حرية الإعلام من المهنية الى المداهنة..! (قناة الجزيرة مثالاً)


(قناة الجزيرة مثالاً)[/CENTER]
أذكر في نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي كنت مرافقة لزوجي المنتدب للعمل في إحدى الجامعات الخليجية .. فلاحت لي فرصة الإلتحاق كمتعاونة ومتدربة في ذات الوقت لدى قسم إعدادالأخبار باللغتين العربية والإنجليزية في واحدة من محطات تلك البلاد وأنا الخريجة عند بداية عهدي بالعمل في الحقل الإعلامي ..وتصادف أن جاءنا أحد المذيعين من دولة غربية كمدرب زائر ..ومن قبيل الإستفادة من خبرته المباشرة على الشاشة أسندت اليه قراءة نشرة الأخبار الإنجليزية وكانت حينها عبارة العدوالإسرائيلي مقررا ثابتا في لغة الأخبار لدى كل وسائل الإعلام العربية .. فقرأها الرجل دون أن ينتبه أويتوقف عندها ..ولكن ما هي إلا سويعات ٍ قليلة حتى جاءه مايفيد بانهاء خدماته من الجهة الغربية التي يعمل مذيعا بها..وطبعا هنا يبرزتأثير اللوبي الصهيوني الذي إما أنه يقف وراء تمويل الآلة الإعلامية هناك..وإما عامل الخوف الذي يبثه في نفوس من يخشون المجاهرة باستعداءاسرائيل ولو بكلمة واحدة !
بالمقابل و بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ظهرت مذيعة أخبار في إحدى القنوات الأمريكية وبدأت اثناء قرأتها الأخبار تقوم بخلع ملابسها قطعة قطعة حتى بدت كما ولدتها أمها دون أن تقطع القناة ارسالها .. ثم خرجت تلك المذيعة البجحة مبتسمة تتبعها الكاميرا حتى باب الأستوديووكأنها شربت كوبا من الماء ليس إلا .. فعلمنا أنها كانت تفي عهدا قطعته لمشاهدي قناتها في حالة فوزالسيد ترامب إحتجاجاً بهذه الطريقة الوقحة !
وهنا تبرزالمعادلة التي تحكم آلة الإعلام الغربي .. المال والخوف و الحرية الزائدة التي تطعن في الأخلاق .. وبالطبع هذا ليس حكما مطلقا ينسحب على ذلك الإعلام في مجمله و الذي ينتهج قطاعا واسعا منه درجة عالية من المهنية تواكب عقلية المتلقي التي هي محور إحترام ذلك الإعلام فتجعله يوازن مابين بيضة الحرية وحجر التأثير الذي يفرضه الممول أو المبدأ السياسي الذي يستهويه دون إفساد علاقته بالراي العام !
ولكن الحقيقة التي ينبغي تثبيتها أنه لا توجد حرية إعلامية مطلقة في أي مكان من العالم وهي التي تحكمها ضوابط أمنية قومية ومصالح سياسية وثوابت تاريخية ..هذا الى جانب إذا ما قسنا أن حرية الإنسان الشخصية ذاتها لايمكن إطلاق عقالها خارج السياق الأخلاقي بلا كوابح قانونية أو عرفية و لكن وفقا للمكان والزمان .. فما هومسموح في ناحية من العالم تجده محرما في نواحٍ أخرى كثيرة من الدنيا !
عالمنا العربي لم يالف من قبل الإعلام الخارج عن نمطية تغطية أخبار الحكام ومتابعة مواكبهم وروتين إستقبالاتهم الممل إلا في ربع القرن الأخير تحديداً.. فكانت فضائية الجزيرة قدمثلت ضربة البداية التي شدت ذهول المتلقي بانطلاقة كان مبتداها فآلا .. بينما أصبح خبرها شؤما بعد أن تأكد أنها داهنت بمكروذكاء شغف المشاهد لحرية الكلمة و فسحة التعبير عن الرأي باستنطاق كل أطراف
وجهات النظر المختلفة ..ولكنها ما لبثت أن ركبت على موجات ذلك الإستغفال الذي جعلت من سطح إنائه عسلا فيما كان قاعة ينضح بالسم الزعاف .. بعدأن أصبحت مروجا لخُطب اسامة بن لادن التي كان يصورها ويرسلها سامي الحاج من كهف الشيخ المختبي في إمارة أفغانستان الظلامية التي كانت وهنا المفارقة الكبيرة أنها تحرم مشاهدة التلفزيون وتجرم إقتنائه ولكنها سمحت بمكتب للجزيرة يديره الثثنائي تيسير علوني و سامي الحاج ..وقدحصد الأول أموالا ملكته منزلا فخما في اسبانيا و سقط الثاني في فخ جوانتنامو وزعمت القناة براءتهما وهي كاذبة في هذا الصد د حتى تجلت مواقفها في غمرةالربيع العربي حيث مالت كفتها الى فريق الحركات الإسلامية والمنظمات الإرهابية التي عاثت تخريبا في ربوع الوطن العربي .. حتى كاد عراب الفتنة الشيخ القرضاوي أن يجعل من الدوحة ولاية تابعة لخلافة مرسي أثناء حكم ضاحية المقطم وليس قصر الإتحادية لمصر !
ومع ذلك فلا بد من الإقرار بالحقيقة دون أن نكابر بالهجوم الخارج عن سياق الإنصاف ..ان الجزيرة كانت مفتاح الطريق الى كثير من القنوات التي رمت بعقلية الإعلام الرسمي التقليدي المتحجر في سطور وصور أخبار البلاد التي تنطلق من فضائها وكسرت حاجزا كان يحبس المشاهد العربي زماناً طويلا خلف التسبيح بحمد الحكام بصورة مباشرة .. رغم أنها لا تملك حتى الآن غير الإنقياد غناءاً بما يروق للحالة العامة التي تتباين فيها الخطوط السياسية مواقفاً وتجاذباً وتقاطعاً للمصالح لاتقبل مسك العصاة من منتصفها وإلا ضربت بها على راسها ..وما حالة الإستقطاب الخليجية الشاغلة للفضاءات الآن إلا خير شاهد على ذلك .. فلم يعد عند كل قناة تنطلق من المكان المعين إلا التغريد برايه المعلن .. وتصبح مسالة ما لله لله وما لقيصر لقيصر ضربا من المستحيل الذي يستعصي بلوغه..ولكن رغما عن كل ذلك .. فنقول العافية درجات !
نعمة صباحي..
[email][email protected][/email]
واين هي حرية الاعلام او موضوعيته في العربية وسكاي نيوز
10 من 10 ، سيدتي !
مستوى كتابة نتمنى أن يجتهد كتابنا وصحفييونا للإرتقاء إليه !
ونعم العقل واستخدامه يا نعمة ، و لك التحية !
الإعلام بكل أنواعه مرهون للقيادة السياسية للدولة وتوجهاتها وتوجهاتها ومفروض على الإعلام فى اى دولة ان يتحدث عن الحرية الإعلامية الاكسسوار فقط
واين هي حرية الاعلام او موضوعيته في العربية وسكاي نيوز
10 من 10 ، سيدتي !
مستوى كتابة نتمنى أن يجتهد كتابنا وصحفييونا للإرتقاء إليه !
ونعم العقل واستخدامه يا نعمة ، و لك التحية !
الإعلام بكل أنواعه مرهون للقيادة السياسية للدولة وتوجهاتها وتوجهاتها ومفروض على الإعلام فى اى دولة ان يتحدث عن الحرية الإعلامية الاكسسوار فقط
مقال رائع يا استاذة
يعني متزوجة عام 1978 مثلا!!! ما شاء الله
مقال رائع يا استاذة
يعني متزوجة عام 1978 مثلا!!! ما شاء الله