فاطمة الأخرى..ومسيح العمال ( قصيدة)

بسم الله الرحمن الرحيم
1
لست أدري..
أيوافي طوقَ دَيْنَكِ أمنا الفيحاء..
نعي واعتذار ورثاء؟
وعلى من يا ترى تُنظم أبيات المراثي..
أعلينا ؟ أم عليك ؟ أم على الوطن الذي..
ضاق بأمثالك دوماً..
حاملي الرايات منه الأنقياء الأصفياء الأتقياء ؟
حافظيه في الجوانح ذرة من فوق ذرة..
دمعة في إثر دمعة ..زفرة تشعل جوف الأوفياء
أنعاك الفجر أم نحن نعيناه ؟ إذ النور تلاشى..
خيم الليل عليه .. و (دب في الألق العياء) *؟
2
في صفوف الدرس يا زهرات هذا الجيل عذراً..
هل مررتُن بدرسٍ فيه ذكرٌ للجميل ؟
عن شعاعٍ طعن الظُلمة َفي إنسانِ عينه..
بدؤوب العزم والإيمان ذللها دروب المستحيل
شاد للمرأة مجداً في بلادي..
ابتنت فاطمةُ العز لكُنْ.. وتصدت ثم أقعيتُن ..
يا زهرات.. هل من بعدها طول لنخلٍ أو لنيل؟
كالجبال الراسيات..كالرياح العاتيات ..
ناضلت طوداً ..أشرعت سفناً ..
وشقت لجة البحر بلا عزم كلِيل
آه ما أقسى النفوس العاليات..
عندما تُجهدُه الجسدَ العليل
ومضى العمر سناءً ليس يخبو..
ويضم القبر ذا الجسد النحيل
ما كساه السحتُ شحماً..
لا يليق الأمر بالأيقونة الكبرى..
ولا يوماً يلوث سيرة العطر الأصيل.
3
آه يا فاطمة الأخرى..
نقلب بالأسى سيرة أيام قميئة
عندما امتدت يدُ الغدرِ الدنيئة
لرقاب الشرفاء
عندما سود فينا الدهر سفاكي الدماء
كيف أعمى الخوف والحقد عيون الأدعياء
كان للعمال في الناس مسيح
كان صنو الروح منهم ..وصفي الروح منك
كيف يا فاطمة الأخرى سننسى..
يوم أن صلبوا المسيح ؟
كيف والقبر المضرج كان يبكي..
كيف عاهدتيه عند القبر يا فاطمة الأخرى..
وقضيت العمر عهداً ووفاء للشهيد وللقضية
آه ما أعظم ما أوفيت يا فاطمة الأخرى..
رغم ريعان الشباب..ورغم أشواك الأسية
فأفخري يا أمنا يا أم أحمد
عندما تأكل في قصعتك الأولى..نساء
واحزني ..عندما يُملأ من قوت الجياع الفقراء
وأضحكي..مل ء أحزانك يا فاطمة الأخرى ..
على زوجات من يحسبه الكَذَبة زوراً شهداء
وترين ..كيف هرولن لزيجات جديدة
كيف لم يعرفن معنىً للوفاء
وأرقدي يا أمنا يا أم أحمد
بسلام في حاب الله.. يا رمز الصفاء.
معمر حسن محمد نور
13/8/2107
? مصطفى سند في ديوانه البحر القديم
[email][email protected][/email]