ينكرون على سيلفاكير.. "خياراته"!!

عندما "بقّ" رئيس حكومة اقليم الجنوب وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان, وخصوصاً النائب الاول لرئيس الجمهورية سيلفاكير ميارديت "البحصة", وقال في كلمات واضحة ولغة غير ملتبسة, أنه "شخصياً" سيصوّت لصالح الانفصال لأن السنوات الخمس التي انقضت لم "تجذبه" لخيار الوحدة.. قامت قيامة معظم قادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم (الشمالي كما ينبغي التذكير), وراحوا يتهمون الرجل بأنه انفصالي وأنه يعرض مصالح الجنوبيين (…) للخطر, وأنه بذلك يتنكر لاتفاقية نيفاشا التي نصّت على قيام الطرفين أو شريكي الحكم لاحقاً, بكل ما يجعل خيار الوحدة جاذباً ومُنِحَت السنوات الست اللاحقة (2005 – 2011) كفرصة لترجمة ذلك..
المسارات (منذ نيفاشا) كانت أكثر من واضحة, والوقائع على الارض بل والعلاقات بين شريكي الحكم, أوصلت الامور الى نقطة اللاعودة, وما يجري الان من "معارك" اعلامية وتهديدات مبطنة أو معلنة, مثل حرمان الجنوبيين في الشمال من الجنسية, اذا ما صوّتوا للانفصال, والعكس ايضاً في حال صوّت الشماليون للوحدة, ناهيك عن التداعيات والاحتمالات المفتوحة للصراع على بترول "ابيي" وما يتصل بها من تهديدات قبلية بإعلان الحرب, إذا ما حرمت قبيلة المسيرة العربية من المشاركة في الاستفتاء, ليست سوى محاولات لتحسين شروط التفاوض والحصول على مكاسب اكبر أو عرقلة الحلول والابقاء على التوتر, بهدف بناء تحالفات واصطفافات ومعادلات جديدة اقليمية ودولية, لأن الخريطة الراهنة غير مرشحة للبقاء والاستمرار, بعد أن ظهرت مؤشرات على تغيير في مواقف دول اقليمية مهمة (مصر مثلاً) تجاه مسألة الانفصال, حيث لم تعد تطرح على نفسها هل ينفصل الجنوب, بل متى توضع نتائج استفتاء التاسع من كانون الثاني 2011 موضع التنفيذ؟ وخصوصاً أن استطلاعات الرأي كما مواقف غالبية زعامات الجنوب, وفي مقدمتها الحزب الاقوى (سياسياً وعسكرياً), والمقصود هنا الحركة الشعبية لتحرير السودان, تؤكد أن خيار الانفصال (اقرأ حق تقرير المصير) سيحظى بأغلبية ساحقة ربما تتجاوز الـ 70% بكثير..
لا داعي للعواطف والشحن واللعب على مفردات انشائية فارغة, لا قيمة لها ولا اصداء على أرض الواقع, بعد كل الخطايا والارتكابات, التي حفلت بها مسيرة عقود طويلة من تهميش الجنوب واهماله, بل وتحويله الى حقل رماية بالذخيرة الحية, تحت ذريعة محاربة "التمردات" التي قام بها اهل الجنوب, وبرز في الصفوف الاولى جون قرنق الرجل الذي لم يكن في بدايات تأسيس الحركة الشعبية (وربما عند التوقيع على اتفاقية نيفاشا) انفصالياً, بل كان "وحدوياً" على طريقته, رفضاً لهيمنة الشمال واستعداداً للتحالف مع قوى واحزاب وحركات سودانية, تكتب فصلاً جديداً من "كتاب السودان" الذي هيمن عليه العسكر فترة طويلة منذ العام 1956, ثم جاءت ثورة الانقاذ لتأخذ البلاد الى مكان آخر, أكثر خطورة في النظرة الى الجنوب, الذي خضع هذه المرة لرؤى وأحلام "مفتي" الثورة ومنظّرها حسن الترابي, على نحو فاق في هلوساته تلك الافكار المريضة التي استبدت بالديكتاتور الراحل جعفر النميري, الذي اراد "اسلمة" الجنوب و"كسب" الاجر عند رب العباد, عندما ظن أن تطبيق الشريعة الاسلامية هو الطريق لإخماد الثورة المسلحة أو احتجاجات اهل الجنوب, أو مطالبتهم باحترام حقوق الانسان والمساواة وتكافؤ الفرص, والحق في الاستفادة من ثروات البلاد التي تأتي معظمها (النفط مثلاً) من الجنوب..
الاسم الذي اطلقه جون قرنق على حركته, كان اسماً وحدوياً (الحركة الشعبية لتحرير السودان) ولم يدر في خلده, أن الامور ستصل الى الحد الذي وصلته بعد ثورة الانقاذ, حتى غدا الانفصال خياراً, لم يتردد المتطرفون في حركته وعلى رأسهم سيلفاكير ميارديت من الجهر به, وإن كان الرجل (قرنق) كان ما يزال مسيطراً على الاوضاع, كابحاً جماح التيار الانفصالي الذي وجد فرصته بعد غياب "الزعيم" في حادث مروحية الرئيس الاوغندي موسيفيني, وهو حادث القى بظلال كثيفة من الشك حول التوقيت والمعطيات..
خلاصة القول, أن ما يحدث الان وما هو مرتقب حدوثه وخصوصاً لجهة القوة (السياسية والدبلوماسية والميدانية), التي بات عليها انصار الانفصال, لم تكن وليدة رغبة اهالي الجنوب بالانفكاك عن تاريخ طويل ومشترك مع اشقائهم (اقرأ جيرانهم) في الشمال, بقدر ما عززتها تلك الارتكابات والممارسات الخاطئة (حتى لا نقول وصفاً آخر) التي قامت بها الحكومات المتعاقبة في الخرطوم, وبخاصة منذ انقلاب 30 حزيران 1989, والذي يبدي رموزه دهشة واستنكاراً (…) من تصريحات سيلفاكير ميارديت, في محاولة منهم لنسيان ما كان الرجل قاله, على نحو أوضح قبل نحو من سنتين مخاطباً الجمهور نفسه, الذي خاطبه اول من أمس "اذا اردتم أن لا تكونوا مواطنين من الدرجة الثانية.. صوّتوا للانفصال"..
الأمور أكثر من واضحة, ويبقى أن يعترف الذين اوصلوا السودان الى هذا المربع الأخطر في تاريخه, بأخطائهم ومسؤولياتهم وأن يعتذروا من الشعب السوداني (كله), وبأكثر مما هو ابداء لفعل الندم..
… فهل يفعلون؟
محمد خروب
الرأي
الحقيقه الوحيده في هذا المقال انو جون قرنق كان وحدوياً لذا تم تصفيته لأنه (عارض) واقف في طريق الأنفصال لذا قام الانفصاليون بتصفيته بمساعدة من لهم أهداف (خاصه) كانو منتظرين بشوق هذا الأنفصال.
لم تقم القيامة هذه اتفاقية لها شروط وقوانين تحكمها ولها خطوط حمراء فعمك سلفا تجاوز هذه الخطوط وسار يسبح عكس التيار وليس فيكم رجل رشيد ينصره الظاهر كلكم خروب يا ساتر راجع يا روح امك وانت تحمل اسم اعظم الانبياء نفسك والاتفاقية وتعال قول زى ما عايز ما فى زول حايشك .
الكاتب يكتب ويبد انه لايفقه اتفاقيه السلام ولم يقراها فالاتفاقيه تنص على ان يعمل الشريكان على دعم الوحده الى اخر لحظه ولكن سلفا مافتئ ينقض الاتفاقيه وياتى جاهل مثلك ليايده
الاخ ود شندي :يعمل الشريكان علي دعم الوحدة علي (اسس نيفاشا) ايّ التحول الديموقراطي واطلاق الحريات وهو ما لم يحدث ….
يا ناس ما تقرو وينوا الثقافة العاملين لينا ضجة الاتفاقية واضح والاتفاقية وقعها د/ جون بنفسها وحق التقرير مضمون عملتوا شنوا في الاتفاقية الناس اتفقوا علي الوحدة الجازبة ويتوا الوحدة الجازبة وهي قول في مكبرات الصوت بدون تنفيذ في برتكول قسم السلطة والثروة لوا كان تم تطبيقها كان الوحدة حققت لكن العكس نسبة الجنوب 50% من البترول وفي نهائية اتضح البيتم تسليمها الي الجنوب 26% افضل الانفصال من الحرامية البيسرقوا الدولة لاغراضهم الخاصة وقالوا بنقسم الوزارات السيادية وما اتنفذ براكم ضعيتوا الوحده واي وحدة علي حساب الجنوب لانقبل كفاية من 1956 حتي لايوجد خدمات من الحكومة المركزية والمقولة واطنين درجة اولي قالها د/ جون وليس سلفا للمعلومية في خطاب رومبيك بعد الاتفاقية