سلطة سيئة السمعة

منى أبو زيد

“لا يقوي السلطة مثل الصمت”.. شارل ديغول!

رجل شرطة إسرائيلي كان يقف كل يوم على حاجز أقامه الجيش في شوارع القدس لتفتيش الفلسطينيين، وبعد تفحص أوراق العابرين، كان ذلك الشرطي يصوب نحو الواحد منهم مدفعه الرشاش ثم يلقي إليه بفوطة ويأمره بتلميع حذائه، وكانوا يفعلون..!

إلى أن جاء يوم مَرّ على ذلك الحاجز شاب فلسطيني رفض أن ينحني لتلميع الحذاء وحينما هدده الجندي بالقتل صاح في وجهه “اقتلني مائة مرة، لكنني لن ألمع حذاءك”، فماذا فعل الجندي؟!.. تراجع فوراً عن طلبه، وتظاهر بأنه يتلقى مكالمة على هاتفه المحمول ثم سمح له بعبور الحاجز..!

بعيداً عن جنسية الشرطي أو الشاب العابر تثبت الحكاية أن العابرين من حاجز الكرامة هم الذين يحددون سلوك المعتدين بخضوعهم أو رفضهم لشيوع طبائع الاستبداد فيهم..!

أقوى أسباب اندلاع الثورة المصرية هو طغيان منسوبي جهاز الأمن واستبداد منسوبي أجهزة الشرطة من العساكر والأمناء والمُخبرين، وتراكم معدلات الإذعان في مواقف المواطنين، ولو تأمّلت في سير المتجاوزين في تلك الأجهزة ستجد أن العلاقة بين حجم الرتبة ومقدار العنف عكسية..!

إذا تحدّثت عن التجاوزات التي يضعها القانون صراحةً في خانة الجرائم، ورغم ذلك يتعرض لها المحكومون في بعض السجون السودانية، يدهشك مسؤول رفيع المستوى بأنّه يقر بوجود تلك الحوادث والتجاوزات لكنه يدهشك أكثر باستدراك مفاده أنها تصدر عادةً من العساكر وليس الضباط..!

وإذا سألت نظيره في شرطة المرور عن مضاعفة الجبايات وطرائق التحصيل والتجاوزات والرشاوى، أدهشك بأنه لا يملك إجابات منطقية واضحة بشأن تداعيات وإشكالات السلطة التقديرية الواسعة الممنوحة لشرطي المرور في الطريق العام..!

أما جهاز الأمن فعلاقته بالسلطة الرابعة تبقى محصورة في تنفيذ مشيئته وتحقيق إرادته، بين منع النشر ومحاكمة الصحفي أو اعتقاله إذا لزم الأمر، أمّا علاقة منسوبيه بالمواطن السوداني فتظل مَحفوفةً بأخطار الوقوف على حاجز الحرية – إيّاه – خوفاً من إراقة الدماء أو إراقة الكرامة – وذلك أضعف الإيمان..!

ذات الصحف التي تحمل تشكيك الحكومة في ادعاءات المعارضة، تحمل أيضاً أخباراً لجرائم مؤكدة ارتكبت بحق مواطنين أبرياء – باسم الشرطة والنظام والأمن – في عهد الإنقاذ والإذعان..!

ارتفاع معدلات هذا النوع من الجرائم هو الذي عجّل باندلاع الثورات العربية التي أكدت مآلاتها أن شيوع الاستبداد وتفاقم الإذعان – في أيِّ مجتمع – هو الوجه الآخر للتمرد والثورة.!

الراي العام

تعليق واحد

  1. ارتفاع معدلات هذا النوع من الجرائم هو الذي عجّل باندلاع الثورات العربية التي أكدت مآلاتها أن شيوع الاستبداد وتفاقم الإذعان – في أيِّ مجتمع – هو الوجه الآخر للتمرد والثورة.!
    إختلف معك في هذة الفقرة , هل تظنين ان ماتم من تغيير في سياسات بعض الدول هو ثورات او ربيع عربي كما اطلقوا عليه ؟ ؟ لا والف لا إن ماتم من تغيير تخطيط غربي امريكي قطري لقد عرف الغرب وامريكا إن احسن وسيله للقضاء علي الارهاب هو تسليم الاسلاميين السلطة وعرفوا حبهم للسلطة وجمع المال لذلك سهلوا لهم الطريق , هل الحال والوضع الامني والاقتصادي في العراق تونس وليبيا واليمن ومصر أفضل حالآ الان ام قبل الدمار العربي اقصد الربيع العربي ؟؟ لقد ندم الشعب الليبي والتونسي واليمني ومن قبلهم العراقي وسيندم الشعب السوري ويندم ولاذال يندم الشعب المصري ؟؟
    تحدثتي عن رجل شرطة إسرائيل و طغيان منسوبي جهاز الأمن واستبداد منسوبي أجهزة الشرطة من العساكر والأمناء والمُخبرين المصريين وتجاهلتي الشرطة السودانية وجهاز الامن وقتلهم لطلاب الجامعات بل تحدثتي بي خبث عن شرطة المرور . في آخر اامقال كأنك ترسلين رسالة في شكل نصيحة وحذر الي الحكومة متمثلة في الشرطة وجهاز الامن بأن تعاملوا بي ديمقراطية بعيدآ عن الطغيان والاستبداد وعدم تجاوز القانون وإلا فإن الثورة قادمة ؟؟ هل هو خوف من قيام الثورة ام المحافظة علي المشروع الحضاري ؟

  2. كلام جميل لاكين الحكومه دي ذلت الشعب السوداني واستبدت حتي استغربت كيف انها ما زالت تحكم؟!!!.والشباب السوداني ما بين الشيوخ والكوره و محمود عبدالعزيز منهم من يهتف نموت نموت ويبقي الحوت(استغفر الله العظيم) وشباب يتظاهرون لفصل هيثم مصطفي .وشباب تراهم حيران يتبركون ببركات شيخهم الذي ان امرهم بالسجود له لفعلوا؟من سيحمل هموم هذا الوطن؟الكل يدمر الكل يدمر لا احد يهتم.

  3. اصبت والله يا الممغوص فوالله اصبح شبابنا شباب السيستم واديني حقنة والانحرام بلا وازع غثا كغثا السيل فارحمنا يارب ونجنا من اعمال السفهاء

  4. إلى أن جاء يوم مَرّ على ذلك الحاجز شاب فلسطيني رفض أن ينحني لتلميع الحذاء وحينما هدده الجندي بالقتل صاح في وجهه “اقتلني مائة مرة، لكنني لن ألمع حذاءك”، فماذا فعل الجندي؟!.. تراجع فوراً عن طلبه، وتظاهر بأنه يتلقى مكالمة على هاتفه المحمول ثم سمح له بعبور الحاجز..!

    والعكس :
    ما تعيشينه من بؤس ووحدة في ظل هذه الغربة اللعينة وخوفك من فوتان القطار لعنوستك وشبح الطلاق إخترتي معتمد الكاملين وأهل الفساد وما تقولينه ليس ما تفعلينه وحملتي هاتفك المحمول ووافقتي على هذا المعتمد المعتوه الذي هو من صلب هذا النظام القاهر الفاسد وتريدين أن تتضحكي علينا بأنك تنتقدينهم وكان عليك الصمود كما صمد هذا الشاب والشعب السوداني الصابر .

  5. عين الحقيقة وهذا هو الصحفي المفقود في السودان ادراك الكاتب بالحقيقة اوالصحفي او المثقف وتوصييلها للشعب وهو بداية النضج ?????لكن شوفي الردود انتي في وادي والناس في وادي

  6. بالله يا قراء الراكوبة تتكلموا عن الفساد والظلم والطغيان وتتوعدوا الناس بما يعاملوكم به …يعنى لو استلمتوا السلطة ح تدخلوا الكيزان بويت الاشباح مش كدة يعنى بصراحة كلكم فى الهوا سوا سجم ورماد الله يقلعكم جميعا

  7. أستاذه مني جزاك الله خيراً كلام معقول ونقد موضوعي نفتقده عند الكثير من الصحفيين، لأنهم نوعان مع أو ضد نريد صحفيين محايدين يكتبون الحقيقة فقط دون تلوين.

  8. الضابط مسؤل عن تصرفات العسكري لكن عدم وجود دستور ينظم الحياة يجعل الكل حاكم بامره ومن امن
    العقوبة اساء الادب

  9. مسكين (ديغول ) حشرناهو معانا حشر ولا الأسرائيليين الذين لاأعتقد أنهم يفعلون ذلك فى ( المعابر ) فهى دولة ( ديمقراطية ) تراقب تصرفات منسوبيها .. أؤكد لك لايستطيع جندى إسرائيلى أن يفعل ماتفعلونه فينا ..!

  10. انا فقط دخلت لاني اعلم انو ناس الراكوبة بريدوك…توحشنا مقالات مولانا سيف الدولة..في هذا الوقت بالذات..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..