أنتم وشأنكم مع مع ذنوبكم والدماء التي تحيط بأعناقكم

أنتم وشأنكم مع مع ذنوبكم والدماء التي تحيط بأعناقكم
خالد عثمان
[email protected]
قال الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
“ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا.”
صدق الله العظيم ، الإسراء 33
شهدت الفترات الحديثة من تاريخ السودان حوادث عنف وإزهاق للأرواح تورطت فيها معظم الأحزاب السياسة السودانية في صراعها مع الديكتاتوريات العسكرية ولازالت تفاصيل معظمها غامضة مثل مجزرة قصر الضيافة ومذبحة رمضان. واذا تناولنا القتل في هذا المقال من عدة نواحي نجد ان التحدي الإخلاقي هو ما يواجه الأمة السودانية، ولانجد مخرجا سوى الاخلاق من هذه المآزق.
الرحمة لأولئك الذين أرسلتهم أحزاب الجبهة الوطنية ليقضوا نحبهم وأخوانهم من القوات المسلحة السودانية في معسكرات المدرعات بضاحية الشجرة، والرحمة قبل ذلك لأولئك للذين قضوا برصاص أخوانهم بوسط الخرطوم ، والرحمة والسكينة لأولئك الذن لم تعرف حتى الآن مقابرهم الجماعية بضواحي أم درمان. ورحمة الله تغشى من تم خطفهم من بيوتهم وتم قتلهم وسحلهم وتشويه أجسادهم من الشرفاء ومن سجناء الضمير والرأي.
واللعنة لازالت تحل بالقتلة والمأجورين، فالقاتل يقتل أما قصاصاً بسلطان وأما قدراً برحمن، وتعدد الأسباب وتتجلى قدرة العادل في أنواع الجزاء والعقاب. وهنا نتناول القتل من ناحية اسلامية ودعونا نذهب معكم الي أقصى اليمين وكما قال الشيخ أبن العثيمين :
والنفس التي حرم الله قتلها أربعة أصناف المسلم والذمي والمعاهد والمستأمن هؤلاء أربعةٌ من الناس نفوسهم معصومة لا يجوز لأحدٍ أن يعتدي عليهم.
.قال الله تعالى إلا بالحق “يعني إذا قتلتم النفس التي حرم الله بالحق كالقصاص مثلاً فإن ذلك جائز قال الله تعالى
وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين”… الخ
وقوله تعالى : ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً ” يعني أن الإنسان إذا قتل ظلماً فلوليه أي ولي المقتول أن يقتل القاتل والسلطان هنا يشمل السلطان الكوني والقدري الشرعي أما الشرعي فهو ما أباحه الله تعالى من القصاص
وأما القدري فإن الغالب أن القاتل لا بد أن يقتل، لا بد أن يعثر عليه ويقتل ومن أمثال العامة السائرة قولهم القاتل مقتول يعني لا بد أن الله تعالى يسلط عليه حتى يعثر عليه ويقتل ” أنتهى.
دعونا من المحكمة الجنائية ومن أوكامبو ، أخلاقيا هي تصفية صراعات الانقاذ في دارفور وتحديدا هي مسؤولية الشيخ حسن الترابي والفريق عمر البشير والمتنفذين معهم ، وعليكم بكشف المقابر الجماعية وملابسات إزهاق الارواح ، ومن ثم الاستغفار وتسليم أنفسكم للشعب السوداني حتى ينال كل ذي حق حقه.
وقدريا اليكم هذه القصة:
جزار البوسنة رادفان كارديتش بعد أن غير أسمه وشكله وتخصص في الطب الروحي الحديث وأطمأن حتى أنشأ موقعا خاصا به، طاردته أرواح أكثر من 10 ألف مسلم أُزهقت في العاصمة البوسنية سرايّفو ولازال القدر يتحكم فيه بلاهاي.
وقصة قدرية أخرى من العراق:
تخندق عراقي في حُفرة بمنزله عدة سنوات هربا من أجهزة صدام الأمنية ، ولم يفتر عن الدعاء وكان يتمنى لصدام نفس المصير ، حتى تم إخراجه وصدام من تلك الحفر.
سيناريوهات :
السيناريو الأول للتنفيد : حساسية سودانية سيادية:
نعم وأيم الحق ، لانرضى في سوداننا ولافي رموز عزتنا وبدون مساومة في وطنيتنا ، ولكن من هو الذي أوردنا هذه المهالك ؟ من هو الذي شردنا وبعثرنا وحرمنا من حقنا السلطة والثروة والخدمة والمدنية ، لماذا لاتكفونا والسودان هذه الحساسية ، فلتختار حكومة الوحدة الوطنية رئيسا جديدا بعد إحتراق عمر البشير الذي لن يستطيع بعد الآن السفر ولن يعد مقبولاً،وعلى رئيسنا الجديد ان يجد لنا مخرجا مع المجتمع الدولي.
السيناريو الثاني المحتمل : خيانة الرفاق:
واذا أفترضنا الشعب قد سامح وتسامح من يضمن عدم خيانة الرفاق ، الم تخونوا شيخكم من قبل؟ والطرق كثيرة وأسهلها حوادث الطائرات.، ومن حول الرئيس جاهزون ويدبروّن لألف حيلة وألف مخرج ومليون مطمع. .ويمكن ايضا تسليم كُشيب وهارون هو أمر يمكن أن ينقذ البشير من عواقب توجيه الاتهام له، ويتم الكشف عن بقية المتورطين وتتوالى الأسماء وهلم جرا نعود مرة أخرى الي المربع الأول ويضيع الوطن رويدا رويدا.
السيناريو الثالث ، التعاون مع المحكمة الدولية:
غير وارد، مع إحتمال التدخل العسكري الخارجي والقيام بعمليات لقوات خاصة بإشراف الولايات المتحدة الامريكية تقوم بإعتقال الرئيس البشير.
أخيرا
من قتلوا في دارفور حسب إحصائيات الحكومة السودانية لايتجاوز 10 آلاف شخص من المسلمين ، نفس الرقم الذي أرسل كاراديتش الي لاهاي، نعم 10 الف مسلم في الحالتين بتصديق رواية الحكومة السودانية. اليس هذا الرقم كافيا لتقديم إستقالاتكم وتسليم السلطة لحكومة طؤاري وطنية تقوم بالاعداد لإنتخابات قومية نزيهة تحت بصر وسمع المجتمع الدولي ؟
هذا هو التحدي الاخلاقي الذي عليكم تجرعه، وبعدها أنتم وشأنكم مع مع ذنوبكم والدماء التي تحيط بأعناقكم.
للمعلومية …….هؤلاء الكيزان سيكون حسابهم ومصيرهم على يد الشعب .. نقطة : الشهيد صدام حسين لم يتم القبض عليه داخل حفرة حسب الفلم الهوليودي الذي أعدته
المخابرات الأمريكية بل قبض عليه بعد معركة مع المارينز …..للأسف الاعلام الأمريكي
المضلل سيطر على عقول الكثيرين ومن بينهم متعلمين ومثقفين ….
اين من قتلوا ابنائنا في كدن تكار بكجبار ولماذ لا تتكلمون عنه ودائما تتكلمون عن دارفور فقط