من حكاياتنا مايو

الساعة 25

من حكاياتنا مايو

حال البلاد يقول بان القوم يتبارون في إيذا وإيلام الناس وقمة متعتهم في مضاعفتهم الإيذاء والإيلام في شهر رمضان الذي أنزل فيه القران … متعتهم في ان يروا الناس يلهثون وراء نطفة ماء يحللون بها صيامهم …متعة القوم في مشهد الاسرة اطفالا ونساء وصبايا وقد خرجوا يحملون كل ما توفر من اواني بالبيت بحثا عن الماء في عاصمة يطوق جيدها نهران ، متعة القوم في إذلال الناس وقد ودوا لو أرجعوهم الى عصور العبودية الأولى وتلك عقدة كامنة ومعها عقد أخر أقلها موقفهم من الأنثى ونسأل الله السلامة..والمراقب يلحظ بلا عناء الفروق الكبيرة مابين واقع القوم قياسا بكل الأنظمة التي سبقتهم في حكم البلاد، وفي مقارنة بسيطة بينهم ومايو لا يختلف اثنان في ان مايو بالنسبة لهم كانت (حَلاء وحَمار)
بوصفها عسكرية وأتت للحكم على ظهر دبابة كما الجبهة العسكرية أو ان شئت الإنقاذ او الوفاق الوطني وفي أحدث نسخاتهاـ (حكومة نظيفة)، غير ان الفرق فمايو قادتها كانوا من صلب هذا الشعب و(أولاد قلِبا) وما إحتاجوا للتقرب الى الشعب بمسوح الدين وزيف الشعار، جاءت مايو وقد سبقتها أسماء قادتها ..أعلام.. من بيت المال و ود نوباوي وكل الأحياء العريقة بمدني والشمالية ودارفور ونهر النيل وكردفان الغره والشرق بثغره والقضارف وكسلا (حامد علي شاش) والجنوب بأبل ألير وجوزيف لاقو ومن كل السودان.. لعبوا الدافوري مع صبية الحي وخبروا فن العوم بأبي روف والبلدية وتوتي وشاركوا في مآتم الحي كما إستمتعوا بحفلات الأعراس إلى تلوت الليل والى حين ـ( قطع الرحط) ولا زال الليل طفل يحبو، لذلك كانوا معروفين للناس وأحبهم الناس لصدقهم وعملهم وتفانيهم في توفير الخدمات والسلع فكانت الجمعيات التعاونية بكل الأحياء شاهد على صدق النوايا وكان مجانية التعليم بالمدارس حين كان الطالب يجد الحبر والكراسات والكتب الدراسية والمكتبة العامة بكل مدرسة ،عندما كان مطلوب منه فقط التفرغ للتحصيل.. حيث كانت التربية الوطنية والريفية والرحلات العلمية(أعرف وطنك) وفي الجامعة كانت السُفرة بما فيها من برامج غذائي متكامل ولا تخلو الوجبة من فاكهة وباسطة وحليب … تصدق أو لا تصدق فان الحديث عن الطعام بالجامعة أيامها، وليس الفندق الكبير ولا كازينو حماد العائم أو بيكاديلي، أما مستشفيات الخرطوم أوانها فيكفيك حال القطط السمان داخلها… يكفيك مافيها القطط من دعة ورغد العيش عن السؤال..اما الطب فيها والطبابة فهل تصدق بان أول عملية نقل وزراعة كلى بالوطن العربي والمحيط الافريقي أجريت بمستشفى الخرطوم على يد النطاس الدكتور عمر بليل عليه الرحمة…ذاك كان سودان جميل وتلك كانت خرطوم يؤمها الإفرنج و الخواجات للاستمتاع بـ(خرطوم باي نايت)، لكن من أين أتى هؤلاء وأية غفلة للزمان و(دكسة كبرى) فتحت للبربر نفاجاً أطلوا منه! فعاسوا من جهلهم الفوضى في البلاد واستباحوا المال العام، وعم بفضلهم الفساد في العباد…من أين أتى هؤلاء!؟ وقد شردوا الكفاءات باسم الصالح، العام فخلقوا بذلك أكبر فجوة فنية وإدارية بل وسياسية بالبلاد ، فكوادر الجبهة الاسلامية بالجامعات نجح شيخ الترابي في تفريخهم مجرد تنفيذيين و (أوبريترات) ولا يصلحون لغيره وبذلك أقحموا بهم الى الخدمة المدنية والمواقع الفنية بديلا لخيرة خبراتنا التي تلقفها من بعد العالم كعقول جاهزة وفرت لها مليارات الدولارات هي كلفة إعداد تلكم الأعداد الكبيرة من الخبرات الجاهزة، فتخيلوا معي مشهد للثيران في مستودعٍ للخزف، ومن نتاج الثيران عجزهم اليوم عن أدارة ساقية على النيل لرفع الماء الى جوف الخرطوم الجاف ، وتلك هي الطامة الكبرى.
وحسبنا الله ونعم الوكيل


ارشيف

مجدي عبد اللطيف
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..