كلام رجال تقوله النساء

كلام رجال تقوله النساء

أجدني على اتفاق تام مع ما ذهب اليه بالأمس الزميل العزيز محفوظ عابدين ، في أن بعض النساء البرلمانيات أكثر صدقا مع النفس وأكثر جرأة وشجاعة في الصدع بالحق وقول الحقيقة من كثير من البرلمانيين الرجال ، مع الاحتفاظ لقلة قليلة منهم بحقهم لوقفات لهم مشهودة إلى جانب الجماهير العريضة وقضاياها الحياتية والمعاشية ،ومصدر ذلك الاتفاق الذي جمعني بالعزيز محفوظ كان هو تلك الكلمة الناقدة بقوة التي وجهتها الأستاذة عائشة الغبشاوي لبرنامج الدعم الاجتماعي للفئات الضعيفة الذي زعمته الحكومة عقب رفع الدعم عن المحروقات والسلع الاساسية، اذ قالت فيه صدقا وحقا أن هذا البرنامج أتى لارضاء ضمير الحكومة وهو شعارات وهمية ليس لها وجود في واقع الشرائح الضعيفة ولا يساوي قيمة رطل لبن ،وليس مثل هذا القول الصادق الأمين بجديد على بنت الغبشاوي فسجلها البرلماني حافل بالكثير من المواقف القوية الملتزمة جانب الشعب والمنحازة الى الضعفاء ،وغير سليلة الغبش أذكر أخوات لها أخريات أبرزن وجهاً مشرقاً للأداء البرلماني استحققن معه أن نخصهن بالذكر تقديراً لبلائهن وانحيازهن إلى جانب الغلابة وغمار الناس، ولن يمنعنا كونهن عضوات ملتزمات بالحزب الحاكم من تهنئتهن والشد على أيديهن لتجردهن من الصغائر والانتماءات الحركية والحزبية الضيقة، وتحللهن من روح القطيع التي وسمت أداء البرلمان وشوهته طوال السنوات الماضية لدرجة كاد يصبح معها مجرد حامل لأختام الحكومة وكبير الباشكتبة الذي تحيل إليه ملفاتها التي تحمل قراراتها وخططها وموازناتها فقط لوضع الختم عليها إيذاناً ببدء التنفيذ ،من هؤلاء البرلمانيات اضافة الى عائشة بالطبع أذكر عواطف الجعلي وسامية هباني ..
عواطف كانت هي صاحبة الاقتراح بتخفيض مخصصات الدستوريين وقاتلت دونه بشجاعة وجرأة افتقدها الكثيرون، ومن قوة طرح عواطف ومضاء حجتها أن أي حديث عن التقشف الذي تصدعنا به الحكومة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحرجة يبقى بلا معنى ولا يعدو أن يكون مجرد حديث للاستهلاك السياسي إذا لم تبدأ الحكومة بنفسها ويتم تعديل قانون مخصصات الدستوريين، إذ كيف تأمر الآخرين بالتقشف وتقتر على الناس حتى في لقمة الخبز الحاف ولا تستنكف هي من أن تتمتع بالسفريات والنثريات وهلمجرا من مخصصات وكماليات، ولكن للأسف والحسرة تم اسقاط مقترحها ،وأما سامية هباني فأذكر أنها كانت قد تصدت بشجاعة للتهميش الذي تعانيه وزارة الصحة المعنية بصحة كل الشعب في مقابل البحبحة التي ينالها بند الخدمات الصحية لأجهزة أخرى بما يفوق ميزانية الوزارة، والحديث هنا يطول حسبنا منه تحية خاصة نزجيها لسامية التي لم تبالِ وهي تدخل يدها في عش الدبابير، والتحية لكن جميعاً أيتها الماجدات عائشة وسامية وعواطف?.

حيدر المكاشفي
الصحافة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..