عاميتنا المتتوركة والمتأنجلزة

لا بأس في نقل بعض الأمور عن الثقافات الأخرى، وما من لغة قوم، إلا وتأثرت باللغات «الحية»، في مناطق جوارها، وما من شعب خضع لحكم أجنبي، إلا واستعار من قاموس الأجنبي بعض المفردات، وهكذا استلفنا من الاتراك كوبري ودغري ودندرمه وبرنجي «قبل ان ترتبط هذه الكلمة بالنيكوتين كانت تستخدم في المدارس فيقال فلان الفلاني طلع البرنجي، أي الأول على فصله أو دفعته»، وعندك أجزخانة وأورنيك وأفندي وأوضة وباشكاتب وأراجوز وبالطو.
وحتى عهد قريب كانت تقسيمات ورتب الجيش السوداني في معظمها تركية: أورطة «فرقة من الجنود» وأمباشي ويوزباشي وقائمقام وأميرألاي، وفي الشرطة حكمدار، وحتى التشكيلات العسكرية كانت تحمل أرقاما تركية: برنجي وكنجي بُلُك، بل وحتى رتبة بلك أمين التي كانت مستخدمة في القوات المسلحة تركية، وشارع القيادة العامة مسجل في مستندات ولاية الخرطوم باسم شارع الطابية، وهي كلمة تركية تعني «الحامية/ المتراس»، وحتى الثورة المهدية المناهضة للحكم التركي، استخدمت كلمة الطابية للاستحكامات الدفاعية التي ما تزال قائمة قبالة مبنى التلفزيون السوداني «أنا الطابية المقابلة النيل.. أنا ام درمان انا السودان»، وما زال العسكريون عندنا يحورون كلمات إنجليزية حتى صارت جزءا من القاموس، فيسمون القنبلة اليدوية قرنيت وأصلها قرينيدgrenade.
ثم أخذنا من الإنجليزية اسبتالية «هوسبيتال» وبوستة «بوست»، وفيزا، ثم أخضعنا المفردات الإنجليزية لقواعد الإعراب العربية فصارت الممرضة «نيرسة» واصلها نيرس وتطلق على الممرضين والممرضات، وطالبة السنة الأولى في الجامعة صارت برلومة، وأصل الكلمة بريليم اختصارا لكلمة برليميناريpreliminary» التي تعني أوَّلِي/ تمهيدي، و»يا مان» حلت محل يا أخونا ويا ابن العم، وهناك سرير سِنْقِل لشخص واحد وآخر دَبُل يتسع ? لو تطايبت النفوس ? لأكثر من شخصين، وفي الموسيقى جعلنا ترامبيت الإنجليزية trumpet طرمبة، والبنقوز هي جمع الكلمة الإنجليزية التي تعني طبلة «بونقوbongo»، ولا نقول طبول لكوكتيل آلات الإيقاع التي يضرب عليها عازف واحد بل نقول «درامز drums»
ومن المفردات الإفرنجية التي صارت جزءا من قاموس العامية السودانية، مع بعض او الكثير من التحوير: ورنيش، وفي السيارات شاسي ولديتر وكاربوريتر وجربوكس «التعشيقة» ومكرفون واستاد وبلوزة «لاحظ أننا قمنا بتأنيث كلمة «بلاوز» الإنجليزية» واسكيرت «مثل كل الناطقين بالعربية فإننا نبدأ أي كلمة إنجليزية تبدأ بحرف إس S بهمزة مكسورة، لأن اللسان العربي لا يجيز البدء بالسكون، فنقول إسكول لمدرسة وإستاند أب» ل»قف»، تماما ننطق تشارلس بكسر اللام وجيمس بكسر الميم، لأن العربية لا تجيز التقاء الساكنين، والنطق الصحيح للاسمين، بتسكين ذينك الحرفين والحرف الذي يلي كلا منهما».
وتفاقمت حالة مركب النقص عندنا فصار مكياج البنات عندنا يبدأ بالفاونديشن وليس «الأساس»، وصرنا لا نطلق كلمة جدادة إلا على الدجاجة الحية، ولكنها وبعد الطبخ تصبح فراخ، وتفلفلت الطعمية، وصار هناك من يعدك ب»دق» التلفون، وأنت لا تعرف أي ذنب جناه التلفون حتى يتعرض للدق، وبقي ان نقول لبعضنا البعض امشي سيدا بدلا من أمشي طوالي، وأن تصبح الصينية في شوارعنا دوّار، مع أنها ثابتة ولا تدور، وكانت الكلمة السائدة لدورة المياه هي الأدبخانة، وهي تركية تعني «بيت الأدب» ثم صارت الكلمة «بلدية»، وجعلناها دبليو سي وهي تعني بالتحديد دورة مياه لأنها اختصار لـ water closet
ومن المفهوم أن تبقى معظم مصطلحات الكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات إنجليزية، فنقول ديليت بدلا من اشطب/ يشطب، ونستخدم كلمة حظر بديلا ل»بلوك block» في حين ان بلوك لا تعني الحظر وحده بل أيضا منع التواصل كليا، ومثل غيرنا قمنا بتصريف مصطلحات الكمبيوتر الإنجليزية عربيا وصرنا نتكلم عن الفرمتةformatting وبلغ بنا الشطط أن صار بعضنا يتكلم عن الستببةset up، والفسبكة والوتسبة، وهما نشاطان يخففان من وطأة الدبرسةdepressionوالتنشنة / الشد العصبي tension
الصحافة
نسيت ال (الايريا )و(الشيرنغ) و(الكنتين)
بصراحة اليوم (ما عندك سالفة) كما يقول أخواننا السعوديون فليس هناك جديد في ما اوردت
الغريب هو زعمك ان اللغة العربية (لا تجيز التقاء الساكنين)
تأمل الأسماء التالية
وقت علم نهر ظرف جهد الخ … تجد الحرفين الثاني و الثالث في نفس الكلمة ساكنين
أماعدم التقاء الساكنين فالمقصود به بين كلمتين منفصلتين فلا بد من تحريك اخر الكلمة الأولى لتلتقي ببداية الكلمة التي تليها حتى يستقيم النطق و هذا من البداهة بمكان
لا تتفلسفوا علينا من فضلكم
ربما يكمن السبب في أن العامية السودانية (أو بعضها) اصبح عسيراً على فهمنا. بالأمس القريب وصلتني رسالة فيها هذا الحوار القصير:
الأول: تاكيو متاكا
الثاني: تاكيتو ماتاكا
وحسب المرسل فهذه ليست محادثة بالياباني ، بل هي سوددنية 100%. فالأول يقول (وربما يتحدث عن الباب) : أسنده أو اغلقه جزئياً. فيرد الثاني (حاولت فأبى أن يستجيب).
أليس من حق بعضنا أن يستجير بما يمكن فهمه؟
حتى الانجليز اولاد المصارين البيض يستعملون الكثير من الكلمات العربية ، مثل الفواكه والخضار و غيرها من الاشياء التي تعرفوا عليها في الشرق الاوسط ولايجدون حرجا في ذلك .وحتى الاشياء التي أتت من العالم الجديد لم يغيروا اسمائها يا ابو الجعافر
العرب كانت تقول اعطني بنان موز الانجليز اخذول كلمة بنان وقامو باضافة الف عليها ، البرتقال في اللغة العربية اسمه نارنج وحرفه الانجليز واسموه اورنج ، كما ان كلمة برتقال تطلق على نفس الفاكهة في الكثير من اللغات الاوروبية لأن البرتغاليين هم احضر هذه الفاكهة من الشرق الاوسط والهند ،
وكلمة بيف الانجليزيةاخذت من كلمة بقر
ووكلمة كوفي من قهوة وحرفت
وكلمة شوقر هي السكر
وليمون هو ليمون
جوافة هي جوافة
والقائمة تطول
يا ابو الجعافر
نسيت ال (الايريا )و(الشيرنغ) و(الكنتين)
بصراحة اليوم (ما عندك سالفة) كما يقول أخواننا السعوديون فليس هناك جديد في ما اوردت
الغريب هو زعمك ان اللغة العربية (لا تجيز التقاء الساكنين)
تأمل الأسماء التالية
وقت علم نهر ظرف جهد الخ … تجد الحرفين الثاني و الثالث في نفس الكلمة ساكنين
أماعدم التقاء الساكنين فالمقصود به بين كلمتين منفصلتين فلا بد من تحريك اخر الكلمة الأولى لتلتقي ببداية الكلمة التي تليها حتى يستقيم النطق و هذا من البداهة بمكان
لا تتفلسفوا علينا من فضلكم
ربما يكمن السبب في أن العامية السودانية (أو بعضها) اصبح عسيراً على فهمنا. بالأمس القريب وصلتني رسالة فيها هذا الحوار القصير:
الأول: تاكيو متاكا
الثاني: تاكيتو ماتاكا
وحسب المرسل فهذه ليست محادثة بالياباني ، بل هي سوددنية 100%. فالأول يقول (وربما يتحدث عن الباب) : أسنده أو اغلقه جزئياً. فيرد الثاني (حاولت فأبى أن يستجيب).
أليس من حق بعضنا أن يستجير بما يمكن فهمه؟
حتى الانجليز اولاد المصارين البيض يستعملون الكثير من الكلمات العربية ، مثل الفواكه والخضار و غيرها من الاشياء التي تعرفوا عليها في الشرق الاوسط ولايجدون حرجا في ذلك .وحتى الاشياء التي أتت من العالم الجديد لم يغيروا اسمائها يا ابو الجعافر
العرب كانت تقول اعطني بنان موز الانجليز اخذول كلمة بنان وقامو باضافة الف عليها ، البرتقال في اللغة العربية اسمه نارنج وحرفه الانجليز واسموه اورنج ، كما ان كلمة برتقال تطلق على نفس الفاكهة في الكثير من اللغات الاوروبية لأن البرتغاليين هم احضر هذه الفاكهة من الشرق الاوسط والهند ،
وكلمة بيف الانجليزيةاخذت من كلمة بقر
ووكلمة كوفي من قهوة وحرفت
وكلمة شوقر هي السكر
وليمون هو ليمون
جوافة هي جوافة
والقائمة تطول
يا ابو الجعافر