مقالات وآراء

كيف استحكمت عزلة الانقلاب؟

 تاج السر عثمان
1
استحكمت عزلة الانقلاب وضاقت حلقاتها بعد فشل المحاولة اليائسة لتكوين حاضنة سياسية له، التي طبخها الإسلامويون على عجل، فقد جاءت “الوثيقة التوافقية لإدارة الفترة الانتقالية من المركز الأفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول الديمقراطي، ومركز دراسات السلام والتنمية بجامعة بحري، التي وقع عليها ظهر الثلاثاء 19 أبريل حسب ما جاء في الأنباء 79 من الأحزاب السياسية والمجتمعية وحركات الكفاح المسلح.. الوثيقة أعادت إنتاج الشراكة مع العسكر، وطرحت اختيار رئيس وزراء وحكومة في ظل الانقلاب!!. الجدير بالذكر أن أحد عرابي هذه الوثيقة محمود زين العابدين محمود (إسلاموي، دباب، امنجي، منسق خدمة وطنية انقاذي).
أدى التوقيع لسخط جماهيري واسع من شعبنا والثوار الرافضين للتسوية مع الانقلاب، والتاركين من الأشياء أهونها.. والراكبين من الأشياء ما صعبا، مما اضطر الموقعين للتبرؤ منها، فقد أعلن حزب الأمة أن الوثيقة لم تعرض على مؤسسات الحزب، وتنصل رئيس الحزب اللواء (م) فضل الله برمة ناصر من التوقيع، وأنه وقع دون تفويض، بعد سخط واسع من شباب حزب الأمة، وأعلن الاتحادي الأصل أنه لم يفوض أحدًا للتوقيع، وكذلك أعلنت حركات الكفاح المسلح (حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، وتجمع قوى تحرير السودان) أنها لم تكن طرفًا في التوقيع على الميثاق. كما اعتذر مبارك الفاضل عن التوقيع على الوثيقة بسبب إعادة الشراكة المدنية العسكرية، واتفاق جوبا كما هو.
من جانب آخر رفضت قوى الحرية والتغيير الدعوة المقدمة من الآلية المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والايغاد المتعلقة بعقد اجتماع تحضيري خلال هذا الأسبوع لمناقشة الأزمة السياسية في السودان شكلًا ومضمونًا، باعتبار أن مهمة الآلية هي طي صفحة الانقلاب، وإقامة سلطة مدنية.
2
جاء ذلك بعد الرفض الجماهيري الواسع للتسوية التي تعيد إنتاج الشراكة مع العسكر وتكوين حاضنة، وفشله في تكوين حكومة لحوالي ستة أشهر، مع تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمات والزيادات المستمرة لأسعار السلع والخدمات وتدهور الأمن، واستحكام عزلة السودان الخارجية.
زاد من عزلة الانقلاب السخط الجماهيري الواسع الذي رفع شعارات اللاءات الثلاثة (لا تفاوض، ولا شراكة، ولا مساومة)، بعد إطلاق سراح المجرمين من الفلول، وإعادة التمكين في الخدمة المدنية والنظامية والقضائية والنيابة العامة والدبلوماسية، وعودة أموال الشعب المنهوبة لناهبيها!!، وعودة المؤتمر الوطني باسم جديد (التيار الإسلامي العريض)، فضلًا عن حملة الاعتقالات الواسعة والتعذيب الوحشي لقيادات لجان المقاومة والاغتيالات المنظمة والموثقة من الإسلامويين والجنجويد وقوات حركات جوبا للمتظاهرين السلميين من نشطاء لجان المقاومة، ومحاولة طمس جريمة فض الاعتصام وما بعد 25 أكتوبر بدفن الجثث في المشارح، والهجوم على الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين المنتخب ولجان المقاومة بعد أن أصدرت مواثيقها لسلطة الشعب، والهجوم على الجامعات ومصادرة استقلالها
3
وأخيرًا، لا بديل غير مواصلة تصعيد وتوسيع العمل الجماهيري ضد الانقلاب بمختلف الأشكال باعتباره الحاسم في قطع الطريق أمام التسوية التي تعيد إنتاج الشراكة مع اللجنة الأمنية لنظام الانقاذ الذي تميز بالخداع ونقض العهود والمواثيق، وهدفه من التسوية التقاط الأنفاس وكسب الوقت، ريثما يفك الحصار المستحكم عليه، ويعود لمواصلة القمع الوحشي والنهب والتفريط في السيادة الوطنية، وتهديد وحدة الوطن.
في التصعيد الجماهيري مهم الاستعداد الجيد لمواكب 29 رمضان ذكرى مجزرة فض الاعتصام، وأول مايو عيد العمال، وموكب 30 يونيو التاريخي الذي تصدى ببسالة لمجزرة فض الاعتصام وأكد استمرار الثورة رغم المجزرة الدموية، مما يتطلب القصاص للشهداء متابعة المفقودين، إضافة للتحضير الجيد للإضراب السياسي العام والعصيان المدني لإسقاط الانقلاب، وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي، وتحقيق أهداف الفترة الانتقالية والثورة.
الميدان

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..