ضمائر ميتة..

جنة الشوك
في مشهد غير متكرر أو ربما لا يتناسب مع ظنون الناس بالتجار، كنت داخل أحد المغالق بسوق السجانة حين حضر زبون يسأل صاحب المغلق (عندك حنفية نوع جيد؟)، فرد عليه صاحب المغلق دون تردد (أبداً والله الأنواع العندي ما جيدة)..!
هذا يحدث فقط عند أصحاب الضمائر الحية الذين يغلقون جميع أبواب التبرير لأنفسهم ويتخلون عن محاولات التصالح مع الغش وعدم الشفافية بمبررات واهية.
عاصفة يوم الجمعة لم تفعل أقل مما فعلته عاصفة الخميس، تلك التي سبقتها بأسبوع وهي تفضح الضمائر التجارية الميتة ورداءة المواصفات والمقاييس التي يتم بها تنفيذ اللافتات الإعلانية في شوارع الخرطوم.
لأن كل سلعة موجودة في سوق اللارقابة واللامسؤولية بها الصنف الرديء جداً والآخر الرديء والثالث الرديء أيضاً، ثم قد تجد صنفاً واحداً يوصونك به ويصفونه بأنه جيد لكن سعره أعلى بكثير جداً من أفضل الخيارات الرديئة الأخرى.. وعلى قول التجار (ما بغطي معاك)..!
قضية المواصفات والمقاييس هي قضية حياة أو موت.. الدواء الرديء قاتل والطعام الرديء قاتل واللافتات الرديئة التصنيع قاتلة أيضاً، ومواد البناء الرديئة الصنع قاتلة والفرق الوحيد بين كل هذا الموت، أن هناك موتا عاجلا وآخر آجلا.
فالطعام الملوث ربما تظهر نتيجته بشكل فوري أو بعد وقت قصير، مثله مثل الدواء المضروب، ولكن البيوت المشيدة بنصف المقادير وأسوأ المواد الخام التجارية الموجودة في السوق، ربما تظهر كوارثها بعد سنوات لكنها حتماً ستظهر وتؤدي إلى نفس النتيجة.
ضعف المواصفات ليس قضية مرتبطة بجهل المستهلك فقط، فالحكومة نفسها والتي من المفترض أنها العقل المزبوط في المجتمع تجدها هي التي تقود قطار الفوضى في عالم المواصفات والمقاييس بكلفة عالية تتحملها الخزانة العامة.. أي نتحملها نحن.. طرق ضعيفة الجودة وجسور سيئة المواصفات ومجاري تصريف كاذبة وفواتير نظافة وهمية ومياه شرب غير مطابقة للمواصفات وكهرباء سيئة التيار، تنقطع وتعود ألف مرة في الدقيقة، حتى تسقط أقوى الأجهزة الكهربائية في منازل الناس وأجودها تسقط صريعة (خسرانة)، لأنها واجهت حرباً مدمرة ضد سلوكها وخلاياها بفعل التيار الكهربائي غير المستقر..
وإذا كانت مثل هذه المؤسسات الخدمية الحكومية بالدف ضاربة فشيمة أهل البيت ستكون هي الطرب..
قلناها كثيراً ونقولها مرة أخرى.. لا تزال الخرطوم ومدن السودان تمثل أكبر مكبات النفايات الصينية.. في حين أن الصين هذه بدأت تنافس بمنتجاتها الجيدة الدول الأوروبية وتزحم أسواقها بالسلع الصينية لكنها دولة (حريفة وظريفة) تصنع لكل دولة حسب ما تريد و(تربط الحمار محل ما سيدو عايز)، لذلك يأتينا منها الأردأ مطلقاً وبلا مواصفات.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
جمال علي حسن
اليوم التالي
يا أستاذ جمال الصين لا تصنع لكل دولة حسب ما تريد ومن الافضل كان تقول المنتج الصينى من ثلاث فئات فرز اول للدول الصناعيه الكبرى لأن جيب مواطن هذه الدول يتحمل شراء هذه السلع…فرز ثانى لدول الخليج والشرق الاوسط…فرز ثالث لباقى الدول التى تبحث عن لقمة عيش تملأ بها بطنها…وأرجوا ان لا تعيش على دعاية صنع خصيصا للسودان.
لم أتمكن من التعليق على مقالك السابق لمشكلة طارئه فى الكمبيوتر (آسف الحاسوب) عندما قلت بأنك إستمعت لنقاش دار بين إمرأه سودانيه طبعا مع صاحب بقاله سورى حينما قالت له هذه السلعه كانت قبل يومين سعرها أقل بكثير مما كانت عليه الان….رد ليها السورى إنتى ما حتلقى تاكلى بعد كده….وبما إنك كنت شاهد شاف كل حاجه ولكن لم تقل لنا ماذا فعلت لتنصف بنت بلدك من هذا المتعجرف السورى سيد البلد الحقيقى مع ملاحظتى لعنوان مقالك أعلاه يقول ضمائر ميته…أليس هذا تناقض صريح بما تكتبه وما تعكسه شخصيتك الحقيقيه السلبيه؟؟؟
يا أستاذ جمال الصين لا تصنع لكل دولة حسب ما تريد ومن الافضل كان تقول المنتج الصينى من ثلاث فئات فرز اول للدول الصناعيه الكبرى لأن جيب مواطن هذه الدول يتحمل شراء هذه السلع…فرز ثانى لدول الخليج والشرق الاوسط…فرز ثالث لباقى الدول التى تبحث عن لقمة عيش تملأ بها بطنها…وأرجوا ان لا تعيش على دعاية صنع خصيصا للسودان.
لم أتمكن من التعليق على مقالك السابق لمشكلة طارئه فى الكمبيوتر (آسف الحاسوب) عندما قلت بأنك إستمعت لنقاش دار بين إمرأه سودانيه طبعا مع صاحب بقاله سورى حينما قالت له هذه السلعه كانت قبل يومين سعرها أقل بكثير مما كانت عليه الان….رد ليها السورى إنتى ما حتلقى تاكلى بعد كده….وبما إنك كنت شاهد شاف كل حاجه ولكن لم تقل لنا ماذا فعلت لتنصف بنت بلدك من هذا المتعجرف السورى سيد البلد الحقيقى مع ملاحظتى لعنوان مقالك أعلاه يقول ضمائر ميته…أليس هذا تناقض صريح بما تكتبه وما تعكسه شخصيتك الحقيقيه السلبيه؟؟؟