انفصال ويي أم ووب علي؟

اعتاد أهلنا في الجنوب للتعبير عن فرحتهم وتأييدهم لأيما شئ يعتقدون أنه مفرح وسعيد ، على ترديد عبارة « ويي » ، وبالمقابل فان نساء الشمال اذا استبشعن شيئا فانهن يصرخن بعبارة « ووب علي » ..مرت علينا قبل يومين الذكرى الأليمة السادسة لانفصال الجنوب واستقلاله بدولته، ومعها عدنا إلى تذكر تلك المقولة الحكيمة لعلها لبرنارد شو ولا أجزم، وهي تقول «من شجرة واحدة يمكننا أن نصنع الملايين من أعواد الثقاب، ولكن بعود ثقاب واحد فقط يمكن أن نحرق ملايين الأشجار». هذه المقولة تكاد تنطبق تماماً الآن علينا في السودانيْن «السودان وجنوب السودان»، فبضعة أعواد ثقاب هي ما يشعل النار اليوم، وهي نار إن لم تفعل في بلدينا ما تفعله النيران في الهشيم، فإنها بلا شك ستبعث روح الحرب من جديد، وهذه المرة بين بلدين، ولهذا لم تعد القضية الآن ? للأسف الشديد ? هي قضية الوحدة أو الانفصال، ولم يعد للجدل حولها أية نتيجة، اللهم إلا إذا حدثت معجزة في زمن تعز فيه المعجزات. القضية الآن انزلقت للحسرة إلى درك المفاضلة بين السلام أو الحرب، بين أن تكون العلاقة عدائية أو سلمية، سلسة أو خشنة، وبين أن تكون الدولتان اللتان كانتا رتقاً فانفتقتا، جارتين حميمتين أم عدوتين لدودتين، يجمعهما عبق الذكريات أم يندق بينهما عطر منشم، والسؤال المحرج الآن للجانبين هو ماذا جنيتما من «تركة» الانفصال أو قل الاستقلال سوى ثماره المرة متمثلة في الحرب والموت والفقر والقهر.
عادت ذكرى الانفصال وعدنا إلى ما كنا نتمنى أن يكون عليه الحال سواء بقي الوطن واحداً من نمولي إلى حلفا أو انشطر إلى نصفين، الأهم في كلا الحالين أن يدوم السلام ويسود الاستقرار، وتشيع روح الإخوة والتعايش، هكذا كان يجمع كل الناس ومن كل الأطياف إلا من البعض الذين لم يكن يعجبهم حتى أن يتم الانفصال بسلاسة وسلام أو تنشأ بين الدولتين علائق من الود والاحترام والتعاون، بل أرادوه انفصالاً عدائياً متوتراً، يشيعون معه إخوة الأمس من الطرفين باللعنات والطعنات والمطاعنة وكأنما يريدون أن يشيعوا حالة من الاضطراب السياسي والانفلات الأمني والغضب المتبادل، لم ولن تسعفهم نظرتهم القاصرة لإدراك مغبة مثل هذه الأماني التي ستصيب عاقبتها الجميع وهم أول من تصيب على طريقة شمسون الجبار «عليّ وعلى أعدائي»، فإذا سادت التوترات والاضطرابات الأمنية وتفشت أسباب الكراهية، فإنما يوفرون بذلك أجواء مثالية للتدخلات الخارجية من دول الجوار، بل قبل ذلك من قِبل القوات الدولية التي تجد الذريعة مبذولة لها في الشوارع لتتدخل تحت ستار حماية المدنيين، ولكم في دارفور عبرة لو تعتبرون.
لقد كان السلام والاستقرار هما الغاية التي يسعى لها العقلاء غض النظر عن نتيجة الاستفتاء، أن تمضي الأمور بسلام وتنتهي إلى سلام، سواء أكانت المحصلة النهائية لتقرير المصير وحدة أو انفصالا، الأهم دائماً يبقى هو السلام والاستقرار وذلك ما يجب أن يكون هو الشاغل الأول لكلا الطرفين الآن قبل أي وقت مضى.
الصحافة
سؤال لمن يملك الاجابة:
هل الصحيح ان نقول :
…الغاية التي يسعى لها العقلاء (غض النظر) عن نتيجة الاستفتاء، كما ورد في المقال
ام نقول( …. بغض النظر عن …)
سؤال لمن يملك الاجابة:
هل الصحيح ان نقول :
…الغاية التي يسعى لها العقلاء (غض النظر) عن نتيجة الاستفتاء، كما ورد في المقال
ام نقول( …. بغض النظر عن …)