ثمانية وعشرون عاما والحسابة بتحسب

بمرور يوم الجمعة الماضي الموافق الثلاثين من شهر يونيو من العام الجاري ، تكون (الانقاذ) قد سلخت ثمانية وعشرين عاما من عمرها والحسابة ما تزال تحسب على رأي (اخواتنا المصريين)، اذ لا يعرف أحد غير علام الغيوب الى كم من السنين سيمتد عمرها ،هل سيبلغ خمسين عاما حسب تقديرات سابقة لحامد ممتاز القيادي بحزب المؤتمر الوطني والوزير بحكومة الوفاق الحالية ،أم سينتهي عمرها بنهاية فترة بقاء الرئيس البشير على سدة الرئاسة بحسب نبؤة بلة الغايب الذي كان قد أكد بقسم مغلظ أن مدة بقاء الرئيس في الحكم منذ لحظة توليه السلطة عبر الانقلاب وإلى لحظة تنحيه لن تقل في مجملها ? بأية حال ? عن واحد وثلاثين عاماً وخمسة وعشرين يوماً بالتمام والكمال، أم تراها بلا نهاية كما يراها د. نافع في تصريحه المشهور والمنشور (لن نسلمها إلا لعيسى).. غير أن هذه كلها تبقى محض تقديرات قد تطيح بها أقدار الله الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء تحت أية لحظة، وهي ? أي التقديرات ? باب مفتوح يلجه حتى المجانين. وفي الحكاية الحقيقية أن أحد الباعة الفريشين بسوق بحري بينما كان يفترش خضاره من بصل وطماطم وفجل وخلافه وينادي عليه، اذا بأحد المجانين يجلس أمامه ويحجب بضاعته عن المارة، زجر الفريش المجنون صارخاً فيه (قوم من هنا).. يرد المجنون (ما بقوم) ثم شرع في تكويم ثلاثة كيمان من التراب، اندهش الفريش، وقال للمجنون (دا شنو العملتو دا)، قال المجنون ما بوريك إلا تدفع جنيه، نقده الفريش الجنيه عملاً بمقولة خذوا الحكمة من أفواه المجانين، قال المجنون بعد استلامه الجنيه (المنتظر ليه ولادة تنفعو الزمن ده الترابة دي في خشمو وكشح كوم التراب الأول)، قال الفريش للمجنون (والكوم التاني دا بتاع شنو)، قال المجنون (ما بوريك إلا تدفع تلاتة جنيه)، استجاب الفريش وسلمه المطلوب، قال المجنون (المنتظر ليه دين دينو لي زول ارجعو ليه الترابة دي في خشمو وكشح الكوم التاني)، أهاااا الكوم التالت دا شنو قال الفريش، قال المجنون (دا غالي إلا تدفع فيهو عشرة جنيه وما بقولو ليك إلا في أضانك)، الشمشرة دفعت الفريش لدفع هذا المبلغ رغم أنه كبير عليه، قبض المجنون الجنيهات العشرة ووضعها في جيبه ثم همس في أذن الفريش قائلاً (المنتظر الحكومة دي تنقلب ولا تمشي الترابة دي في خشمو وكشح الكوم الأخير وقام جاري صوف) وما يحيرني حتى الآن لماذا قام هذا المجنون جاري صوف..؟ هذه بعض التقديرات والتنبؤات الشخصية التي لا يعتد بها خاصة وأنها ربما صدرت كردود أفعال غير محسوبة ولا تعدو أن تكون كلام سياسة ساكت أو كلام متنبئين يكذبون ولو صدقوا ، وسنحاول في المرة القادمة محاولة الاجابة عن سؤال لماذا تمدد عمر الانقاذ حتى صارت اطول الأنظمة بقاء في السلطة..
الصحافة
اتفق تماما” مع ذلك المجنون، وربنا يعوضنا في الآخرة، لكن الدنبا دي (عودنا فيها عود مرة)
اتفق تماما” مع ذلك المجنون، وربنا يعوضنا في الآخرة، لكن الدنبا دي (عودنا فيها عود مرة)