دعوة للعصيان – قصيدة

دعوة للعصيان
………………………..
ابتعدي عنى ….ابتعدى
فأنا رجل منفى بين الأحزان
و أنا رجل مسكنه الريح
وظهر الخيل
و كل دروب العصيان
و أنا يا باذخة الشَعر
يبحث عن وجهى طلق المخبر
و القواد
و تهفو إلى أعضائي غرف الطغيان
و أنا يا سيدة الشِعر
ضاعت ذاكرتى
و انكسرت فى الزمن القاتم أوطانى
و أنا يا سيدة الشعر
أهرب من وجهى و حروفى
و أحاول أهرب يا قدرى
حتى من طعم الخفقان
……….
طرقاتى صمت و حريق
و بكائى الموجع أعيانى
و حياتى زبد منسى
يجتث رمال الخلجان
قنديل هدته الريح
مصلوب فوق الحيطان
شخبطة الثوار الثكلى
فى ليل كث البهتان
فبربك عنى ابتعدى
بحثا عن وغد يعطيك
التيجان و عرش الأزمان
وغد ثلجى لا يدرى
صيفى و شراهة نيرانى
هذا زمن اللا نبض
فقيس قد أضحى
وهما ، نسيان النسيان
و الشِعر قوافله ضلت
فى أفق همجى قان
و الخيل تسافر منهكة
فى ليل ضياع الأوزان
و عكاظ تأبى أن تخبو
تتمطى بين الأردان
و أنا لا أملك غير فمى
وجهى و صفاقة شريانى
و أنا لا أملك غير دمى
يتدفق مثل الخلجان
فبربك يا أحلى رسم
عرفته كل الأزمان
ابتعدى عنى ابتعدى
…………….
ماذا أعطيك ؟
حكاياتى ؟
قلمى و دفاتر ألواني ؟
ماذا أعطيك ؟
أعاصيرى ؟
قلقى و توحش غلمانى ؟
ماذا أعطيك ؟
كتابات ؟
فجرا موسوما بطعان ؟
غابات تحلم بالطبل
شعرا محموم الهذيان ؟
قدرا أن أبقى منسيا
أنى وليتك ..يلقانى ؟
ماذا أعطيك و هأنذا
أحمل فى كتفى اكفانى؟
ماذا أعطيك سوى عمر
يتأرجح تحت الفيضان ؟
يا أجمل …أجمل أحزانى
يا وجعى الأخضر يا شمسا
تتأنق بين الأجفان
ابتعدى عنى ابتعدى
…………..
مهدى يوسف
الخرطوم / قديما
[email][email protected][/email]