الانقاذ بين المطرقة السعودية الاماراتية و السندان القطري..

الانقاذ بين المطرقة السعودية الاماراتية و السندان القطري..

إن قرار عزل الفريق طه ليس بالأمر السهل فلة توابعه السياسية و الاقتصادية. إذ يعتبر طه رجل السعودية و الامارات القوي داخل نظام الانقاذ فهو مهندس التقارب السعودي الاماراتي مع السودان في الفترة الأخيرة نتيجة لجهوده في إرضاء السعودية عن طريق قطع العلاقات مع إيران الشيعية و ردّت السعودية الجميل بالتحدث مع الأمريكان من أجل الرفع الجزئي للعقوبات ونجحوا في ذلك.. بل وصل الوئام لمراحل أبعد بدخول الإنقاذ في الحرب ضد الحوثيين في اليمن بالإنابة عن السعودية و الإمارات. (ستة الاف جندي قابلة للزيادة).

ظهرت الأزمة الأخيرة بين قطر و تركيا و الأخوان المسلمين و حماس من جهة و الإمارات و السعودية و البحرين و مصر من الجهة الأخرى فأربكت حسابات الإنقاذ و جاطت الدنيا في راس الحكومة و فضّلت سياسة الحياد المستتر.

السعودية و الإمارات بالتأكيد حاولت استغلال وجود طه في القصر لترجيح كفة السعودية علي قطر و كشف الستار عن ذلك ذلك الحياد المستتر و إمالته لمصلحة التحالف وان يأخذ شكل الموقف المعلن مما أدى ذلك لنتف ريش طه و ابعاده من القصر ..

لماذا؟؟؟

الانقاذ اصلا بقايا اخوان مسلميين و القاعدة المبدئية التي تقف عليها هي الاسلام السياسي فكيف لها ان تدين نفسها من خلال وصف التنظيم الدولي للاخوان المسلمين و حماس بصفة الارهاب وهي التي حتى الامس القريب (اعني الانقاذ) تدعم حماس بالاسلحة القادمة من طهران و ما القذف الجوي الاسرائيلي لمصنع اليرموك و لقوافل السيارات ببورسودان ببعيد .. ان كل ذلك يمنع الانقاذ من ابداء موقف موالي لدول التحالف السعودي الاماراتي ضد قطر … و الا ظهرت بمظهر المومس التي تميل مع من يدفع اكثر…كما ان لقطر مواقف داعمة و ايادي بيضاء على الانقاذ و بشكل مستمر و في كل الظروف..
ولكن في نفس الوقت الانقاذ تحتاج للسعودية و الامارات للتوسط لامريكا في رفع الحظر الاقتصادي كاملا عن السودان وعن قائمة الدول الراعية للارهاب و الأهم رفع او تجميد تهم الجنائية ضد راس الدولة التي اضعفت موقف الانقاذ و جعلتها عرضة للابتزاز و اصبحت تستجدي و تبحث عن البراءة بأي ثمن..

ان اقالة الفريق طة ليس سببها فساد مالي ابدا لا ولن يكون وهل فسادة المالي وليد اليوم؟؟؟؟؟ كما ان الفساد المالي لمسؤلي الانقاذ هو الوصفة التي تطيل عمر الوظيفة لا تقصرها!!!!

طة يحمل الجنسية السعودية وهو الرجل الذي يمثل مصالح السعودية و الامارات داخل الحكومة لذا من واجب السعودية تحديدا ان تحمي من يرعى مصالحها فالراجح ان اطلاق سراح طة و السماح له بالسفر بدون مسألة تم تحت ضغط سعودي على مستوى عال.

كما ذكرنا انفا حاولت الانقاذ الهروب من اعلان موقف واضح تجاه الازمة رغم ضغط دول التحالف وكان ذلك واضحا من تهرب غندور من مقابلة سفراء دول التحالف لكن تمكنو من القبض علية و الجلوس معه و لم تعلن مخرجات ذلك اللقاء للعلن و العامة.. و لكن قرائن الاحوال تقول انة لم يسير لمصلحة دول التحالف بدليل سفر البشير للسعودية على عجل بعد الاجتماع و الاستقبال الفاتر الذي حظي به في مطار جدة اذ استقبله نائب امير مكة فقط.

هذه الرحلة ظاهرها اداء العمرة و باطنها محاولتة الالتقاء بالملك سلمان المعتكف في مكة (العشرة الاواخر) لاصلاح مايمكن اصلاحة و اقناع الملك سلمان بقبول موقف السودان المحايد .. لكن البشير نسي الموقف الصارم و الحازم المعلن من دول التحالف و هو ليس هناك منطقة ثالثة محايدة إما معنا او ضدنا.. بدليل ردة الفعل المتشددة و العنيفة تجاه الموقف المغربي ( فقط ارسلت المغرب سفينة محملة بالاغذية لشعب قطر) اذ سحبت المملكة و الامارات اعترافهم بالصحراء المغربية كجزء من المغرب داعمين لجبهة البوليساريو التي تنادي باستغلال الصحراء عن المغرب.

الكرت الوحيد الذي تملكة الانقاذ تجاة دول التحالف هو المقاتلين السودانيين الذين يقاتلون عنهم بالانابة في اليمن ربما لاجل ذلك قد لاترغب السعودية و الامارات في اثارة زوبعة علاقات متدهورة مع السودان في هذا الظرف الحساس.

لكن اذا ما تصاعد الخلاف مع الانقاذ و لم يقنع البشير الملك سلمان بمبدا الحياد ربما تستغل قطر هذا الوضع و تدفع الانقاذ اغراء لا اكراة لاعلان موقفها المستتر بالوقوف بجانبها هنا ستقوم قطر بسد النقص المادي الناتج عن الابتعاد من التحالف السعودي الاماراتي..

ان كل السيناريوهات القادمة تعتمد علي وضع الازمة الخليجية ارتفاعا و انخفاضا.. فا اذا ما سار السيناريو نحو التصعيد و رفضت دول التحالف الموقف الحيادي للانقاذ ستسؤ العلاقة و سيفتح ذلك الباب على مصرعيه لدعم دول التحالف للحركات المسلحة التي تقاتل الانقاذ .. و ربما اكثر من ذلك و هو التفكير في تغيير نظام الحكم و الاتيان بحكومة موالية للتحالف … و راس الرمح في هذا التغيير ستكون مصر مدعومة من دول التحالف… وهي المستفيد الاول من التغيير اذ سترتاح من وجود اسلاميين اخوان في خاصرتها الجنوبية كما انها في حاجة ماسة لحكومة موالية لها لتشكيل حليف يضغط على الاثيوبيين فيما يتعلق بسد النهضة وهو المهدد المباشر لامن مصر المائي ( اشترت مصر مؤخرا اربعة محطات لتحلية المياة من الفلبيين نتيجة للنقص الحاد للمياه العزبة شمال الدلتا علما بان سد النهضة فقط بداء في الامتلاء التدريجي)
كما ان مصر الان بدأت التفاوض على شراء العشرات من طائرات ميج 29 و و المئات من الدبابات من الاتحاد السوفيتي رغم و ضعها الاقتصادي السئ علما بان ليس لها اعداء معلنين حاليا فالعلاقات المصرية الاسرائيلية (العدو التقليدي) عسل على لبن .. اذن لمن كل هذه الترسانة الحديثة.

اذا ما ساءت العلاقات مع دول التحالف قد نشهد ولادة تحالف اخواني استراتيجي جديد يتكون من قطر .. تركيا.. السودان مع تعاطف عماني مغربي..و ربما رائينا تواجد عسكري فني تركي في شوارع الخرطوم عما قريب.

الايام القادمة حبلى بكل جديد..

و كما نقول نحن السودانيين ربنا يكضب الشينة.

بابكر كباشي التني
مستشار قانوني
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حسب رأيي المتواضع كل الاحتمالات واردة ويصعب ترجيح أي منها والتكهن بأي منها، وذلك لحساسية الوضع وتشابك المصالح في المنطقة. وهذا يعني أن من بيدهم الأمر (السعودية-قطر-الإمارات) هم انفسهم في حيرة من أمرهم وسيفكرون الاف المرات قبل اصدار اي قرار ضد او لصالح بشة القذر.

  2. تعليق ممتاز ورؤية مستقبلية لقادم الايام وعلى البشير الوقوف مع قطر بدون تفكير ما كنا عايشيين بدون السعودية والامارات

  3. حسب رأيي المتواضع كل الاحتمالات واردة ويصعب ترجيح أي منها والتكهن بأي منها، وذلك لحساسية الوضع وتشابك المصالح في المنطقة. وهذا يعني أن من بيدهم الأمر (السعودية-قطر-الإمارات) هم انفسهم في حيرة من أمرهم وسيفكرون الاف المرات قبل اصدار اي قرار ضد او لصالح بشة القذر.

  4. تعليق ممتاز ورؤية مستقبلية لقادم الايام وعلى البشير الوقوف مع قطر بدون تفكير ما كنا عايشيين بدون السعودية والامارات

  5. الاخ التني
    ما ?دت ان افرغ من قرايه مقال? الجمیل حتی تيقنت ان الانقاذ هی المطرقه و آلسندان . فهل تسمح بتغيير العنوان??

  6. الاخ التني
    ما ?دت ان افرغ من قرايه مقال? الجمیل حتی تيقنت ان الانقاذ هی المطرقه و آلسندان . فهل تسمح بتغيير العنوان??

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..