هدم الصوالين والغرف من خلاف،،،تصميم بيوت الخرطوم الجديدة.. وداعاً للضيوف

الخرطوم: عبد الوهاب جمعة:

الخرطوم مدينة الاضواء اللامعة، ومهوى قلوب وحاجات الناس من الولايات، لم تعد تتستقبل ضيوفها من الاقاليم، ولم يعد الطلاب وطالبو الاجراءات الاتحادية من خارج الخرطوم يجدون موطئ قدم في الولاية الممتدة على ست ضفاف، «الصحافة» استرجعت ايام الضيوف الخوالي وكرب القادمين الجدد في ايجاد مكان يستقبلهم.
وفي ماضي الايام الجميلة كانت الخرطوم تستقبل طالبي العلم بحفاوة وتغدق عليهم بالسكن في صالون البيت وتوفير وجبتي الغداء والعشاء مع احتساء كوبي الشاي باللبن صباحاً ومساءً، بينما يجد طالبو الاجراءات الحكومية للاغراض المختلفة من تصاريح عمل مختلفة ورغبة في السفر الى الخارج، ابواب البيوت مشرعة لاستقبالهم، وكانت أسر الخرطوم تحرص على اعلام الجيران بقدوم او مغادرة الضيوف.. وكان الضيوف كرماء مع مستقبليهم، فيفدون وهم محملون بخيرات الاقاليم من بلح وفول وسمسم وجبن وفسيخ، وكانت حركة الضيوف في الاحياء السكنية تسهم في زيادة الاندماج الاجتماعي بين مواطني الخرطوم والولايات، وكم من ضيف القت به ايام الاستضافة فصار عريسا لاحدى بنات مستقبليه او جيرانهم.. وكم من ابناء الخرطوم فتحت له ابواب الاقاليم ليجدوا زوجات.
على ان سياسات التحرير الاقتصادي وسرعة دوران حركة رؤوس الاموال وسياسات الانفتاح على الخارج القت بظلالها على مكانة الضيوف وسط مواطني الخارج، واعيد تصميم البيوت لمقابلة حاجة مفاهيم سكان الخرطوم الجديدة، فأزيلت غرفة الصالون من خريطة البيت لتحل محلها دكاكين تؤجر مقابل الانتفاع بها، والحوش الكبير الذي كان يتسع لعدد غير محدود من الضيوف استبدل باشجار وازهار ونجيل غزت اركانه، والغرف التي شيدت من خلاف بـ «برنداتها» هدت لتحول الى صالات فسيحة تستخدم لاغراض الزيارة السريعة لساعات دون الاقامة، وتلك الصالات التي تشيد على نمط بعض احرف الهجاء الانجليزية على شاكلة حرف «ال» او «التي» لها القدرة على ادهاش وامتاع النظر، الا أنها لا تشبع رغبات الضيوف في مكان يستريحون فيه، وتلك الصالات تزين باعمال الجبص والتحف الفنية والشاشات الذكية من «ال. سي. دي » و «ال. إي. دي» و «الاتش. دي» التي تقدم رؤية بانورامية للأخبار والمسلسلات والبرامج، بيد أنها دائمة الخلو من المشاهدين، فأغلب المنازل يسكنها اثنان او ثلاثة على الاكثر بعد ان غاب ضيوف الولايات.
ولكي يكتمل شكل الديكور الجديد الذي يتواءم مع متطلبات المرحلة الجديدة، فقد استأصلت شأفة الأسرَّة الحديدة والمصنوعة من الخشب لتحل محلها الأرائك الضخمة التي لا تستقبل سوى اربعة وستة اشخاص في المرة الواحدة. ولم تعد الضحكات المجللة تتعالى، ولم تعد الونسة الراقية حاضرة عن الارائك التي فقدت مقدم الضيوف، ووحدهن الخادمات الاجنبيات الآتيات من الهضبة والشرق الاقصى طابن لهن المقام بعد هجران الضيوف، والابواب الحديدية القديمة التي كان بامكان الضيوف فتحها والدخول متى ارادوا استبدلت باخرى ذكية تفتح وتغلق من الداخل.. ولم يعد بإمكان الضيوف ترك تذكاراتهم القديمة ببقايا الفحم «حضرنا ولم نجدكم».. ولم يستطع الضيوف الطرق على ابواب ليست بها مساحة تسمح بضربات سريعة ومتوالية من الحجارة، وانما تحولت من صاج الحديد الى «الفاير جلاس» الذي يصدر اصوات كتومة توضح للضيف بجلاء.. «لا يوجد مكان شاغر في منزلنا .. ووداعاً للضيوف».

الصحافة

تعليق واحد

  1. والله دا أعظم خبر ، سمعتو يوم من الأيام حديث عن الرسول استضاف فيه ناس في أحد غرفه أو بيوته بشكل دائم كما في السودان ؟ لأن شرع الله يحفظ لأهل الدار خصوصيتهم وإحترام راحتهم وأسرارهم الشخصية ، مش حالهم مكشوف زي ما حاصل عندنا الآن ، الغاشي والماشي كاشف حال أهل البيت ، بدعوى أننا أهل والحال واحد حتى تعدت المسألة لكشف الحال على الغريب كمان
    الحمدلله أننا بدأنا نتطور ..

  2. صحافتنا و تتبع اللافت كانه هو الأصل الشائع..

    اهل الصوالين ( الديوانات) من سنين لم تعد لهم المقدرة على إستضافة طالب العلم و العلاج و فزعة المطرود و المطلقة و إستضافة ( اليتامي) و حتى عابري السبيل من الأقارب و الأصدقاء ..

    قال لي صديقي منذ سنوات :

    و الله من جات الحكومة دي الحالة بقت صعبة و الواحد لو شاف قريبه أو صاحبه جاي من البلد بالصدفة (يتزاوغ منه و يعمل نفسه رايح) حتى لا يتكفل بالعشاء أو الإستضافة لضيق ذات اليد !!!

    تذكرت حينها مقولة الراحل الشريف حسين الهندي عن النظام المايوي :

    ( كانت موائدنا مفتوحة و نار الموقد لا تنطفيء حتى الصباح و جاء هذا النظام فأفقرنا و أحال الشعب إلى طبقة متسولة )..

    أفهم أن المنازل تطرأ عليها تعديلات حسب تغير مفاهيم و أحتياجات أهلها و إن كان للبعض طموحات في التغيير لتحقيق رغباتهم و جعل منازلهم أكثر ( وجاهة) “بالتأكيد لديهم الإمكانيات لتنفيذ ذلك” ، فماذا سيفعل أصحاب الصوالين المفتوحة هي و قلوبهم لمساعدة الآخرين مع ضيق ذات اليد ؟؟؟
    هل يحولوها لدكاكين ؟؟؟

  3. يا سلااااام عليك يا سودانية بارك الله فيك
    نعم كان عادات تمارس من قبلنا كسودانيين باسم الكرم عندما كانت النفوس طيبة
    لكن حان والوقت لتغيير مثل هذه العادات السيئة
    وليس اغتصاب الاطفال من الاقرباء الذي انتشر حاليا ببعيد

  4. المقال رائع جدا ودي الحقيقة وكقاية كشف اسرار البيوت ووداعا للفنادق خسمة نجوم والجلوس كامراء في بيوت الغير وكشف اسرارهم وفي الاخير جدا لؤم وعدم احترام لاهل البيت

  5. فتحنا بيوتنا للناس اكلناهم وشربناهم وكسيناهم ومصاريف الجامعه وحق المواصلات والعلاج دفعناها والنتيجه كل السكنوا في بيوتنا بالسنين لمن اتخرجوا ما اتذكرونا بكيس موز انشاءالله ومالقينا الا نقل الاسرار والقطيعه ونكران الجميل والخبث فتبا ثم تبا للضيوف الله يقطعهم ويقطع سنينهم ومافي داعي للزيارات زاتو التلفون بس كفايه وفي الشديد القوي الزياره ماتتعدى نص ساعه ده قانوني انا

  6. كل شئ ممكن يكون جميل بالوعي والفهم للدين . زوروا اهلكم بس ماتقعدوا معاهم امشو بيتوا في لكوندات مالو ؟؟ امشي ليهم سلم يهم بس مو لازم تاكل وتشرب وتنوم ؟ الدخل ده في ده شنو ؟؟؟ التواصل سنه مؤكده اوصيكم بالتواصل وصلة الرحم بس بنفس كبيرة ماتاكل ولاتقعد تنوم بس سلم وامرق كسبا للاجر والثواب .

  7. والله أسكنته طالبا بمنزلى أكل وشرب وحب بنت الجيران الذين كانوا يعتقدون إنه من الاسره فأعطوه البنت , ثم طلب منى أن أعطيه غرفه ليسكن بها , فرفضت ,,فإذا به يسبنى أشد السباب ويلفق علىينا الكذب ,, وهذه آخرتها ,, والله لن أسكن معنى تانى أى واحد حتى لو كان أخى , وكفايه مالقيناه ,, حتى أسرار البيوت أخرجوها

  8. رحم الله مصطفى سيد احمد ورائعته عمنا الحاج ود عجبنا مهما صعبه علينا الحياه يستحيل تتغير حياتنا وللمعلقين اعلاه والناس المنحدرين من الشماليه اقول ليهم جبتوا معاكم الجوع واحنا اهل الوسط شفنا اهلنا فى كوستى كانوا فى رمضان بقفلوا الشارع عشان اى واحد مارى يفطر تقولوا الانقاذ والناس مالاقيا تاكل ديل اساسا بخلاء
    بس عشلء الضيف ياجماعه ضيفى نازل ليهو ساعه

  9. نحن لسنا افرنج نحن سودانيون نحن اهل الكرم لكن مع الانقاذ كما قال الشيخ كشك واحد كان عنده ضيف فقال له صاحب البيت تنام عندنا ام في اللكوندا عاملة خصم50%

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..