إعادة تدوير الأزمة

الساعة 25
إعادة تدوير الأزمة
لثلاثة عقود أو أقرب ظل القوم يمارسون تجريباً سياسياً على رؤوس شعب يتيم الخدمات الضرورية من مياه وكهرباء وصحة وتعليم …الخ بل وزادوه يتما بتغريبه وسط الوجود الاجنبي المتمدد والأكبر عالميا… ثلاثة عقود والقوم في مشروع دولة ومقترح حكومة اخرها النظيفة والتي جبت ما قبلها أو هكذا جاء الشعار، ومن المبكيات المضحكات انهم يرفعون المصاحف على أسنة الرماح كلما ضاقت الدوائر وإرتدت الى أعناقهم شظايا أكاذيبهم وترهاتهم وكل ما ظلوا يرتقون من مبررات أوهن من بيت العنكبوت فاقت إهتراء شملة بت كنيش ـ(تلاتية وقدها رباعي) وما نراهم إلا وقد وسعوا قدودا قُدت من قبل ومن دبر ألا بئس وشر ما يفترون ومن حكمته سبحانه وتعالى ان وهب القوم فسحة في الضلال يعمهون وبسطة في الأوهام يتخبطون…ثلاثة عقود او تنقص قليلاً والقوم في سجعهم يجترون مجاز الإنجاز وإعجاز الإنقاذ ويمضغون الشعارات عِلكةً في افواههم ويبشرون بغدٍ زاهٍ نضير على طريقة عبارة المركبات العامةـ (بكرة الركوب مجان)
ثلاثة عقود أو تنقص قليلا هي عمر القوم وما تاورهم السؤال ـ كم لبثنا؟ بل جل همهم خلود على الأرائك جاثمين على صدور الناس متفننين في تعزيبهم وإرهاقهم يقطعون عنهم سبل للعيش لمزيد من الإضعاف ليهنوا ويذعنوا ،وما موقفهم السالب من وباء الكوليرا ومنع علاجه بمشفي مسؤول الصحة الأول بالولاية إلا أكبر دليل على سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسونها بكل الأشكال تجاه الشعب وليس (زعيط بأفضل من معيط) ولا فرق ما بين هامان وفرعون، فها هو وزير الصحة الإتحادي أبو قردة مبررا موقف مشفى الولائي اللا إنساني بقوله: لا يوجد قانون يلزم المؤسسات الخاصة بإستقبال حالات الإسهال المائي في الطوارئ !..وكانما الجدال حول تصدير إناث الابل وليس متصل بإسعاف إنسان وكأنما القوم يكذبون عدالة السماء في (دخلت إمراة النار في هِرة).. إنهم ينتجون الأزمات وحين يفتقدونها يعيدون تدويرها ، فهل هؤلاء القوم بشر!؟ والإجابة فيما يلى من ويلات زجوا الناس في إتونها بفضل حرصهم وكونهم أكثر الناس حرصا على حياة وليذهب ما سواهم الى الجحيم
(أسبوع كامل وأحياء مدينة سنجة تعاني من أزمة حادة في مياه الشرب)
(مصابو الكوليرا يسعفون ويعالجون في العراء والدربات تعلق في الأشجار بربك) وفي المتن (حدثت حالات وفاة في الجزيرة أبا وجودة كيلو أربعة نتيجة الإصابة بالكوليرا في الوقت الذي امتلأ فيه مستشفى ربك بالحالات المحولة من مناطق أخرى بعد أن أقدمت السلطات على إغلاق عدد من مراكز الحجز بمناطق مختلفة من الولاية
أما في الولاية الشمالية (فقد كشف مصدر طبي بمستشفي دنقلا عن وصول العديد من حالات الإصابة بمرض الكوليرا للمستشفي من محلية البرقيق وأنهم يتلقون العلاج حاليا، وذكر أحد مواطني محلية البرقيق أن هنالك حالات إصابة باالكوليرا في الحارة الرابعة بالبرقيق وأن المصابين تم نقلهم الي مستشفي دنقلا بعد فحصهم في مستشفي البرقيق والتأكد من إصابتهم بالكوليرا، وأضاف أن هناك حالات إصابة أخري في جزيرة بدين وقري أخري)
وفي ذات سياق الفوضى (تواجه ولاية كسلا أزمة حادة في مياه الشرب والخبز منذ مطلع الشهر الكريم، وكذلك تعاني مدينة بابنوسة من أزمة المياه والكهرباء) وفي جانب ذي صلة بعربدة الفساد وإنتاج الأزمات(المليشيات الحكومية تواصل العربدة وتنهب (4) قرى في عين سيرو) وفي الخبر(نهبت مليشيات على ظهور الجمال مواطني (4) من قرى عين سيرو بمحلية كتم بولاية شمال دارفور ونجمت عملية النهب بعد إستجابة مواطني تلك القري للنداء الذي وجهه والي شمال دارفور يوم الخميس ونزولهم تبعا لذلك من الجبال وعودتهم لقراهم من جديد)
ما يحيِّر في الأمر ان وزارة الصحة قد رهنت زوال الكوليرا والتايفويد واليرقان بتحسن خدمات المياه ! فما المانع إذاً لتحسين خدمات المياه طالما ان الإمر لا يستوجب إستيراد المياه من الصين!! و(إن شاء الله المانع خير)
وكلو كوم وأبو قردة كوم براهو، جدد وزير وزارة الصحة الاتحادية بحر إدريس أبو قردة نفيه بأن تكون الإسهالات التي تضرب البلاد هي مرض الكوليرا، وقال في رده على بيان تحذير السفارة الأمريكية بالخرطوم لرعاياها من الكوليرا (أية جهة أعطت تسمية لا تتوافق مع تسميتنا لا يعني أنها صحيحة، وإذا أخرجت أية جهة معلومات لمواطنيها لا يعني أنها سبقتنا) الجماعة ديل ما فيهم زول عاقل ولا شنو! والله لسانكم دا حيرجعكم
تاني لـ(الامريكان ليكم تسلحنا) يا اخوانا دا بيان السفارة الامريكية ما المصرية!!!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل
مجدي عبد اللطيف
[email][email protected][/email]