(28) ضابطاً نسياً منسيا …

(28) ضابطاً نسياً منسيا …

إن عدالة السماء سوف تنتصر ، وأنين الأرض سوف يخمد ، بعد أن يأخذ الملكوت الالهي ما امهله الزمن ، فما أهمل لكنه يمهل ، وها هو نظام (البشير) طغي ، وتجبر وطفح الكيل ، وزاد الويل ، فما تركوا لأنفسهم بقايا من مآثر يذكرونهم بها .
وها هي ذكري (الثمانية وعشرون) ضابطا” الذين تم إعدامهم في هذا الشهر الكريم ، تأتي بعد ثمانية وعشرون عاما”
، وتتطابق مع عدد الضابط الذين أعدموا ، وتتشابه في نفس الشهر الكريم الذي قبروا فيه ضباطنا الأحرار ، في مجزرة دموية سردها يدخل القشعريرة ، وطريقة تنفيذها توضح معدن منفذيها ، شواذ العقل والدين ، في أبر الأشهر ، وهو شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ، ليهبط فيه المتأسلمين بقيادة ثلة من الضباط الفاسدين ، ويعيثوا في الأرض فسادا ، وما إقترنت الذكري الا لعبرة وعظة ، وما تقاربت الأرقام والاسماء الا لشئ يريد المولي إيضاحه ، وما إحساسي الا بان ارادة المولى عزوجل أحكمت قبضتها ، وعدالة السماء اظهرت رغبتها ، ليستبين الصباح الأبلج ، وما كانت حقوق العالمين عند رب العباد نسيا” منسيا ، ومعظم القائمين بهذه المجزرة الدموية المروعة يترنحون وتتخاطفهم الأمراض ، والعلل ، وتتشبث بهم المعضلات من كل حدب وصوب ، فهنالك ارواح لن ترتاح الا بإعادة الحقوق الي أهليها ، وأول ما يسال عنه المرء عند خالق السماء والارض هي النفس التي أزهقت بغير وجه حق ، والدماء التي سفكوها ترتوي بها مشارق الارض حتي مغاربها فلم يتركوا اسرة سودانية الا وإمتصوا دماء أحد بنيها ، أو شردوها أو عذبوها ، او أمرضوها .
إن الأيام دول والحياة فواصل ، وها هو فصل الميزان يستوي .
ثمانية وعشرون ضابطا” زمرة من الأخيار تم إعدامهم مقيدين مجموعات ، ولم يتحسسهم طبيب ، فقبرتهم الجرارات ، تمزق أجسادهم حتي ساوا بهم الارض ، وخرجوا يهللون ويكبرون ، كأنهم انتصروا في معركة ، ولم تحرك نوازع الاخلاق والزمالة فيهم نازع الرحمة والإنسانية ، ولم يحترموا شرف الجندية ، ليعلنوا بلا خجل ولا حياة إعدامهم ، سنين جمعتهم ومنشأة عسكرية رفعتهم ، فما نالوا شرف ولا اخذوا الامان .
ان ترادف الايام وترابطها يوحي بمرمي ، ويبين النهاية ، ويحكي سوء المنقلب .
إن مجزرة (ضباط رمضان) الذين نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة ، ستكون ذكري حزينة تحكي سيرتها مسآويء حكومة (البشير) وعصابته ، وتوالي مفاسدهم ومآخذها ستتناقلها الاجيال ، لمعاني الغدر ، والخيانة ، وعدم الايفاء بالأمانة ، مواجع تتمني الأمم ان لا تتكرر ، ولسان حال الوطن يقول :
(الله لا عادها )
ولسوف يأخذهم الله اخذ عزيز مقتدر ، فما تشابهت البدايات ، الا لتتشابه النهايات ..

غالب طيفور
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ربنا يتقبلهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته
    الله يمهل ولا يهمل
    شعب دارفور والنوبه والجنوب فى الانتظار
    الله ينتقم منك يالبشير ببركة وفضل هذا الشهر الكريم يارب العالمين

  2. اللهم نسألك ببركة شهرك الفضيل شهر رمضان أن تتقبل شهداؤنا عندك في جناتك وأن تقتص لنا من الذين ظلموهم وقتلوهم وتآمروا على قتلهم يا قوي يا جبار … اللهم إن نشكو إليك ظلم عمر البشير وعصابته المجرمون اللهم انزل عليهم لعنتك وغضبك ,,, اللهم انزع منهم الحكم والسلطة اخذ عزيز مقتدر

  3. اللهم نسألك ببركة شهرك الفضيل شهر رمضان أن تتقبل شهداؤنا عندك في جناتك وأن تقتص لنا من الذين ظلموهم وقتلوهم وتآمروا على قتلهم يا قوي يا جبار … اللهم إن نشكو إليك ظلم عمر البشير وعصابته المجرمون اللهم انزل عليهم لعنتك وغضبك ,,, اللهم انزع منهم الحكم والسلطة اخذ عزيز مقتدر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..