الحلاوة.. في الطراوة!!؟

مفارقات

الحلاوة.. في الطراوة!!؟

* وأنا قادم من أقصى جنوب الخرطوم.. بعد إفطار رمضاني مع صديق.. ومعركة ضارية مع صحن (قراصة) بالدمعة.. وشطة خضراء وكميات من الشوربة.. التراويح خففت من زحام (المعدة).. وعاد التنفس الى حالته الطبيعية.. وأصبح هناك المجال متاحاً لقليل من الماء.. وجرعات معتبرة من شراب (الحلو مر).. ويا له من شراب.. عندما (يكركب) الثلج بداخله..!؟!
* الحافلة الصغيرة.. تنطلق مسرعة في شارع يعتبر من أجمل وأنظف شوارع المدينة.. (نوعاً ما).. وهذا المنظر بالنسبة للوضع العام للمدينة.. أمر غريب في حد ذاته.. ولكن ينتفي العجب.. عندما نعلم أنه (شارع الستين) (شرق المدينة) حيث يقطن معظم السادة الكبار.. من أهل الأموال وحتى من أهل الأموال.. والسياسة.. وبعض أثرياء الاستثمار من جنسيات (مختلفة).. بعيداً عن الجنسيات الأخرى (المتخلفة).. من أمثالنا.. أهل الضواحي وطرف المدائن.. والشوارع الخلفية..
* بعد هذه (الرمية) الكاربة.. والمقدمة الشهية.. ندلف الى أساس الحكاية.. (!؟).. وأساسها أن الحافلة الصغيرة.. مرت بالقرب من المسجد الشهير جداً.. والذي يقال إن به مقرئ يجيد التلاوة.. وهو صار شهيراً أيضاً.. وإن المسجد يرتاده يومياً.. الكبار جداً من المسؤولين.. خاصة صلاة الفجر.. والتراويح.. ولما كان صوت المقرئ المميز يصل الى الشارع بكل وضوح.. تبقى القليل من (الوقت).. طلبت من السائق أن يقف.. نقدته أجرته.. (خمساية صغيرة) بلغتهم.. ونزلت لكي أملأ العين.. والنفس بجمال المعمار.. لهذا المسجد.. فعلاً هو تحفة.. مقارنة بغيره.. خاصة (عندنا) في الأطراف.. ولا داعي للشرح.. وربنا يتقبل من الجميع.. إن شاء الله..!؟!
* الزحام شديد.. حتى أنه توجد صفوف من المصلين في فناء المسجد.. وحتى خارجه جوار السور الغربي.. جوار (الزلط).. هناك كميات.. وكميات.. وأعداد من السيارات الفاخرة.. من مختلف الموديلات الحديثة.. هي سيارات تنبئ على أننا دولة (غنية) لدرجة الثمالة.. أو للطيش.. كما نقول (نحن) في شوارعنا الخلفية..!!
* الآن ظهر لي جلياً.. ورأي عين.. وعرفت جزءاً من حقيقة أين ذهبت أموال البترول وعائدات حصائل الذهب.. وغيره في دولة المشروع الحضاري.. وتذكرت مقولة (العراب) الفقيد رحمه الله.. إن البترول خرج من آبار عميقة.. ولكنه دخل الى (آبار أعمق) مرة ثانية..
* وقفت اتلفت.. ولفت نظري أن بعضها كان موتوره.. أي الماكينة في حالة دوران.. وكل عربة فخمة بداخلها شخص أنيق.. يبدو أنه في انتظار انتهاء التراويح.. ومن ثم صاحب الفخامة صاحب السيارة الفخمة.. وكأننا دولة (تعوم) على النيل الأبيض (جازولين).. والنيل الأزرق.. (بنزين).. ولا يهم ما دام الشعب هو من يدفع الفاتورة.. بعد (الحوار الوطني).. ومخرجاته.. وتلك الأعداد التي (هرولت) لدخول الحكومة.. والمجلس الوطني.. (الزحمة).. والمجالس التشريعية في الولايات.. والتي بدورها صارت.. زحمة جداً.. (ندفع نحن ورانا حاجة)..!؟!
* وأنا ما زلت أتلفت.. كصاحب التاكسي الباحث عن زبون.. أيام إمبراطورية التاكسي.. كانت هناك عربة (صالون) كبيرة.. وأنيقة وجميلة.. ونظيفة.. (ومستحمية).. وتلمع تحت أضواء المسجد وسوره.. وأنوار الشارع.. أيضاً الماكينة (شغالة) لتحتفظ بالبرودة في انتظار صاحبها.. انتهت الصلاة.. وبدأ المصلون في الخروج.. معظمهم في منتهى الصحة والعافية.. واللون (بمبي) والخدود موردة.. والثياب كالحليب الطازج.. (والزبدة) والزبادي الكارب.. وغمرت الروائح الباريسية الفاخرة المكان الذي أقف بالقرب منه.. وكل سيارة يفتح بابها.. تنبعث من داخلها برودة ورائحة حلوة..
* حتى جاء صاحب السيارة التي لفتت نظري.. مؤخراً.. نزل السائق وفتح الباب.. وقبل أن يدخلها تأملته جيداً.. ومن خلفه الحرس الخاص.. نعم هو.. أحد عرابي الحوار ومن زعماء المنشية بعد وفاة رجلها القوي.. (نعم هو) المطالب بالحريات العامة.. (له).. حرية المنصب والمخصصات والحراسة.. (نعم).. لقد نال الرجل ما يريد.. ومثله مثل غيره من أهل السياسة.. من الذين يدورون حول (فلكهم) فقط.. تتقاذفهم مصالحهم..!!
* نعم.. لا أدري لم تذكرت فجأة.. قطعة الأرض الكبيرة المساحة بالقرب من فندق كردفان.. في مدينة الأبيض.. في تلك الأيام الخوالي.. وكيف استردها المجلس التشريعي هناك..
* زمان قلنا.. أحمد وحاج أحمد.. (وااااحد).. ولا فرق بين (الكلكي).. واللابس ملكي..!!
* صدقونا يا ناس.. والله كريم..

صلاح أحمد عبدالله
الجريدة

تعليق واحد

  1. استاذ صلاح
    اعمل لينا مسابقة من 30 حلقة زي دي والجايزة كرسي برلماني و في حالة العدم حديدة من جياد

  2. استاذ صلاح
    اعمل لينا مسابقة من 30 حلقة زي دي والجايزة كرسي برلماني و في حالة العدم حديدة من جياد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..