استثمار جهاز الامن لازمات المواطنيين والوطن

استثمار جهاز الأمن لأزمات المواطنين والوطن
كثيرا ما نجد انفسنا منغمسين بمواجهة مشاكل اقتصادية او أمنية او خدمية معينة تفشل الحكومة في حلها بالرغم من سهولة الحلول التى من الممكن ان يقدمها اى شخص غير متخصص للمشكلة وتنوعها وفعاليتها. هل المواطنون اذكى من الحكومة؟ ام ان الحكومة تجتهد في خلق المشكلات والازمات و تعقيدها عن قصد؟
يمكن النظر لتصريحات بعض المسئولين اللامسئولة والتى توضح بجلاء ان الحكومة طرف اصيل في خلق الازمات والمشكلات وانه ليس هناك اى نية لديهم لحل اى مشكلة بتاتا بالرغم من توفر الحلول والآليات لفعل ذلك. فعلى سبيل المثال وعندما ارتفعت الاصوات التى تتحدث عن انتشار فساد الاسلامىين نجد تصريحا للبشير يقول فيه انه لا يوجد فساد ومن لديه دليل عليه ان يقدمه وبهذا الانكار يصبح مجرد الاعتراف بوجود فساد ضربا مستحيلا دع عنك موضوع اجتثاثه اى ان الرقيص من مصلحته استشراء هذا الفساد و رعايته و لاحقا عمل على انشاء مفوضية لمحاربة الفساد تتبع للقصر لكن انشطتها جمدت منذ سنة ونصف دون اعلان. ولعلى عثمان محمد طه النائب الاسبق الكثير من مثل هذه التصريحات فمثلا هو القائل ان مشكلة دارفور سببها الشيطان اى انه لا يستطيع بشر حلها ولا حقا صرح بان الحكومة لن تستطيع توفير قفةالملاح..لا في خمسة سنوات أو حتى في خمسين عاماً مرورا بحكوميين اخرين مثل ابوقردة وزير الصحة والذى صرح بان الاسهالات المائية ليست مسئوليته وغيرها الكثير والكثير من التصريحات البلهاء التى تدل بوضوح على عدم اعتراف الحكومة بمشكلة معينة او تلميحهم باستحالة حلها.
وعندما يحاول المواطن البسيط اخذ ذمام المبادرة بيده لحل المشكلات نجد ان الحكومة تتفنن في وضع العقبات امام هذه الحلول و دونكم مصادرة الحكومة للآدوات الطبية التى اجتهد شباب الحوادث بكسلا بتوفيرها و مصادرة المحاليل الوريدية التى جمعت بواسطة مجهودات شعبى وهى في طريقها للنيل الابيض لانقاذ حياة مصابى الكوليرا و اعتقال اعضاء الاحزاب السياسية التى حاولت ان تتدخل وتنور الناس فيما يختص بمرض الكوليرا. والمضايقات الكثيرة التى يتعرض لها الناشطون من اجل تعطيلهم و وضع العراقيل امام مجهوداتهم لحل المشكلات المختلفة بقصد تطويل امد استمرار المشكلة واطالة عمر الازمة.
اذكر انه صبيحة احداث العنف التى تبعت موت الراحل جون قرنق كان مجموعة من المواطنين يتحدثون عن سماعهم لخبر سقوط طائرة قرنق عن طريق اذاعة البى بى سى و توقعوا وقوع احداث عنف داخل العاصمة ولم يكونوا هم من الخبراء الامنيين او العسكريين انما مواطنين عادييين لم تتح لهم فرصة الاطلاع على تقارير امنية سرية او غيرها انما استطاعوا التنبؤ بحدوث الكارثة بمجرد سماع خبر على قناة اذاعية متاحة للجميع. ايضا باحداث مايو 2008 كان هناك خبر بشريط قناة الجزيرة يتحدث عن تحرك مجموعات مسلحة من ليبيا باتجاه الخرطوم فيما عرف لاحقا باجتياح خليل ابراهيم لامدرمان واتيح للعديدين داخل وخارج البلاد قراءة الخبر و توقعوا ما سيحدث. كانت الحكومة تعلم علم اليقين بهذه التحركات بل وكانت تتبعها بصورة لصيقة وتدرك وجهتها و ما سيترتب على ذلك ولا نحتاج للتذكير بتصريحات وزير الدفاع اللمبى والذى قال لقد استدرجنا الحركات المسلحة للخرطوم. ما نتج عن ذلك من احداث عنف كان يمكن تلافيه ولكن يبدو جليا ان الحكومة كانت طرفا في افتعال هذه الازمات الامنية بتعاملها السلبى بغية الاستفادة منها و زعزعة امن المواطنين لاحكام القبضة عليهم و نسف اولى احتياجاتهم وهى الحوجة للاحساس بالامان لاحكام السيطرة عليهم وشغلهم بتامين انفسهم او اللجوء والنظر للعصابة الفاشية بفهم انها الوحيدة القادرة على حمايتهم.
الموضوع باختصار ان الحكومة تجتهد بخلق الازمات والمشكلات وتعقيدها وذلك لشغل المواطنين والهائهم وجعلهم مشغولين بحلحلة مشاكلهم وصرف انتباههم عن السعى لتغيير النظام. حيث يجد المواطنون انفسهم يخرجون من ازمة لكيما يدخلوا باخرى. ففجاءة يجدون انفسهم ضحايا انقطاعات متكررة للمياه ثم ما ان تنتهى هذه المشكلة حتى تداهمهم مشكلة ان المياه التى تدخل منازلهم ملوثة بمخلفات الصرف الصحى و بعدها يخرج عليهم وزير الصحة المستثمر الفاسد مامون حميدة بتصريحات عن دخول شحنات من الأدوية الفاسدة ومنتهية الصلاحية عبر شبكات متخصصة لم يسمها لتتبعها توجيهات من رقيص الجمهورية البشير معلنا عن ايقاف استيراد الادوية دعما للمصانع الوطنية والتى من ورائها فاسدون مثل معتصم جعفر رئيس اتحاد كرة القدم والذى يمتلك واحدا من اسواء وافشل مصانع الادوية بافريقيا.
انظر كم من الوقت نستهلكه لمناقشة ازمات تفتعلها الحكومة محاولين ايجاد حلول لها يستطيع افشل تلميذ اقتراحها بينما تنام الحكومة في العسل. مؤخرا انتشرت شائعات عن تجار للاعضاء البشرية بالرغم من عدم منطقية الامر الا ان الحكومة وعلى اعلى مستوياتها غضت الطرف عن الامر وجعلت البلد نهبا للشائعات وذلك من اجل انهاك المواطن ذهنيا ونفسيا استثمارا لتلك الازمة المفتعلة عن قصد و عندما وجدت ان الخسائر ستكون فادحة عليها تحركت بسرعة كبيرة جدا و قضت على الامر بسهولة. الم يكن من السهل التحرك مبكرا ام ان التلكوء والتراخى مقصودين ليكما تستفيدالحكومة من الازمة؟
افراد العصابة وباستغلالهم لامكانات الدولة يستطيعون حل مشاكلهم على مستوى اسرهم الصغيرة والكبيرة ولا يهمهم حل ازمات البلد. اذكر ان احد الاخوة حدثنا عن زيارات عبدالغفار الشريف اخصائى التعذيب بجهاز الامن لجدة ودبى شهريا بغرض زيارة المولات والاسواق لشراء معجون السيجنال وصابون اللوكس واللبن البودرة والسكر وغيرها من المواد الغذائية و غير بعيد عن الاذهان زيارات المسئولين المتكررة للخارج بغرض العلاج لكل عواصم الدنيا وكيف اصبحت السفارات والقنصليات بالخارج اجهزة للتسوق حيث يتم ارسال الرخام والبورسلين لمنزل المسئول الفلانى عن طريق سفارتنا بتلك الدولة ويتم ارسال الابواب ودرج السلالم لمسئول اخر عن طريق سفارة اخرى و تتعاقد قنصلية ما مع شركة لتسافر للسودان لبناء حوض سباحة لوزير اسلامى مشهور.
اعلموا احبتى ان كل المشاكل والازمات التى نضيع وقتنا بالحديث عنها اما مفتعلة بواسطة الحكومة او حدثت و استثمرتها الحكومة لصالحها وعندما نقول حكومة لا نتحدث عن حزب المؤتمر الوطنى العاطل الفاشل ولا عن حكومة و وزراء البشير الذين لا يقدمون ولا يؤخرون انما نتحدث عن جهاز الامن الحاكم الفعلى للسودان الآن والذى يكرس كل امكاناته لتشتيت مجهودات التغيير و التضييق على المواطنيين الساعين لتغيير النظام المنهار الآن وذلك بغية توفير معجون سيجنال وتفاح من الخارج لمنسوبيه والعلاج وتوفير فرص الحج والعمرة لهم ولاهلهم. عدوكم هو جهاز الامن ركزوا على كيفية تعريته وفضحه و محاصرة عناصره المجرمة ودعكم من السعى وراء اخبار المشكلات وضرب الكف بالكف لعدم قدرة النظام على حلها.
محمد صالح
[email][email protected][/email]
فعلا عدونا هو جهاز كلاب امن البشير
اللهمإن الترابي وجماعته شقوا علينا فأشقق عليهم
الإدارة بالأزمات Management by Crisis هو فن تجيده الحكومة تماماً وتعيش عليه سنين عدداً بعد أن فرغ جرابها من أي أصلاح او تقدم يفيد المواطن.. ولكن حتى متى سوف يستمر هذا المسلسل الكئيب؟
فعلا عدونا هو جهاز كلاب امن البشير
اللهمإن الترابي وجماعته شقوا علينا فأشقق عليهم
الإدارة بالأزمات Management by Crisis هو فن تجيده الحكومة تماماً وتعيش عليه سنين عدداً بعد أن فرغ جرابها من أي أصلاح او تقدم يفيد المواطن.. ولكن حتى متى سوف يستمر هذا المسلسل الكئيب؟