الحظر على السودان صنيعة الكيزان

الحظر على السودان صنيعة الكيزان …

في رسالتي المفتوحة لفخامة الرئيس الامريكي (ترامب) بخصوص الموعد المضروب (12يوليو) للبت في قرار رفع الحظر ، او اضافة عقوبات جديدة ، او يبقي حال علي ما هو عليه ، كانت رسالتي مناشدة لحكومة الامريكية متمثلة في شخص الرئيس (ترامب) متضمنة مطلبين وهما :
رفع الحظر الذي لاقي إستهجان من المعارضين قبل المطبلين والمنتسبين للحكومة السودانية الفاسدة ، رغم أن مطالبتي كانت مشروطة بإقتصاص الحقوق من المتسببين وهم (البشير) وعصابته وحظر ممتلكاتهم ، وأموالهم إحقاقا” للحق ، ليعاقب المخطئ ، وياتي إستهجان المعارضين خوفا” من رفع الحظر لانه يقوي النظام ويجعله يرمم مفاصله ، فتحتاج المعارضة والشعب زمنا” طويلا” لإزالته ، وهذا ما يعود علي الشعب بالوبال ، والويل ، والثبور وعظائم الأمور ، اما ثلة المنسوبين ، والمطبلين فيخافون علي الأموال التي اغترفوها والبنايات التي سلبوها والجرائم التي إرتكبوها ، وستغلق عليهم بوابات الهروب ، وتجعلهم معرضين للتعرية الإعلامية التي تطاردهم ، وتضعهم تحت المجهر ، فتعجل بالقضاء عليهم ، ولا بد ان العقاب طائلهم .
لست عالما في الإقتصاد ولا خبيرا” ماليا” ، ولكني استقي قراءتي من الواقع الذي عايشته والخبرات المتراكمة وللإيضاح : إن الفترة الطويلة التي قضاها الشعب في الحظر منذ (1997) ، والتي فاقت السنين العجاف والسمان ، وجعلت الشعب كسيحا” والنظام يمشي علي القدمين ، وذلك كان حملا” ثقيلا” علي الوطن والمواطن ، وجعل الحكومة تنعم في ثراء ، وهي هانئة مطمئنة بعدأن وجدت شماعتها التي تتعذر بها في كل إخفاقاتها ، وعدم توفيرها للمتطلبات الحياتية الهامة وبذلك الجمت المواطن بوجود إستهدافا” خارجيا” ، بسبب مطامع الأنظمة العالمية في خيرات الارض والعرض ، واذلال الاسلام ، ونسجت هالة من الشعارات الرنانة التي أقنعت المواطن السوداني البسيط فتقبلها طائعا مختارا ، وإشاعت للجميع بانها فشلت في إحضار الضروريات المكملة بداية بالدواء المنقذ للحياة بكافة تفاصيله ، والاسبيرات بكافة انواعها من ابرة الخياطة وحتي اسبيرات الطائرات والقائمة تطول ، حتي امسي إخفاقا” مبررا” لهؤلاء العصابة يستعملونها كلما واتتهم المساءلة ، ويضيفون عليها بان إختفاء الشركات العالمية هو الذي ساعد علي العطالة والبطالة ، وكلما امسكت بفشل تجدهم بالحظر متعذرين سببا” يضعونه على طاولة المحاسبة.
رغم علمنا الكامل بان هذا الحظر هو صنعيتهم وصنيعة اعمالهم ، وهو معروف للعالمين ولا نريد الخوض في هذا الأمر الذي اصبح مسلما” به .
ولكن ماذا لو رفع الحظر ؟ وزالت المبررات ، وطالب المواطن بحقوقه من العيش الكريم ، وتوافدت الشركات العالمية ، التي ستدخل الي أنظمة الحكومة لتجد الفساد المالي يمشي علي قدمين ، وتزيل الغشاواة للعالم بان جدار الحظر ما هو الا ذريعة لتغطية سواءتهم ، والجميع يعلم علم اليقين ان معظم الشركات الضخمة والبنوك الكبيرة لديها مفاهيم سياسية ، ومكاتب امنية حفاظا” علي اموالها ، وانظمة مراقبة متكاملة ستهدم جدار الغشاوة التي صنعها الحظر ، وتفتح بوابات جديدة للتحويلات المالية لتزيد القنوات التي يتحكم فيها جهاز الامن السوداني وضباطه المرتشين ، لتتواتر اموال المغتربين من كافة بقاع العالم دون إحتكار ، وتكون بذلك فتحت منافذ اخري غير تجار الدولار المتأسلمين الذين وضعتهم الحكومة ، لتصب معظم الاموال في جيوبهم ، وما تبقي منه يحركون به عجلة الإقتصاد الهالكة ، ولكن تعديل النظام المصرفي ، ودخول شركات كبيرة ، يجعل الامر مكشوفا” عالميا” ، كما انه يوضح معاناة المواطن عبر المعاملات المباشرة ؛ لان الشفافية التي يأتي بها الخبر من الشركات العالمية ، والبنوك الضخمة ، يختلف من الخبر الذي تعكسه المعارضة السودانية ، أو المواقع الاسفيرية ، ان ولوج الانظمة الرسمالية العالمية في دواليب الدولة يعري هذا النظام المأزوم ، ومعظم الشركات ما تجنيه من اموال تحتاج ان تستبدله بالعملة الاجنبية فتترك عملتك هنا ، وتاخذ بديلها عملة يتداولها العالم مثل الدولار واليورو ، فاذا لم يكن نظامك الإقتصادي ثابت ستسقط في اول إختبار ، فأين لحكومة البشير العملة العالمية ! بعد ان جففت مصادرها في البلاد بيعا” ، وسرقة ونهبا” .
إن إسقاط الحظر يعكس للعالم ما يمر به هذا الشعب من شظف العيش ، ويوضح صداقته الدائمة مع المعاناة .
يأمل الكثيرين بان الحظر سيجلب إنتعاش ورفاهية ولكنه سيكون إنتعاش نفسي ليس الا ، كما حدث والبلاد يتدفق فيها البترول فلم يوظف بصورة سليمة من قبل نظامنا المتهالك ، فتجد الدولار ينخفض لايام ويعود ليرتفع بصورة جنونية ، وحتي الديون الودائع تنفذ سريعا بعد القضاء عليها من قبل تماسيح النظام .
ستكون هنالك اعباء كثيرة علي النظام وعليه استيراد إسبيرات الطائرات التي اهدرها ، والبواخر التي باعها والقطارات التي اهملها والادوية والمنتجات الزراعية والصناعية ، ولا يوجد لديه عذر طالما انه يضع اقدامه علي المواطن فارضا” عليه الضرائب الباهظة ، كما أن الأموال التي تم حظرها ليست ذات قيمة ولن تكفي دولة مديونتها التي بلغت اكثر من (خمسين مليار دولار) وهذه الاموال مسجلة معظمها باسماء المتأسلمين ، وستكون الدولة مجبرة علي السداد ، طالما ان الاسباب أزيلت .
الفائدة الوحيدة التي يجنيها النظام ان السودان خرج من الحظر ، ويمكنه فتح تعاملات مع دول العالم ، ولكنه اصبح دولة من غير بنية تحتية تسمح بإقامة مشاريع إقتصادية ناجحة ، والقائمين علي امره مشهود لهم بالغدر ، والخسة ، وإهدار اموال الشعب ، وهذا ما يجعل الجميع يحجم عن الإستثمار بطرفهم ، اذا” ارفعوا الحظر ، لان المتضرر منه المواطن وليس الحكومة .

فلا نجاح بلا إستقامة …

غالب طيفور
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المشكلة اخ طيفور ليس في رفع الحظر او ابقاءه لأن ذلك لا ناقة للشعب السوداني فيه ولا جمل

    ولكن رفع الحظر او رفع العقوبات الاقتصادية عن السوداني سوف يزيد النظام تفرعناً على الداخل وسوف تسمع وترى بأم عينك ان شاء الله كيف ان الاخوان المفسدين سوف يهللون ويكبرون ويعتبرون ذلك نصراً لسياسته وان رضا امريكا عنهم سيجعلهم يتطالون ويقصون وينتهكون الحرمات.

    سوف ترى مقدار الالم والعذاب الذي سيتجرعه الشعب السوداني من غير المنتسبين للأخوة المفسدين وسوف تستخدم الحكومة المفسدة بالتعاون مع الامن والاخوةالمفسدين رفع الحظر ضد الشعب السوداني وكأنهم في ثأر مع الشعب السوداني..

    وستعلم انه بعد رفع الحظر فسوف يكون باطن الأرض خير من ظاهرها … وذلك لأن الذين جاءوا الى السلطة بالعنف والتآمر والخداع واستمروا بالكذب والغش وشردوا عشرات الألوف من وظائفهم بما فيهم اصحاب الرتب العليا والخبرات الكبيرة في الجيش والامن والقوات النظامية ومكنوا لفئتهم الباغية ومن ثم اساءوا الينا يومياً بالشتم والكلام المر لن يتورعوا في فعل كل ما من شأنه ان يهين الشعب السوداني بسبب رفع العقوبات عنهم.

  2. المشكلة اخ طيفور ليس في رفع الحظر او ابقاءه لأن ذلك لا ناقة للشعب السوداني فيه ولا جمل

    ولكن رفع الحظر او رفع العقوبات الاقتصادية عن السوداني سوف يزيد النظام تفرعناً على الداخل وسوف تسمع وترى بأم عينك ان شاء الله كيف ان الاخوان المفسدين سوف يهللون ويكبرون ويعتبرون ذلك نصراً لسياسته وان رضا امريكا عنهم سيجعلهم يتطالون ويقصون وينتهكون الحرمات.

    سوف ترى مقدار الالم والعذاب الذي سيتجرعه الشعب السوداني من غير المنتسبين للأخوة المفسدين وسوف تستخدم الحكومة المفسدة بالتعاون مع الامن والاخوةالمفسدين رفع الحظر ضد الشعب السوداني وكأنهم في ثأر مع الشعب السوداني..

    وستعلم انه بعد رفع الحظر فسوف يكون باطن الأرض خير من ظاهرها … وذلك لأن الذين جاءوا الى السلطة بالعنف والتآمر والخداع واستمروا بالكذب والغش وشردوا عشرات الألوف من وظائفهم بما فيهم اصحاب الرتب العليا والخبرات الكبيرة في الجيش والامن والقوات النظامية ومكنوا لفئتهم الباغية ومن ثم اساءوا الينا يومياً بالشتم والكلام المر لن يتورعوا في فعل كل ما من شأنه ان يهين الشعب السوداني بسبب رفع العقوبات عنهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..