الكوليرا .. إبتلاءٌ..وليستوباء ..!


لم تدم حالة الإنكار طويلاً ورغم مسميات الدلال التي إطلقتها الجهات غير المسئولة على ذلك الداء الفتاك مثل النزلات المعوية و الإسهالات المائية حتى حاصر تزايد أعداد الإصابات في مناطق ولايةالنيل الأبيض ومن ثم اندياح الكارثة حتى بلغلت حلقوم الحكومة في مشارف القصرالرئاسي وطافت بالعزبة الخاصة للوزير المتعالي مامون حميدة المسماة بالوزارة الولائية و عرجت تمد لسانها للوزير الإتحادي الذي يجلس بلا عجلة قيادة على كرسي وزارة بلا صحة .. حتى إضطرت الدولة الإعلان عن الإسم الحقيقي للمرض دون أن تعلن حالة الطواري التي تستوجب فتح البلاد للمعونات اللوجستية و العلاجية و الفنية لمحاصرة ذلك الوباء البغيض الذي يدل على تخلف الخدمات الأساسية الوقائية و قذارةالبيئة والنظر الى اللاجئين ككم مهمل يتناثر أرتالاً دون رقابة أوتقديم ابسط مقومات البقاء في عراء محنتهم التي تتقاذفهم بين نار الجنوب ورمضاء الشمال !
الكوليرا ليست مسؤوليتي ..هكذا يقول المسئؤل الأول عن صحة الولاية الكبرى ..ووزير الصحةالإتحادي ليس له في عير الوقاية ولا نفير العلاج ..وليس مستبعدا أن يخرج علينا مساعد الرئيس الجديد ابراهيم السنوسي الذي نشر أول غسيل هوسه بالقول إن الضوائق المعيشية ستحل بقراءةالقرآن و التحلية بأحاديث البخاري ..بأن يقول إن الكوليرا هي ابتلاء من الله عقابا للشعب الذي نادى بالعصيان المدني ضد حكومة الشريعة وهو الذي كان بالأمس يقسم بأن قصاصه من الإنقاذ لن يسقط ولو بال الحمار على الأسد أو باض الديك على الوتد !
ولو أن البلاد فيها رئيس مسئؤل ونظيف الكف وليس شريكا أو إخوته شركاء مع سماسرة السوق و باعة السوء وليست عينه كسيرة بفساد بيت جحا و ليس في فمه ماء لأقال كل من له علاقة بأي مسمى للصحة في البلاد ..ولكن ماذا نقول حينما يكون رب البيت في الفساد والغا.. فهل تكون شيمة أهل الحكم غير الفسق !
نعمة صباحي
[email][email protected][/email]
كلام مختصر ومليان .
كلام مختصر ومليان .