ما حدث في تلك الجمعة

ما حدث في تلك الجمعة!!

الصادق المهدي الشريف

? من كريم صفات السودانيين التزامهم الكامل بالعبادات المفروضة.. ولن تجد أقوى التزاماً منهم بها حتى في لحظات العصيان. ? فجُل مدمني الخمر.. يدسون زجاجاتهم تحت السرير إلى ما بعد صلاة العِشاء، حتى لو لم يكن من المصلين. ? وفاطر رمضان لا يفعلها أمام الناس حتى لو كان ذا عُذرٍ، بل أنّ بعض الآباء الكبار لا يفطرون أمام أبنائهم، مع وجود العُذر وشرعيته. ? ووفق هذه الأخلاق الجليلة المتوارثة يؤدي المصلون صلاة الجمعة.. يأتي معظمهم باكراً، ويجلس أكثرهم حيث ينتهي بهم المقام، رغم أنّهم لم يسمعوا بالأحاديث المانعة لتخطي رقاب المصلين. ? بل ويمسك المصلون ألسنتهم عن الخوض في لجج الأحاديث الجانبية حتى تنتهي الصلاة… وهم لم يسمعوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من مسَّ الحصى فقد لغى، ومن لغى فلا جمعة له). ? ولكن هذه (الأخلاق) الحميدة لا تدخل معهم إلى المساجد، بل تجلس في انتظارهم بالخارج… حين تسبقها (السياسة) إلى هناك. ? وكأنّما الأخلاق والسياسة لا تلتقيان حتى داخل المسجد. ? في الجمعة الفائتة… خطب إمامٌ في أحدى مساجد الخرطوم عن اغتيال أسامة بن لادن، ولأنّ الرجل كان ومازال وسيظلُّ مثار جدلٍ واختلافٍ بين العوام… والفقهاء. ? قال الإمام: (إنّ بن لادن أخطأ في فهمه للجهاد والدعوة له، بجانب قتله للأبرياء الذين نهى الله عن قتلهم دون ذنب). ? وأضاف الإمام (أنّ بن لادن لم يراعِ قواعد الجهاد في سبيل الله في الدفاع عن العرض والدين والأرض، حيث لا يجب الجهاد إلا إذا كان العدو يريد إخراج المسلمين من ديارهم). ? وهذا رأيٌّ فقهيٌّ موجودٌ وشائعٌ ضمن آراء أخرى كثيرة ومتناقضة، بعضها يرى أنّ ما يفعله بن لادن وتنظيم القاعدة هو عين (المدافعة والجهاد في سبيل الله)… وأنّ الرجل شهيدٌ… شهيد. ? ورأيٌ أوسط يرى أنّ بن لادن قد اجتهد وأخطأ… وهو بهذا ينال أجر المجتهد المُخطئ… ولا ينال خطأه من شهادته. ? ورأيٌّ ثالث يرى أنَّ بن لادن قد أضرَّ بالإسلام والمسلمين أيُّما ضرر، وأنّه منح الغرب شيكاً على بياض لضرب المؤسسات الإسلامية، وإيقاف الدعوة إلى الإسلام… وهو مخطئٌ خطأً لا يُغتفر. ? وكلٌّ من يقول رأياً يأتي وفي معيته بعض الأحاديث والسُنن الفعلية والتقريرية… ومعهُ اجتهادٌ مبنيٌّ على نصوصٍ وقياسٍ. ? ومع ذلك فقد خرج بعضُ المصلين من ذلك المسجد اعتراضاً على ما قاله الإمام (في خطوةٍ أعظم من اللغو)، وفي ذهنهم أنّ ذلك يمثل اعتراضاً على قوله. ? لكنّهم في غمرة (جعليتهم) تلك، واعتراضهم على قول الإمام نسوا أنّهم قد خرجوا من أداءِ الشعيرة الواجبة… فهل يحقُّ لمن يرى غير ما يرى الإمام أن يخرج من صلاة الجمعة تاركاً له المسجد والصلاة؟؟؟؟؟؟. هامش: ? سنقصُّ القصة المشهورة… ثلاث من النساء كبار السنِّ، كُنّ يفضلنّ الصلاة قرب بعضهنَ… وفي أحد الصلوات، اقتربت الماعزُ من (البامية الناشفة). ? فصرخت فيها أحد النساء (تك.. شيت.. تك)، وهنَّ في منتصف الصلاة، فقالت لها أختها (إنتي يا خيتي ما قطعتي صلاتك!!)، فقالت الثالثة (الحمد لله أنا ما قطعت صلاتي

صحيفة التيار

تعليق واحد

  1. استاذ الصادق نحن من المداومين على قراءة عمودك فلا تجعلنا نخرج منه مثلما خرج المتشددين من صلاة الجمعة
    اتفق مع الاخ جدو ايه اللي دخل الجعليين هنا و يبدو لي انه اذكاء للفتنة و القبلية
    كان يمكن ان تستخدم اي تعبير آخر عليه آمل تغيير تعبير ( جعوليتهم ) إلى تي تعبير آخر مع تقديري

  2. الأخوين عبد الله وجدو
    سلام الله عليكما
    أعتذر لكما ولجميع الجعليين لو أنّ ما قلته فُهم منه مساً بتلك القبيلة العظيمة
    أوكد لكما أنّ هذا التشبيه لم يخرج عن سوء قصد أو سوء نيه… والله أعلمُ بالسرائر
    على كلٍّ أحسنتما بتنبيهي الى هذا الخطأ
    ولكما شكراً وافراً
    وأكرر الأعتذار
    دمتم ودام الود
    الصادق المهدي الشريف
    صحيفة التيار

  3. الله يسامحك في حقنا ويسامح الامام في حق اسامة بن لادن (نصيحة) غير اسمك من الصادق المهدي هذه مزحة كدا تعادلان لك التحية والاحترام…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..