هل يفعلها السودان في حرب الخليج الثانية! …

هل يفعلها السودان في حرب الخليج الثانية! …

مِمَّا لا شك فيه أن حكومة السودان أصبحت في موقف لا تُحسد عليه وهي ترسل الوفود تباعا، في محاولة للتخفيف من حدة التوتر، بعد تفجر الصراع الخليجي.
ولكن بقراءة بسيطة لنبض الشارع السوداني، ومن خلال ما يدور علي وسائط التواصل الإجتماعي، نلاحظ بكل وضوح أن الغالبية العظمي من السودانيين تميل الي مناصرة دولة قطر، التي كانت دائما وما زالت خير عون وسند لشعب السودان حينما تنكر له جيرانه وكانوا يكيدون له في العلن والخفاء.
ومن أسباب تحيز الشعب السوداني لدولة قطر وعشقه لها، انها دوما تناصر المظلومين والمستضعفين من المسلمين في كل بقاع الأرض، هذا بالاضافة الي افضالها التي لاتحصي ولا تعد علي السودان وشعبه.
واذا نظرنا الي دول التحالف الغريب علي دولة قطر، هذا الإئتلاف الذي طالما جبنت دُوله من التحالف ضد إسرائيل، فسنجد علي سبيل المثال أن السعودية قد دعمت ولازالت تدعم السفاح عبدالفتاح السيسي وهو يقوم بذبح فصيل من المسلمين في مصر وينكل بهم وباعراضهم، ورغم دعم السعودية ومساندتها للسودان في بعض الأحيان وآخرها المساعي التي قادتها لرفع العقوبات الأمريكية عليه، فإننا كذلك يجب ان لا ننسي دعم السعودية للمتمردين في جنوب السودان قبل الإنفصال عن الشمال.
اما الإمارات فهي الدولة التي ما وُجِد مكان في الأرض تعرض فيه المسلمين للقتل والإضطهاد، إلا وكانت هي الممول الرئيسي والبقرة الحلوب لجلاد المسلمين في هذا المكان (افريقيا الوسطي مثالا).
ومصر وما ادراك ما مصر، بقيادة المجرم عبدالفتاح السيسي فجرائمها تجاه شعبها لا تحتاج لايضاح إلا لمن في عينيه غشاوة، إضافة الي جرائمها التي مازالت تحيكها باستمرار ضد السودان وبعض دول المنطقة.
ورغم أن حكومة السودان في أغلب الاحيان قد لا يُحالفها الحظ في اتخاذ القرارات التي تلبي طموحات شعبها وتتماشي مع ثقافته العالية، الا ان الشعب السوداني دائما ما نجده متطلع الي ممارسة كافة حقوقه في القرارات السيادية المهمة، وشديد الحرص علي الافصاح عنها، لذلك فانه ليس هنالك خيار لحكومة السودان سوي محاولة الوساطة بين دول الخليج، للملمة الشمل واصلاح ذات البين، أو إلتزام الجانب الحيادي كخيارٍ ثاني، واخيرا اذا إستفحل الأمر وقُرعت طبول حرب الخليج الثانية، فحينئذ لا بد مما ليس منه بدُّ، وهو مساندة قطر الحبيبة الي السودان واهله.

منصور التجاني – فيينا
[email][email protected][/email]