مقالات سياسية

متى يصبح الضمير هو جهاز الرقابة والمتابعة..

متى يصبح الضمير هو جهاز الرقابة والمتابعة..

✍ كثير من المسؤلين في مختلف الوزارات من وزراء ومدراء وحدات يفتقدون للضمير الحي المستيقظ، الذي يحاسبهم قبل أن تحاسبهم قيادات الدولة، ويجعل نفوسهم مستيقظة طول الليل تئن تحت وطأة اللوم والعتاب والألم النفسي الحاد الذي يقُض مضاجعهم، من ظلم لعامل أو نهب لمال عام أو إهدار لحقوق مؤسساتهم، أو محاباة لأقربائهم، أو تعسف وتعنت في قرارات جائرة، أو سوء إداري نابع من انفعالات شخصية أو غيرها من مظاهر إدارية متفلتة تجعل الواحد منهم يقضي ليله ساهرا متقلبا بين نيران ضميره وبواطن الخير بداخله.

✍ بعضهم يعتقد أن الوزارة أو الإدارة ستدوم له، ولكن عندما تتم اقالته يجد نفسه قد فقد جميع من حوله بسبب السياسات الإدارية التي كان يتخذها وتسبب في ظلم الكثيرين الذين صاروا يكنون له الكره والأحقاد، وخاصة إن كان يستخدم التمييز ضدهم، فيقرّب اليه من يريد ويرفعه الدرجات العلى ومن لا تطيقه نفسه ولا تأنس إليه روحه يهوي به في مكان سحيق، ضاربا بلوائح وقوانين العمل الإدارية عرض الحائط، فلا شهادات علمية مقنعة له، ولا خبرات سنين تراكمية تشفع لصاحبها عنده.

✍ كل مؤسسات الدولة تشكو من عدم المؤسسية وتغول وحدات او إدارات معينة بأي وزارة علي الصلاحيات الإدارية للوحدات الأخرى، وأصبح ليس غريبا أن ترى رئيس قسم يمكن أن يوجه ويأمر مدير وحدة أو قطاع، والأدهى والأمر تجاهل الاختصاص وإهماله، فيكون الرأي في الحسابات والشئون المالية لمدير مكتب المدير بينما رئيس قسم الحسابات قابعا في مكتبه وكأن على رأسه الطير، أو يقوم رئيس قسم الحاسوب بتمثيل دور المستشار والمحامي القانوني للمؤسسة ضاربا بدور المستشار القانوني ممثل وزارة العدل عرض الحائط، وغيرها وغيرها من متغولين علي صلاحيات غيرهم، وكأن غيرهم خُشب مُسنّدة.

✍ سادت الفوضى الإدارية معظم مؤسساتنا بسبب واحد فقط وهو (ما بندي العجين لخبازينو)، لذلك نلت ونعجن ونخبز دون وعي وإدراك، ودون علم وفهم، وأصبح حول الوزراء والمدراء نوع معين من الناس يحملون درجات اختصاصات عليا في النميمة والغيبة وشهادات عليا في (كسير التلج) و (الدهنسة) و (التطبيل) وللأسف بعض المسؤولين يصدقون هذا الوهم الزائف من الإحترام من قبل هؤلاء، الذين لا يكاد يوليهم المسؤول ظهره إلا واغتابوه وتحدثوا عن سوءاته وخصوصياته وقالوا فيه مالم يقله الإمام مالك في الخمر، وربما أخرج بعضهم لسانه من وراء ظهر المسؤول.

✍ وخير الأمثلة في هذا الأمر من يحيطون بولاة ولايات هذا الوطن النازف، احاطة السوار بالمعصم، حقيقة إن فشل معظم ولاة الولايات بسبب هذه البطانة السيئة التي تصور للوالي القبيح حسنا والحسن قبيح، وهؤلاء أخطر علي هذا الوطن من أعداء الخارج، فهم يعكسون أوضاعا مغايره للواقع المعاش، يجعلون بذلك الوالي يغرد خارج السرب، فيحسب نفسه من أصحاب الإنجازات الضخمة بينما هو مازال يقف في خط الفقر بولايته.

✍ أخيرا.. لماذا لا يتخفى الولاة ويخرجون ليلا أو نهارا لوحدهم دون رفقاء، ليروا بأم أعينهم وأمهات أبصارهم الواقع المتدهور في كافة قطاعات الحياة الذي يعكس لهم تماما الفساد الرهيب الذي تعيشه الوزارات ويغرق فيه وزراء ومعتمدي ولاياتهم، لماذا لا يفعلون ذلك? أم أنه كلنا في الوهم غارقون، وكلنا في الإثم تائهون..!!،
قال تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)….

✍ ختاما… من يحسبون السلطة تدوم لهم فأقرأ علي إيمانهم ودينهم السلام …..

(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)…….

علي بابا
5-8-2017م.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا علي بابا ما هي آخر أخبار جلسة المحاكمة التي سوف تعقد لك جراء تطاولك بالزور والبهتان على مدير جامعة كسلا وعميدة كلية الطب البشري وبعض أعضاء هيئة التدريس بجامعة كسلا.

  2. متى يصبح؟! بل كان الضمير هو الرقابة ولكنه ذهب مع المشروخ وبقي بعد ان يذهب المجتمع لو لم يذهب قبهم القوم اصحاب المشروخ ~ انما أييه: انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا

  3. يا علي بابا ما هي آخر أخبار جلسة المحاكمة التي سوف تعقد لك جراء تطاولك بالزور والبهتان على مدير جامعة كسلا وعميدة كلية الطب البشري وبعض أعضاء هيئة التدريس بجامعة كسلا.

  4. متى يصبح؟! بل كان الضمير هو الرقابة ولكنه ذهب مع المشروخ وبقي بعد ان يذهب المجتمع لو لم يذهب قبهم القوم اصحاب المشروخ ~ انما أييه: انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..