دولة جنوب السودان والبحث عن مخرج من المستنقع

شهد هذا الأسبوع، الذكرى السادسة لاستقلال جنوب السودان، بعد أن صوت الجنوبيون بأغلبية تقارب الإجماع على الانفصال عن جمهورية السودان، وتأسيس دولتهم الخاصة، فكان لهم ما أرادوا، لكن جوبا لم تجد سبباً لكي تحتفل بهذه المناسبة رغم أهميتها، لأن دولة الجنوب الوليدة يحيط بها من المشاكل ما يوشك أن يؤدي إلى انهيارها أو فرض وصاية دولية عليها، بعد أن فشلت كل المساعي الإقليمية والدولية في وضع حد لحربها الأهلية، أو إقناع أطراف الصراع بتنفيذ اتفاقية السلام التي وقعوا عليها قبل أكثر من عام. وقد أعلنت جوبا أن الظروف التي تحيط بالجمهورية الوليدة لا تسمح بالاحتفال بهذه المناسبة.
واقتصرت ذكرى الاستقلال على خطاب وجهه الفريق سلفاكير رئيس الجمهورية للأمة في هذه المناسبة، مؤكداً أن الانفصال عن جمهورية السودان كان هو مطلب شعب الجنوب، وأن الجنوبيين ليسوا نادمين على أنهم اختاروا الانفصال خلال ذلك الاستفتاء، وأنهم لو طلبوا منهم أن يصوتوا في استفتاء يجري اليوم لصوتوا ثانية للانفصال وقيام دولتهم.
والفريق سلفاكير يعلم تماماً أن قرارهم ذلك قد لقى القبول من الدولة الأم (السودان) ومن المجتمع الإقليمي ومن المجتمع الدولي، وأن الدولة الوليدة وجدت تعاطفاً غير مسبوق من دول كبرى في مقدمتها الولايات المتحدة، ووجدت دعماً اقتصادياً ومادياً وسياسياً عبر دول محددة من دول أوروبية وأميركية، بل وبالغ البعض ونظر إليها كدولة مرشحة لأن تقدم نموذجاً يحتذى في قلب القارة الإفريقية، ولكن النخب الجنوبية المتصارعة والتي عادت واستعادت النعرات القبلية لكي تدعم موقفها، نجحت في إجهاض مشروع دولة جنوب السودان قبل أن يكمل عامه الثالث، وأدخلت البلاد في دوامة الحرب الأهلية ومارست شتى أصناف العنف والدمار والقتل على الهوية، وبددت ثرواتها الطبيعية، ولم يسلم من الأذى النفط الذي هو شريان حياتها، ولذلك باتت تواجه اليوم وضعاً اقتصادياً مزرياً، وهي لا تستطيع سداد رواتب موظفيها، بل والأخطر من ذلك أنها لا تستطيع أن تدفع رواتب الجنود الذين قد يتمردوا عليها في أية لحظة- وعانى أهلها من مجاعة لم ينقذهم من براثنها إلا الغوث الإنساني، وأدت إلى لجوء الملايين لدول الجوار، هرباً من ذلك الواقع المأزوم .
كل هذا التردي لم ينجح في أن يستثير حمية النخب الجنوبية السياسية فلم يتوقف نهب موارد الدولة عبر الفساد، ولم يستشعر القادة مسؤوليتهم الوطنية في ضرورة الخروج من هذا المستنقع بمشروع جديد يعيد للبلاد الأمن والاستقرار، ومازالت المساعي الإقليمية مقتصرة على تحقيق هذا الغرض.
إننا نعرف أننا في السودان، الذي بقي بعد الانفصال، نعاني أيضاً من أزمات لم نحلها بعد، ولكن أزمة الجنوب الحالية فاقت كل ما تعرض له الجنوبيون عندما كانوا جزءاً من السودان، وهذا هو سبب خيبة الأمل التي أصابت الكثيرين منهم، ورغم ذلك فإن أحداً لم يطالبهم بالتخلي عن استقلالهم ولا التنكر لقرار الانفصال الذي اتخذوه قبل ستة أعوام، وكل الذي نطالبهم به أن يعيدوا دولة الاستقلال على أسس جديدة تخرج بهم من هذا المستنقع!;
العرب
وقسما لو قريتنا اعطيت حق الوحدة او الانفصال لانفصلنا فبالله ايه دولة تفاوض مواطنيها على مصيرهم وحدة او انفصال…؟
لو كان الامر كذلك لانفصل الاكراد من العراق وانفصل الاكراد من ايران وانفصل الاكراد من تركيا وانفصل الاكراد من سوريا. وانفصل اقليم الباسك من اسبانيا وانفصلت ايرلندا من بريطانيا وانفصلت المصحراء المغربية من المغرب وانفصلت المنطقة الشرقية من السعودية. كل هذه الدول فيها مشاكل مشابهة لمشكلة جنوب السودان ولكن لم يتجرأ رئيس او ملك بالتفاوض حول وحدة البلد مهما كانت الضغوط ومهما كانت الاغراءات إلا اسد افريقيا ود ابزهانة التمساح العشاري عمر البشير وهاهو الفشل في الجنوب وفي الشمال ولا احد يفتح بؤه…!!
عندما يسند الأمر إلى غير أهله فستكون هناك دولة قاشلة، فى الجنوب أسند الأمر إلى غير أهله وهو سلفا كير وهو غير أهل لقيادة دولة.
وفى السودان الشمالي أسند الأمر إلى غير أهله وهو البشير وهو كذلك غير مؤهل لقيادة دولة.
والنتيجة دولتان فاشلتان.
الجنوبين أنفصلو بكرامتهم ولاكن الدكتاتور سلفاطير خيب ظن الالف من المواطنين وتحول كل المشاريع التنموية الى مصلحة الحرب بين الدينكا والنوير بما ، ان اصل الحكاية عبارة عن الصراع حول السلطة وليس حرباً اهلية كما يصفه بعض الحاقدين ـ نأمل ان يعم السلام كل ارجاع دولة جنوب السودان الشقيقة والسودان ايضا
الأستاذ محجوب محمد صالح .. تحياتي .. كنت أتمنى – وأنت الصحفي المرموق ذو التاريخ – أن تذكر في مقالك شيء قليل عن دور جمهورية السودان في مآسي دولة الجنوب ..
هذا النهج الذي يقوم على الإصرار على الإنكار صراحة أو ضمناً وذكر نصف الأحداث والسكوت عن نصفها الآخر هو الذي يمزق السودان أرضاً وشعباً وهوية .. وهو القيد الذي يكبح البلد من التقدم .. وهذا النهج لا يدلل على نجابة أو ذكاء أو فهلوة .. وإنما يدل على ضيق الأفق وقلة الحيلة تجاه ما يستحقه الوطن .. وحاشاك أن يلتصق بك هذا ..
ينبغي على أمثالك قول الحقيقة كاملة وواضحة .. نعم كاملة وواضحة ..
وقسما لو قريتنا اعطيت حق الوحدة او الانفصال لانفصلنا فبالله ايه دولة تفاوض مواطنيها على مصيرهم وحدة او انفصال…؟
لو كان الامر كذلك لانفصل الاكراد من العراق وانفصل الاكراد من ايران وانفصل الاكراد من تركيا وانفصل الاكراد من سوريا. وانفصل اقليم الباسك من اسبانيا وانفصلت ايرلندا من بريطانيا وانفصلت المصحراء المغربية من المغرب وانفصلت المنطقة الشرقية من السعودية. كل هذه الدول فيها مشاكل مشابهة لمشكلة جنوب السودان ولكن لم يتجرأ رئيس او ملك بالتفاوض حول وحدة البلد مهما كانت الضغوط ومهما كانت الاغراءات إلا اسد افريقيا ود ابزهانة التمساح العشاري عمر البشير وهاهو الفشل في الجنوب وفي الشمال ولا احد يفتح بؤه…!!
عندما يسند الأمر إلى غير أهله فستكون هناك دولة قاشلة، فى الجنوب أسند الأمر إلى غير أهله وهو سلفا كير وهو غير أهل لقيادة دولة.
وفى السودان الشمالي أسند الأمر إلى غير أهله وهو البشير وهو كذلك غير مؤهل لقيادة دولة.
والنتيجة دولتان فاشلتان.
الجنوبين أنفصلو بكرامتهم ولاكن الدكتاتور سلفاطير خيب ظن الالف من المواطنين وتحول كل المشاريع التنموية الى مصلحة الحرب بين الدينكا والنوير بما ، ان اصل الحكاية عبارة عن الصراع حول السلطة وليس حرباً اهلية كما يصفه بعض الحاقدين ـ نأمل ان يعم السلام كل ارجاع دولة جنوب السودان الشقيقة والسودان ايضا
الأستاذ محجوب محمد صالح .. تحياتي .. كنت أتمنى – وأنت الصحفي المرموق ذو التاريخ – أن تذكر في مقالك شيء قليل عن دور جمهورية السودان في مآسي دولة الجنوب ..
هذا النهج الذي يقوم على الإصرار على الإنكار صراحة أو ضمناً وذكر نصف الأحداث والسكوت عن نصفها الآخر هو الذي يمزق السودان أرضاً وشعباً وهوية .. وهو القيد الذي يكبح البلد من التقدم .. وهذا النهج لا يدلل على نجابة أو ذكاء أو فهلوة .. وإنما يدل على ضيق الأفق وقلة الحيلة تجاه ما يستحقه الوطن .. وحاشاك أن يلتصق بك هذا ..
ينبغي على أمثالك قول الحقيقة كاملة وواضحة .. نعم كاملة وواضحة ..