أخبار السودان

مودة حسن ..ومائة دقيقة من الذكاء والمتعة ..

مودة حسن ..ومائة دقيقة من الذكاء والمتعة ..

محمد عبد الله برقاوي ..

من بين توترات الملل التي تتملك الأصابع القابضة على جهاز التحكم أثناء البراحات المتباعدة التي تتيحها لك غفلة الأبناء عن متابعة مايروق لهم من برامج لا تناسب أمزجتنا نحن الكبار ..وأنت تبحث عما يخرجك من رتابة الكآبة في أخبار السياسة التي تثير الغثيان و يبعدك عن الوجوه التي باتت مقرراً في نشرات أخبارنا التي تبدأ من دواوين الخرطوم الفائضة بالمسميات الوظيفية وقد يصعب تذكر عددها لتنتهي عند أصغرمحلية شرقا أوغرباً أو شمالا أوعند تخوم جنوبنا الجديد لتنقل أخباراً كان من الممكن تركها للتلفزيونات المحلية ..!
فلا تلبث حيال تلك الرؤية الإعلامية العقيمة التي تجاوزها الفضاء الى سماوات أبعد و أكثر حداثة في إنتقاء ما يجذب المشاهد الى الشاشة وسط هذا السجال الحامي بين الأقمار السابحة بحثا عن العيون اللاقطة لكل جميل و لافت.
فجأة توقفت مرة عند ذلك الوجه الباسم وهويطل من بين الموج الأزرق محاوراً الفنان الكبير صلاح مصطفى عبر مائة دقيقة من الإمتاع بذكاء الحوار و الغوص في شخصية الضيف بعيداً عن الطريقة التقليدية التي باتت منفرة ولاتمت للأساليب الحديثة بصلة ما ..!
فكان لي بعد ذلك موعد راتب في سهرة الخميس مع إدمان تتبع دقائق هذه الشابة الإعلامية التي حباها الله بنعمة القبول و سلحتها تجربتها على قصرها بأدوات السبر الناعم في أعماق ضيوفها من الفنانين دون أن تؤذيهم باستفزاز .. فجمعت بين المقدرة على نبش الذكريات المحببة للضيف وربما الجديدة على المتلقي ومن ثم الظفر بسبق التوثيق لكثير من المطربين الذين أبعدتهم مختلف الظروف عن الساحة ..أوأن عناصر الخجل والحياء واحترام الذات فيهم تلفهم بثياب الستر عن عورة التردد على أشجار الحيشان الثلاثة للتلطع بحثا عن الإضاءات التي تذهب لمن لا يستحقونها ..! فكانت اسرة الإنتاج في النيل الأزرق السباقة طرقاً على حصون أولئك العفيفين عن تسول الفرص ..فتصل بهم الى المشاهد في مائة دقيقة مودة التي قدلا تكون مولودة في زمن إنطلاقة كل الذين استضافتهم ولكنها كانت حاضرة ومتتبعة بحسها الإعلامي لكل خطوات مسيرتهم وكانها من بنات جيلهم !
شهدت لها حلقات تنافس فيها ذاتها واستضافات تتفوق على بعضها بمتعةالحوار وانتقاء الأنغام التي توقظ الصور النائمة في وجدان الذين عاشوا تلك الأزمنة !
شكرا لأسرة الإعداد والإخراج وحتى الرعاة الذين جعلوا علي السقيد وعمار السنوسي و اسماعيل حسب الدايم وعادل مسلم و نجم الدين الفاضل وغيرهم يجلسون في ذلك الكرسي الدافي أمام مودة حسن عبر مائة دقيقة تكون دائما خفيفة الجناج وهي تعبر كظل الطير خطفاً في مساحات العيون المجهدة فتكسبها دفقة من الفرح الذي يغسل عنها عناء مشاهد الحروب التي باتت أقرب الى أفلام الإعلانات ولا تثير في النفوس المحبطة ما يشي بأنها لقطات من ميادين تموت فها النفوس لماذا ..لاأحد يملك الإجابة !
فشكرا للنيل الأزرق ..و إعجابا نبيلا بك يا مودة حسن البكري و باسلوب التحديث في التناول الذي غاب كثيراً عن شاشاتنا إلاماندرو التي لازال بعضها يدير ماكينته الإعلامية بحديدة المنفلة التي لايعرفها بالطبع أبناء الأجيال الجديدة ..!

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من روائع صلاح مصطفى ؛(الزمن كان مبتسم …والليالى جميلة حالمة ) لقد كان زمن صلاح مصطفى وغيره من اباطرة الطرب جميلا فعلا .

  2. فعلا يابرقاوى هذه البنت تتميز بعفوية , وهذا من اسباب نجاحها نتمى لها التوفيق.الناجحون فى هذا الزمن الاغبر صاروا عملة نادرة.

  3. نعم مودة حسن مقدمة برامج رائعة وذكية فى نفس الوقت كما انها تمتاز بمهنية عالية تحسسك بأن كلامها عفوى…. فعلا اعلامية مبدعة ودعواتنا لها بالصحة والعافية والنجاح والتوفيق

  4. من روائع صلاح مصطفى ؛(الزمن كان مبتسم …والليالى جميلة حالمة ) لقد كان زمن صلاح مصطفى وغيره من اباطرة الطرب جميلا فعلا .

  5. فعلا يابرقاوى هذه البنت تتميز بعفوية , وهذا من اسباب نجاحها نتمى لها التوفيق.الناجحون فى هذا الزمن الاغبر صاروا عملة نادرة.

  6. نعم مودة حسن مقدمة برامج رائعة وذكية فى نفس الوقت كما انها تمتاز بمهنية عالية تحسسك بأن كلامها عفوى…. فعلا اعلامية مبدعة ودعواتنا لها بالصحة والعافية والنجاح والتوفيق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..