أديبة !! مثلك لا يسكن قبرا ؛؛

أديبة : مثلك لا يسكن قبرا !!
وعنوان المقال مقتبس مما قاله شاعرنا الراحل محمد مفتاح الفيتوري (مثلي أنا لا يسكن قبرا ،،
لا تحفروا لي قبرا
سأرقد في كل شبر من الأرض
وصدق اذ قال ما قاله فقد كانت أشعاره وصداها في كل شبر من الأرض رغم أن من على الأرض جردوه حتى من جواز سفره وسحبوا جنسيته .. إلا أن رسالته وحب الناس له قد أوصله ما أرادوا سلبه إياه .. وها هي أديبة بصورتها المحبوبة والهادئة وحجم ما حدث لها من مأساة .. ها هي تدخل كل بيت سوداني على مد الأفق ،، صورتها التي كادت أن تهز عروش مهترئة لم تعرف المصداقية يوما .. صورتها التي جعلت العتمة ضياء ..مأساتها تشبه مآسي بلد مختطف .. والدها شريف وناظر وكابر .. ولكنها أقدار الله ومشيئته والتي جعلت مأساة لو حدثت في بلاد أخرى لنسفت عروش .. أقدار الله جعلت عزاء أهلها الصابرين في مواساة العامة لهم وأقدار الله جعلت ولاة الأمر يختزلون الفجيعة في مؤتمرات غلب عليها الجبن والخوف فقد تعودوا وعودونا على مؤتمرات نخرج منها بألم وقهر يحضرها صحفيون مهادنون يحورون الفجيعة ويميلون بكتاباتهم الى حيث الحاكم يميل كلها تزلف وهشاشة ينكصون بعهد ووعد قطعوه بشرف المهنة ويوجهون الأمور لمسارات يريدها المسؤول ونراها تتناقض حتى مع فطرتنا البشرية .. حتى الصياغة لم يفلحوا في نسجها وخرجت تسيل كذبا وبهتانا من وكاءها الذي لم يحسنوا إغلاقه ..

وما دامت الشرطة وجهازها لم تصل للفاعل فلماذا البهرجة والمسرحية الهزلية التي أسموها مؤتمرا والذي يصفق فيه كومبارس الإعلاميين الغير نزيهين في كل مرة وهو في حقيقتهم لا يخدمون سوى أجهزة الأمن بالدولة ولا تهمهم سلامة وأمن المواطن .. الذين خرجوا منتشين بفرحة الختام لم يعرفوا بعد أن هذه الجريمة المأساوية هي مسمار الختام في نعش الظلام .. وما ستذكره وما ذكرته وسائل الإعلام الحكومية والمتواطئة سيكون هو العار الذي لن ننساه لها ما حيينا .. ولم يدركوا أن للباطل جولة وللحق صولات .. فقد ماتت أديبة وذهبت لرب رؤوف رحيم ولكن أين ستذهب المرؤة والرجولة والضمير .. هذا إن تبقى في دواخلكم بعض من ضمير ..
شهدت جنازة الفقيدة الشهيدة ازدحاما وجلالة ومهابا فأصبحت فقيدة وطن وأصبح قبرها مسكونا بدعوات الملايين وحق أن نقول مثلها لا يسكن قبرا فقبرها في كل شبر من أرض بلادي ..
أبو أروى
موسى محمد الخوجلي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..