مقالات سياسية

من نار البوعزيزي …الي جنة بن لادن .. وبالعكس؟ا

من نار البوعزيزي …الي جنة بن لادن .. وبالعكس؟!

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]..

ذهب الشيخ أسامة بن لادن الي رحاب الله وفق ما أعلنوا وعلي يد خصومه الذين اعتبروه ارهابيا قاتلا وشريرا ..
فيما صنفه محبوه مجاهدا بفكره وماله وزهده وعقيدته ونواياه وقناعاته الايمانية.. ضد الأمريكان الذين صنعوه لقتال الروس في افغانستان التي دخلها الرفاق لحماية نظام نجيب الله الشيوعي والملحد في نظر الأصوليين من المسلمين يستوجب احياء فريضة الجهاد.
.ومن ثم ذهب الأخير لاحقا مشنوقا في مقر الأمم المتحدة..في كابول..بيد حلفاء وصنيعة بن لادن..حركة الطالبان الأفغانية التي عاثت من بعد ذلك نتفا في ريش بعضها الي ان سقطت خلف الجبال لتبدأ من المربع الأول حرب عصابات جر هم اليها بن لادن نفسه في مواجهة اصدقاء الأمس الذين جلسوا علي كرسي احتلال افغانستان بعد أن أخلاه الرفاق الذين جرجروا الياتاتهم علي عجلات الخيبة..وفتحت سقطتهم تلك ممشي لهم أفضي الي فناء امبراطوريتهم السوفياتية ..وبقية القصة معروفة..

أسامة بن لادن أنفق المليارات وجنّد الألاف وصارع علي مدي عقدين من الزمان وفي عدة جبهات..بيد انه لم يسقط في عهد غزواته عربيا واسلاميا وعالميا.. الا نظامان وياللمفارقة هما جلساء طاولة مناكفته للأمريكان ..نظام طالبان وحكم صدام حسين الذي ناطح طواحين الهواء بقرون الوهم ..فاصطدم دماغه بواقع صلابتها وعنف حركتها.. وأدخل العراق والمنطقة كلها في اتون ساخن.. و ذهب هو الآخر الي رحاب الله مشنوقا علي حبال أمريكا.. وترك أرض الرافدين فضاءا مفتوحا تتجاذبه تيارات الأهواء السياسية والطائفية من كل الجهات.. فضلا عن كونه بلدا محتلا بجنود الأمريكان..الذين نازلهم بن لادن هناك أيضا..ولكن علي ساحات الأسواق العراقية المكتظة بالسابلة والباعة من النساء والأطفال وغيرهم من الأبرياء مسلمين من كل المذاهب أو من معتنقي الديانات الأخري..
بالمقابل وعلى المدى القريب جدا.. أحرق محمد البوعزيزي الشاب التونسي البسيط نفسه و المغبون من فقره علي نار اليأس في سيدي بوزيد فأسقط عروشا متينة خلال فترة وجيزه..وبعضها بات يتراقص علي سواعد الغضب الشعبي الذي فجره الفتي البائس الفقير …ما كان خيال كتاب السيناريوهات السينمائية يتصور لها نهاية بتلك الصورة السريعة .. التي أذلت قادتها بعد ان أذلوا عزة شعوبهم عقودا عددا..
تتراى الصورتان علي شاشة الحاضرفي ظل صمت اخوتنا المتشددين والأصوليين الذين ..ملاْ أفواههم ماء الربكة والدهشة حيال ما أ نجزه البوعزيزي في الشارع العربي والاسلامي في ضربة من غير رامي الا يد الله..فتبددت انظمة وجعلت أخري تترنح ….ووجدنا أخوتنا المتعصبين أنفسهم واقفين بين مكفّر له كمنتحر مأواه النار في نظرهم ولم يتفضلوا عليه بركعة في صلاة الغائب ترحما عليه وتزلفا لله ليغفر له لحظة ضعفه التي أوحت القوة للضعفاء..وبين دموعهم و صلاتهم ترحما علي روح زعيم القاعدة وهو أمر لا نستنكره عليهم بالمقابل فالترحم جائز علي كل مسلم حيثما كان..
رغم أن الرجل وأن قويت قناعاته الجهادية فان خطأ الطريق الذي سلكه للوصول الي غاياته أضعف قوة المسلمين بجلب الضرر عليهم وهو يشعل النيران التي أحرقت ما تبقى من يابسهم ..حيث لم يكن لهم في البيدرمن الأخضر شيئا في الأساس…
لذا فحيال تلك المقارنة فاننا نتساءل..ان كان يحق لنا ذلك ولعل الجواب هو في ثنايا الغيب الذ ي لايعلمه الا الخالق..؟!

من الذي في النار و من في الجنة ..بن لادن..الذي استشهد بعد أن ملاء الدنيا تدميرا.. أم البوعزيزي الذي مات منتحرا ..فاحدث تغييرا وتحريرا..؟!
فالرحمة من لدن المحي والمميت وحده دون ريب.. كأمر من شئون ملكوته في الدنيا والآخرة..
فيما تظل السياسة أولا وأخيرا وان غمسها اهل الغرض في وعاء الدين لعبة دنيوية خالصة .. يبني عليها العقلاء ..أو الجهلاء علي حد سواء كل من منظوره الخاص صورة لما يتبدي له علي أرض قناعاته.
.حاضرا ..ومستقبلا كدأبها الأبدي..يخطيء من يخطيء ويصيب من يصيب..فيمضي في سبيلها من يحتسبه البعض شهيدا أو من يعتبره البعض الآخر فطيسا نافقا وقد يمن الله عليهما معا برحمته الواسعة……وما الدائم الا وجهه الكريم..
انه المستعان ….وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. سلمك الله يا برقاوى

    الله يغتى عليك

    ويحفظك من كل سوء ويحفظ بلدك الغالى السودان ويرد كيد الحاقدين

  2. السؤال من برقاوي : من الذي في النار و من في الجنة ..بن لادن..الذي استشهد بعد أن ملاء الدنيا تدميرا.. أم البوعزيزي الذي مات منتحرا ..فاحدث تغييرا وتحريرا..؟!

    والإجابة:

    ‏حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
    ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من قتل نفسه بحديدة فحديدته بيده ‏ ‏يجأ ‏ ‏بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بسم فسمه بيده ‏ ‏يتحساه ‏ ‏في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن ‏ ‏تردى ‏ ‏من جبل فقتل نفسه فهو ‏ ‏يتردى ‏ ‏في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ‏

  3. لعمري فلقد فعلتها مرة اخري …ولقد تبقت لك خطوة واحدة لتدخل تاريخ السودان من باب الشرفاء فانت ترفع صتك بالحق واياك ثم اياك ان تتراجع وانني اطالبك بعمل نفس هذه المقارنه علي نطاق اوسع طرفاه السودان قبل الشريعة والسودان بعد الشريعة:cool: :cool: :cool: :cool: :cool:

  4. يجعل سره فى اضعف خلقو
    نبى الله الخضر خرق السفينة وقتل الغلام والفعل الوحيد الذى فعله صح ان بنى الجدار. ولكن كل افعاله هذه التى ظاهرها حراما فان مآلاتها الى نفع يعم الناس. فابوالعزيزى عندما حرق نفسه نيته هى اظهار مدى الحنق والقهر والذى يحس به وليس نيته الانتحار. فانه لم يؤذى أحد بان يفجر نفسه فى قسم الشرطة مثلا او ان يكون مجموعة بافكار تسمح بانتحار الشخص وقتل الابرياء معه لانتصار ولتوصيل فكره!!
    ونحن لا نملك ولا نعلم من بالجنة ومن بالنار وبالعكس ولكن نعلم ان الله رحمته واسعة ومن يشاء ان يدخل فى رحمته فنحتسب ان البوعزيزى شهيدا وكذلك الابرياء ضحايا التفجيرات وندعوا الله ان يجنب الناس اصحاب الافكار المفخخة وان يهدى الذين خُدعوا بان بعد التفجير هناك عيشة الفخفخة
    لك التحية استاذى برقاوى

  5. الحمد لله الواحد الواجد الذي ابرز إلينا الاستاذ برقاوي ليكتب في قصه بن لادن دون تعصب ولا انحياز بموضعيه تقبلها عقولنا دون الخوض في مصيره وترك الامر لصاحب الامر الذي يعلم ما في السرائر والضمائر ،،،
    وعجبت اشد العجب من علماء بارزين نصبوا انفسهم في ميزان العداله ليفتوا بكفرا بوحا كيف يكفر من شهد ان لا اله لا الله وأخطاء في اجتهاده وما بالهم بلا اله الا الله وللحق أقلام وللحق رجال تجدا نفسك في قولهم والحمد لله  

  6. الذي في الجنه هو البوعزيزي لانه مسلم (والرسول صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ):cool: :cool:
    اولا البوعزيزي مات بعد ان اضرم النار في نفسه بما يزيد عن الاسبوع وما ادراك يا (علي دينار) ربا استغفر الله

    ثانيا كان بامكان البوعزيزي ان بدعو الناس التظاهر او ان ينتقم من السلطه باي شكل من اشكال الرد لكنه اتخذ طريق يعرفه وحده

    اما بن لادن لقد تضرر منه جميع المسلمين من اقصى الشرق الغرب ولم يسلم المسلمين من لسانه او يده سوا كانو حكام او محكومين فقراء او اغنيا على حد سوا

    اذن من في الجنه ومن في النار

  7. الاخ برقاوي لك التحية
    (اذا عوقب الجاني علي قدر ذنبه فتعنيفه بعد العقاب من الربا ) هذا وارضاء لبعض الاشخاص نعتبره مذنب 0
    ذكرت في هذا المقال ان بن لادن رحمه الله – لانو مسلم – قد اضعف قوة المسلمين وملا الدنيا تدميرا و000000
    اخي عدو عدونا يعتبر صديقنا ويكفي انه وفي مقاومة هذا العدو وتحديه دك امنع حصونه وكشف حجم قوته وكشف لنا ان هذا العدو يمكن ان يهزم في داخل اراضيه بل بيته 0
    اليس هذا كافيا لوقف الهجوم عليه وتجريده من افعال عجزت عنها دول ؟ سبحان الله عندما ماتت ديانا بكاها العالم الاسلامي كله ولما رفعوا الفراش شالوا الكشف ومشوا ليها هناك وعجزوا وهم المسلمين ان يسمعوا ما قاله القاضي الالماني اوتمان حيث انه رفع دعوي قضائية ضد مستشارة المانية وتدعي انجيلا لانها قالت انها سعيدة بقتل بن لادن 0 ونفس القاضي تقدم ببلاغ للادعاء العام الالماني موضحا ان الجنود الامريكان ووفقا للقانون الدولي والباكستاني ليسوا مخولين بتنفيذ عمليات اغتيال اوحتي امر اعتقال في اراضي الغير 0كما قال هذا القاضي الالماني والغير مسلم ان اغتيال بن لادن كان جريمة 0

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..