حنكة يا سدنة ..حكمة يا تنابلة ؟!!

من الغرائب والعجائب أن الإنقاذ التي دخلت في مأزق دبلوماسي بسبب الخلاف السعودي القطري، دعت في بيان بائس صدر عن وزارة الخارجية إلى تهدئة النفوس والعمل على تجاوز الخلافات بما هو معروف من حكمة وحنكة وحرص على مصالح دول وشعوب الأمة العربية، وأعربت عن استعدادها الكامل لبذل كل جهودها ومساعيها مع كافة الأشقاء لتهدئة النفوس ووقف التصعيد وإصلاح ذات البين ، بلوغاً لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي.
وقبل الخوض في الحديث عن أهلية السدنة والتنابلة للتوسط لحل الخلافات بين الدول،فإن ممارسات الإنقاذ على مدى حكمها بالحديد والنار لا تتيح لها مجرد الكلام عن الحكمة والحنكة واصلاح ذات البين.
ففي صباح السادس والعشرون من شهر يناير 2005م رفع أبناء البجا لنائب والي البحر الأحمر مذكرة حوت جملة من المطالب السياسية والتنموية فوعد بالرد عليها خلال ثلاث ليال، وفى مساء الجمعة 28 يناير بدأ إنتشار قوى الأمن في شوارع مدينة بورتسودان، وما أن هم أصحاب المذكرة بالخروج إلى الشارع والذهاب لمكتب الوالى للإستماع لرده حتى فاجأتهم قوى الأمن بتعامل عنيف وإطلاق مكثف للرصاص فكانت الحصيلة (21) قتيلاً و(45) جريحاً وإعتقال أكثر من (300) متظاهراً، ومطاردة المئات.
وحتى هذه اللحظة لم يحاكم القتلة وتمنع السلطات (المختصة) مجرد الإحتفال بذكرى الشهداء.
وفي منتصف نهار 13 يونيو 2007 تم إطلاق النار علي المسيرة السلمية في منطقة كجبار والتي نظمت احتجاجا على بناء السد واستشهد كل من : شيخ الدين حاج احمد، الصادق سالم محمد، المعز محمد عبدالرحيم، محمد فقير محمد دياب.. ولم يتم التحقيق في الحادث، أو تقديم القتلة للمحاكمة، ويمنع النظام الإحتفال بذكرى الشهداء، ولا زالت مؤامرة بناء السد مستمرة.
وفي الأسبوع الأخير من سبتمبر 2013، اندلعت المظاهرات في عدة مدن من بينها الخرطوم احتجاجاً على زيادة أسعار المواد البترولية فحصد الرصاص 230 شهيداً ورفضت السلطات مجرد فتح البلاغات في مواجهة القتلة.
وفي مارس 2014 قتل الشهيد الطالب على أبكر موسى بجامعة الخرطوم بالرصاص أثناء تظاهرة ضد ما يحدث في دارفور،وقتل الشهيد الطالب أبوبكر الصديق هاشم في جامعة كردفان بالرصاص بينما كان ضمن موكب لتقديم مرشحين لانتخابات الإتحاد، ومن قبلهم قتل الشهيد أبو العاص في 13 يناير 2008، والشهيد محمد عبد السلام والقائمة تطول.
ولا زال في السجون معتقلون وسجناء سياسيون بلا أدنى تهمة سوى معارضة النظام سلمياً،ولم تفصل الجنوب الحركة الشعبية، ولكن فصله المؤتمر الوطني استجابة للشروط الأمريكية والوعد بالدعم المالي .
ومن بعد كل ما يجري في بلادنا من تحت رأس(الإنقاذ)، فإن الخارجية لافض فوها تتحدث عن الحكمة والحنكة فيما يتعلق بأختهم في الرضاع قطر المزنوقة زنقة كلب في طاحونة.
فاقد الشيء لا يعطيه، فالنشال لا يعين في منصب الصراف أو المحاسب،وطيش الفصل لن يفتح عيادة ولو في أم كدادة..والإنقاذ لا يمكنها التوسط في أي شكلة بين ديك و(جدادة).
كمال كرار
[email][email protected][/email]