أردول … حينما يتم استخدام القلم كأداة للتكرزم (1)

أردول … حينما يتم استخدام القلم كأداة للتكرزم (1)
ما من شك أن للرواية و القصة القصيرة قدرة عالية على توصيل الأفكار في سهولة و سلاسة.
و هذه إن لم تكن هي أسرع وسائل الاتصال توصيلا لما يريد أن يرسله المرسل من رسائل خاصة اذا ما تميزت بالقدرة على قولبة الفكرة بشكل رصين تتضمن الترتيب السليم للأفكار و الأحداث(rising) أو ما يعرف بالنسق و الإتساق و الترابط المنطقي( coherent).
و غير ذلك تلعب اللغة دورا محوريا في عملية خلق عملية الشقف و الامتاع فالقصة بجانب أنها تلعب دوراً أداتيا و وظيفيا (instrument) و ذلك من خلال حملها للأفكار في ثناياها, لكنها لطالما عرفت تاريخياً بقدرتها على خلق الامتاع و المؤانسة( pleasurment) و هذا بإكتناهها نظم التصوير و التمثيل و استخدامها للبلاغة و التلوين و الإثارة و التضخيم (عامل الخيال)( imagination).
و هذا ما يجعلها متميزة عن لغة العلم التي تمتاز بزكر الحقائق و الارقام فقط لا غير.
و نحن نزكر كل هذه المقدمة لنتفق أولاً على نموذج الرواية او أسلوب الرواية أو (أساليب الكتابة الروائية و الشروط التي يجب أن تتوفر لها ) حتى لا نخلط بين كتابة القصة والرواية و بين كتابة التقارير و البيانات السياسية، و بين يدينا نموذج (مبارك أردول) أو عمله (ساعي الريال المقدود) و التي تجلت فيها لاقدرة أردول الأدبية بشكل كبير.
فبجانب اللغة الركيكة كذلك هنالك لا إتساق يتمظهر في ترتيب الأحداث و خلق الجو( العام) و ( النفسي) لشخوص الرواية.
لذلك جاء الأسلوب و ترتيب الأحداث و النسق أشبه بنسقية و تركيبة البيانات السياسية فهي (مشحونة و متوترة و متوقعة النهاية).
فهو يبدأ بمشهد قيام (دكركوري) من نومه و سعيه للحاق بطابور الصباح و لكنه و لكي يتفادى عقوبة الأستاذ أو (الأفندي جاد الله).
عليه أن يتذكر أولاً جملة الرد على التحية و لأنه (دكركوري) لم يستطع إلى ذلك سبيلا كان مضطربا بعض الشيء و هذا ما جعل والده (اندوكان) يستشعر ذلك فحاول مساعدته و ذلك بالذهاب إلى جاره (نينونق) و الذي جعل منه (أردول) غبياً لا يتزكر حتى جملة (علكم سلام و رمة الله و بركته) كما يقولها هو محاولا توضيح أثر اللغة الأم (mother tank) على اللغة الدخيلة او المكتسبة( foreign language).
و لكن يتعذر ذلك أيضا أي (معرفة الجملة) ً و بعدها نعيش قمة التقريرية و كتابة البيانات السياسية في الشذرة التالية أو المشهد الذي الذي يذهب فيه (دكركوري) و والده (اندوكان) إلى قريبهم (كلتان) يريدون أن يعرفوا منه العبارة المنشودة.
و لكن دون سابق إنذار نجد أن أردول يجعل من (كلتان) شخصية متماهية مع عدوان المتسلط دون أن يطلعنا على الأسباب التي شكلت نفسية( كلتان) اتجاه عشيرته و هل هي أسباب مؤسسية (مدرسية، جامعية) أم هي أسباب اجتماعية تتعلق بنظرة مجتمع المدينة إلى اللغة المحلية (كعيب) و تخلف يجب التخلص منه؟؟
و لأن عنصر (الفجائية) يمثل اغتيالا لشخصية (الأفندي جاد الله) فنحن فجأة و بلا مقدمات موضوعية نجد أن الأستاذ قد ذم اللغة المحلية و وصفها بالتخلف و نحن لا ندري هل هو ضحية لنظام تعليمي (سستام)جعله يتماهى و يذوب في (بوتقة إنصهار)؟؟
إن كان كذلك فإن معاقبة الضحية هي إشكالية منطقية و أخلاقية وقع فيها (أردول) لأنه ترك (السستام) (الجاني) حرا طليقا بينما أعدم الضحية(الأفندي جاد الله) مرة أخرى بعد أن ماتت خنقا بيد الجاني.
و نحن إذا ادركنا أن (كلتان) قد غير إسمه إلى( سليمان) لأنه يرى في إسمه القديم عيباً و تخلفا كما أخبرنا (أردول) فما هو الإسم المحلي الذي كان يطلق على (الافندي جاد الله)؟؟
فقطعاً لم يخبرنا أردول بذلك و لم يوضح لنا هل كان (الأفندي) غريباً على تلك القبيلة؟؟؟ لذلك كان هذا هو إسمه الحقيقي.
أم كان من تلك العشيرة و رأى أن في إسمه عيبا فقام بتغيره؟؟
و بعد ذلك طفق يمارس القهر كما مورس عليه؟
و كذلك أيضاً اختلاف إسم الناظر (سعد الله) و هو إسم عربي بحسب معرفتنا يجعلنا نقف مع تناقض الأسماء المعطاه لشخوص الرواية و لا تناسبها مع (زمكانية) الشخصية.
و بذلك فنحن نصبح غير قادرين على تصور الصراع (the conflict) فهل هو صراع بين القديم والجديد؟
و كيف يمكننا التفريق بين السابق و اللاحق و بين الأصالة والمعاصرة و التجديد؟
فإذا كان التسلسل طبيعي و مستصحبا فيه عملية الترابط المنطقي؟
فإن المنطقي أن يكون إسم الناظر محلياً أي (باللغة المحلية) لأنه ضارب في القدم و الأصالة.
إما غير ذلك فإننا لايمكن ان نحاكم الأستاذ او (الأفندي جاد الله) لأنه يبدو ان التعريب قد تم قبل مجيئه و الشاهد على ذلك هنا هو إسم الناظر (سعد الله).
اللهم إلا إذا كان الناظر اصغر عمرا من (كلتان) و( موندانق) و ( دكركوري) و (اجرشي) و باقي التلاميذ الذين يسمون بأسماء ذات طابع محلي.
و بالتالي فإن الملاحظ هو أن عملية محاربة ظاهرة التعريب القسري مورست بأدوات التعريب و أفضت كذلك إلى تعريب و هذا وضح جلياً في خطاب والدة (دكركوري) و التي قالت في إحدى مقولاتها إننا كنا نغني( بالرطانة) لاحظ مصطلح (رطانة) و التي تعني بحسب ناطقي اللغة العربية (العجمى)و الصحيح إنها تعني (كلام الطير) بحسب إبن منظور في (لسان العرب).
و قد أخذت هذه الكلمة بعداً اجتماعياً ذو طابع استحقاري منذ أمد بعيد و هذا ما يريد أردول محاربته كما قال.
فهو (أردول) كان يجب أن يقول بلسانها إننا كنا نغني فقط لأن اللغة هي واحدة.
أما مصطلح (رطانة) فهي فقط تقال بلسان غير الناطقين باللغة أو الذين تمت إعادة إنتاجهم داخل حقل الثقافة المسيطرة و والدة (دكركوري) ليست واحدة منهم بكل تأكيد.
و لكن العزاء الوحيد الذي يجعل أول أعمال أردول الأدبية بهكذا شكل و أسلوب فهي مسألة امتطاءه (نعامة) ليلحق (بقطار) أبكر آدم إسماعيل.
متوكل دقاش
[email][email protected][/email]
يا متوكل ..
ده كلام شنو ده!!
أكتب يا أخي بلغة بسيطة وخلينا من مفردات مثل “التكرزم” .. “التمظهر” ألخ ألخ .. التي لا تضيف شيء للفكرة البسيطة التي تريد توصيلها بخلاف التعقيد و “التصعيب” على رأيك!!
ثم لا أدري لماذا تضيف الكلمات الإنجليزية لبعض الجمل والعبارات دون مسوغ!! ربما لا ترى أن ذلك يوقعك في الخطأ وبالتالي يقلل من القيمة البيانية لما تكتب .. ناهيك عن إرباك القارئ بين المعاني التي تريد أن تعبر عنها!!
يا متوكل ..
ده كلام شنو ده!!
أكتب يا أخي بلغة بسيطة وخلينا من مفردات مثل “التكرزم” .. “التمظهر” ألخ ألخ .. التي لا تضيف شيء للفكرة البسيطة التي تريد توصيلها بخلاف التعقيد و “التصعيب” على رأيك!!
ثم لا أدري لماذا تضيف الكلمات الإنجليزية لبعض الجمل والعبارات دون مسوغ!! ربما لا ترى أن ذلك يوقعك في الخطأ وبالتالي يقلل من القيمة البيانية لما تكتب .. ناهيك عن إرباك القارئ بين المعاني التي تريد أن تعبر عنها!!