جلطة قطر .. و نزيف الفريق السعودي ومابينهما حائر ..!


لا يمكن لأحد نكران ان ما توفر لمنطقة الخليج التي حباها الله بخيرات البر والبحر ونعمة الإستقرار وسرعة النماء وتقارب التركيبة السكانية التي تربط بينها أواصر الدين والدم والتاريخ والجغرافيا ..هي كلها عناصر لوأن الحكومات التي تتشابه من حيث بنيتها الملكية والقبلية القائمة على حكم الأسر كانت قد وظفت تلك العناصر لخلق وحدة حقيقية تقوم على برامج المصالح ووحدة المواقف وصالح الشعوب ..لأصبح الخليج متفوقاً في الإنسجام أكثر عن منظومة الإتحاد الأوروبي الذي قام وهو لا يملك إلا القليل من تلك العناصر المتوفرة لأهل الخليج !
طبعا لا نريد أن نهوم في المقارنة التي تنعدم مع وجود أنظمة مختلفة البنية في أروبا تقوم على نهج سياسي مغاير كليا تحكمه مؤسسات ومرجعات شعبية هي التي تحدد مسارات دولها وخير مثال إختيار الشعب البريطاني لمسار الخروج عن الإتحادالأوربي ودون أن يفسد ذلك لوده مع جيرانه وحلفائه قضية ..!
لكن ذات الأمر في الخليج يفسد ذلك الود ويطعن في لب القضية إذا ما أختارت إحدى دوله .. إتخاذ موقف تعتبره من صميم التصرف تبعا لسيادتها التي لا يجب أن تفقدها بوجودها داخل مسبحة مجلس التعاون السداسية الحبات وتسلبها حقها في ذلك التوجه الفردي ..!
فدولة قطر أرادت أن تذهب الى ابعد مدى في استقلالية قراراتها بالقدر الذي جعلها تشكل جلطة في ساق مجلس التعاون ..قابلها بقية الجسم بنزيف معوي حاد جراء تلك الصدمة وهوما سيجعل أي وسيط يقوم بدور الطبيب المعالج في حيرة من أمرة .. هل يداوي الجلطة بعلاج سيزيد نزيف المعدة ..أم يبدأ بمحاولة مداوتة نزيف البطن ويزيد من تعقيدات جلطة الساق !
الجامعة العربية ليست في موضع القبول من كلا الطرفين لاسيما الجانب القطري الذي يتوجس من كل ما هو مصر!
لاسبيل لحل الأزمة إلا داخل البيت الخليجي .. فأغلب الدول العربية محسوبة في إطار حالة الإستقطاب الى واحدمن المعسكرين .. بعضها حسم موقفه بمقاطعة قطر وأخرى تنتظر هدوء العاصفة لتتبين أي الطرق تسلك ..الإنحياز هنا أم هناك أم الحياد الذي لن يرضي أي من قطبي الرحى !
دول أخرى تتشبث مؤقتا بدورمثالي برزفي بياناتها الرمادية وهي تعتبر الأسواء حالا والأكثر حيرة والأشد قلقاً ..لانها مشدودة بين موقفها المبدئي تجاه طرف ..و سعيها المصلحي الذي يجرها ناحية الطرف الآخر..!
نزيف الغضب عند الفريق السعودي لن يتوقف إلا بتغير حقيقي للمواقف القطرية.. وجلطة الساق القطرية لن تستجيب وترضخ لنبرة ذلك الغضب إلا بحدوث تغيير جذري في الداخل القطري الذي قصد المقاطعون خنقه بسد كل قنوات التنفس التي تدخل عناصر الحياة اليومية اسواقه و سد البوابات التي تربطه بطرق العالم الجوية والبحرية و البرية ..!
وملخص القول أن تطورات الأزمة بهذه الدرجة من الخطورة تؤكدأنها هذه المرة لن تقبل أنصاف الحلول لان مستقبل المنطقة كله مرتهن على إيجاد الحل الحاسم خاصة ودخان الحرب الذي لوى في سمائها طويلا منطلقاً من اليمن غير السعيد بما هوفيه من حرب ضروس .. والتي دخلها تحالف عاصفة الحزم ظناً منه أنها ستكون سياحة لن تتجاوز شهرا أو بعض شهر ولكنها تناهزالأن عامها الثالث فدخلت خسائرها في عظم إقتصاد الدول الممولة لها بعد أن تجاوزت حداللحم !
نعمة صباحي..
[email][email protected][/email]