التشدد الايدولوجي وحزبي قبيلتي

لولا اختلاف الاراء لبارت السلع مقولة شهيرة يرددها معظم الناشطين/ات وغير الناشطين/ات ولا يطبقها منهم احد خصوصا في الساحة السياسية السودانية نتحدث عن وحدة المعارضة ونتحدث عن قبول الراي والراي الاخر وحرية التعبير ،وهي شعارات جميلة خفيفة على اللسان ثقيلة الوقع عند وقت الجد ، فجاة دون ان نحس نجد انفسنا اننا تحولنا لببغوات لاننا نننسى كلما صدحنا به من شعارات جميلة وخلابة ظللنا نرددها و نكتبها كما يكتب مواضيع الانشاء تلاميذ المدارس الابتدائية لان معظمنا يناقض نفسه وما يدعوا له عندما يسمع او يقرا ما لا يوافق هواه او هوى افكاره ،او حين لا يسمع ما يحب ان يسمع من قبيل انه نصير الحق ونصير المستضعفين وانه صاحب العقل المستنير الذي يجب ينبهر الناس لاراءه بحسب ما يعتقد ويؤمن من انها افكار واراء نيرة ،وعلى الرغم من ادعاؤنا اننا مع الدولة العلمانية والدميقراطية الا انه لدينا فوبيا النقد والتي تتناقض مع دعوتنا لاقامة دولة علمانية التي لا يوجد بها اي شكل من اشكال التقديس لفكرة او شخص ، كيف لمن يدعوا لاقامة دولة علمانية محايدة تتعايش فيها كل الثقافات والاعراق والاديان وهي على اختلافها وتنوعها تسمح للفرد بالتعبير عن ما يعتقد وان يكون ما يريد وفي نفس الوقت معظمنا يصبح اكثر تطرفا من المتطرفين المتدينين حين توجه سهام النقد لما يعتقد من افكار او يصبح اكثر تعصبا لحزبه الذي حوله لقبيلة دون ان يدري فاذا انتقد احدهم حزبه، بدلا ان يرد على النقد الموجه سواء كان بناء او غير بناء تجده يبادر بالهجوم على شخصية موجه النقد .
ان حق التفكير هو حق لاي فرد وبنفس القدر كذلك هو حق النقد ،اما ان تعتقد ان حزبك هو الذي يمتلك الحق من دون الاخرين وان مرتكزه الفكري والنظري هو الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ويصبح قياسك للصواب والخطا هو مدا ايمان الاخرين واعتقادهم بما تؤمن من مرتكزات حزبك يصبح مثل هذا التفكير اقرب الى الاسترقاق النفسي للحزب ومحوه لشخصيتك ، وبذلك يكون انتمائك لحزبك كالانتماء لقبيلة ترى انها الافضل وانها الاعلى وليس الاخرين سوى اناس لا يرتقون الى علوها وامجادها ويصبح ايمانك بافكار التنظيم هو ايمان نقل يغيب عنه العقل وهذا هو الايمان السلفي والتلقيني الذي تؤمن به مدارس الاسلامي السياسي .
التعايش لا يعني ان يتعايش الناس وهم متوافقين على العكس تماما التعايش هو قبول الاختلاف وقبول التعبير على الاختلاف وبذلك يكون حتي النقد الذي يصل لدرجة التعدي على الافكار مقبول اما التعدي على المفكرين وعلى الاشخاص هو غير المقبول والمرفوض ما يجعل التعايش في ظل اختلاف ممكن حين تتفق افكارنا على هدف واحد هو حفظ كرامة الانسان .
[email][email protected][/email]