإبقاء المتعافي رئسا لمجلس إدارة المشروع صدر وأخذ رقما قبل أن نستأنف فهذاالإستئناف

    يكون تحصيل حاصل .أرى الدكتور عول كثيراعلى الفصل الثالث من خازوق 2005 الذي يحرم الجمع بين

    وظيفتين هذا الخازوق الذي تصدى له دكتور صديق عبد الهادي محزرا ومنذرامن تداعايات هذا القانون

    على مشروع الجزيرة وأهل الجزيرة وأصدر مجلدا ضخما ضد هذا القانون الكسيح لم يترك شاردة ولا وارده

    إلأاأحصاها في إمامه المبين كتاب كاد ان يطيح بخازوق 2005 قبل ان يجف مداده ال1ي كتب به مما اضطر

    ان تحظر دخول الكتاب السودان ومنع بيعه في المكتبات ولكنه عرف طريقه للسوق الأسود.

    أعتب على الدكتور بذكر الوزير ميرغني حمزة مرادفا لإسم المتعافي حتى لو كان من باب الونسة.

    ميرغني حمزة ظروف المرحلة حتمت ذلك لأنه كان ممسكا بملف إمتداد المناقل ولا يفوت علينا بأن

    الكفاءات في تلك الفترة كانت نادرة.

    شكرا دكتور صديق

  9. ملاحظة شخصية جدا.. اسم ابو الهول هذا اسم تجاري وقديم جدا ..لاحظت مؤخرا من سطا عليه …ارجو منه الابتعاد ..هذا ما لزم توضيحه …وانا غير مسئول عن تعليقاته اذا كانت مع النظام او متهاودة معه ..

  10. هم طبعا كلهم عاهات ولصوص ووسخ.. لكن هذا اوسخهم على الاطلاق .. بيسرق عيييينك ياتاجر وبي عين قوية
    اتمنى ان اراه معلقاً ( بضم الميم ) في ميدان ابو جنزير ليكون عبره لكل الحرامية والوسخ ..

  11. اكيد طبعا لو عملنا تصويت اكثر شخصيه منبوزه في المجتمع الكيزاني مافي غير الزول ده طبعا غير مشاريعه الخاصه في كل ولايات السودان خلاص ده شبع تب لما بقا فرعون وواجب الحد

  12. اللهم عافنا من ناس المتعافي واحفظ بلدنا من الظالمين والمنتفعين ناس نافع وبشرنا بزوال حكم الكيزان والبشير

  13. I can not say something,because I know those people very well (Sons of Al Bashir and Turabi), the worst who governed our beloved country, Only God knows when they will go, I donot know if they will go alone or together with our country, Sudan,Please cry and raise your hands for God to go alone. I have worked in Sudan after my graduation in U of K, Now I am in KSA, but very worried for what will happen!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..