قائد المحاولة الإنقلابية الجديدة : إما أن تتغير القيادة أو كل يوم حتلاقوا إنقلاب،،خلفنا العشرات.!!

القوات المسلحة بين الجنة والوطن،

خالد بابكر ابوعاقلة

القوات المسلحة جاهزة الآن للحركة في كل اتجاه .. فهي قد فقدت تماما الفكرة القديمة التي كانت توجهها وتغذيها وتدفعها للعدوان ( الجهاد ) .. وهي بعد انفصال الجنوب ( ارض الجهاد) قد ارتخت تماما وأصبحت في حالة سيولة معنوية وفكرية وهي تحس بالحصار الداخلي والخارجي المشدد وتحس بفشل الإنقاذ في كل امتحانات الوطنية والذكاء السياسي في نكبة تقسيم السودان وتعرضها للسخرية من العالم الخارجي في مسائل داخلية كعبور النفط والتفاوض مع الحركة الشعبية الشمالية .. إن الجهاد الذي افرغ من معانيه الجليلة بإدخاله في حروب داخلية يشارك فيها مسلمون وانقسامه إلى قسمين متصارعين بين ما يسمى ( المنشية ) و ( القصر ) ثم القضاء على كل معانيه نهائيا وإلى الأبد بعد أن صار من مستحيلات العصر الحديث بأفكار مؤسس الإنقاذ وصانع المناصب الرئاسية حسن الترابي الذي جعل منه معادلا موضوعيا لموت ( اللص ) الذي تسور في ليلة ظلماء بيت أحد الناس فعاجله صاحب الدار بضربة قاتلة وتركه في (الحوش ) يتشحط في دمائه أو ذاك الرجل الذي مات في أحضان زوجة خائنة فتح زوجها الباب فوجده في فراش الزوجية يعيث فسادا في الأرض فعاجله بطعنة مميتة .. إن هذا المشعبذ الممخرق صنع جهادا أخطأ طريقه وصنع قوات مسلحة منتقاة من بني جلدته تستيقظ الآن لتعرف حقائق الجهاد وحقائق الموت وحقائق معرفة الإنسان للغيب التي تجاوزت حقيقة وجود الجنة إلى حقيقة دخول واعراس ( المجاهدين ) فيها لبنات الحور .. إن على الإنقاذ أن تفكك مليشياتها الآن لأنها من بقايا التسعينات الملطخة بهواجس الغيبيات وبقايا حروب الجنوب الخاسرة التي كانت تمارسها عقول تعيش في القرون الوسطى وبقايا الهوس الديني الذي أنتهي زمنه وأن تستبدلها بقوات قومية على جناح السرعة – إن كان في العمر بقية ? وإن كانت بالفعل تود البقاء أكثر لأن تلك المليشيات التي أنتفت عندها عقيدة الجهاد تعيش بلا أي هدف وطني بديل سوى أن تنقلب على من يقودونها ويحددون لها حروبها بلا أي ( وجهة ) دينية أو جزاء أخروي محتمل أو وجهة الدفاع عن الشعب والوطن كما كانت قديما بعد أن أغلق( الحلاج) أبواب الجنة التي عرضها السموات والأرض أمام دماء الشهادة المكذوبة ..

فإذا كان الخلفاء قد أغلقوا باب الإجتهاد ليحجروا على الناس الأخذ بما هو جديد في العصور السابقة فإن بعض الناس في العصور الحديثة ومن ذات البنية الدينية قد صرحوا بعبثية ( الجهاد) وضحكوا على العقول التي تقبل نوعية ذلك الجزاء في العالم الآخر حينما استبدلوا ذلك الجزاء بكرامة الإنسان المنصوص عليها في كل أخلاقيات الأمم في دفاع الإنسان عن نفسه وعرضه ووطنه بلا مقابل غير الحرية والكرامة والعزة التي هي جماع إحساس الإنسان بنفسه وقيمة وجوده وهكذا وفي اتجاه آخر غير اتجاه العابثين بالجهاد والأحاسيس الدينية رأينا الضباط اليابانيين في الحرب العالمية الثانيةيقتحمون الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر بالطائرات كأول من حارب بسلاح الجسد في التاريخ البشري دفاعا عن القومية والوطنية اليابانية ثم رأيناهم ينتحرون من هول الهزيمة وانكسار الروح الوطنية في حرب توفرت فيها كل اعذار الهزيمة والقاء السلاح والذهاب الى البيت وعلى الشفاه إبتسامة أننا خسرنا معركة ولم نخسر حربا .. هذه الروح الآن معدومة في قواتنا المسلحة التي اعتمدت على عقيدة الجهاد الدينية الهشة التي لا تصمد للأحداث والتي بناها أهل الإنقاذ فوق الأحاسيس الإنسانية التي هي أصل كل إحساس واعتقاد وفكرة بل فوق الإحساس الطبيعي للكائنات الحية التي تدافع عن أنجالها ومسكنها وطعامها وحياتها حتى الموت دون انتظار لشيء بعد الموت .

مادام أن الإنقاذ المطلوبة للمحاكمات الدولية التي تقف خلفها كل جيوش ومبادئ الإنسانية في العالم قد أحست بالعجز وبحق كل إنسان استيقظ من أوهام الحور العين أن ينقلب عليها ويرفع السلاح أمام انفها إلى درجة أنها لا تستطيع الآن أن تحاكم أحدا متهما فإن الانقلابات التي بلغت 3 انقلابات خلال شهر واحد ستستمر إلى الأجل المحتوم كما يؤكد العقيد ( الطيب السيد) قائد المحاولة الإنقلابية الجديدة .. فقد كشفت المصادر عن حديث دار بينه ومدير المخابرات العسكرية مشيرة إلى أن الطيب قال له ” يمكننا أن نعتقلك في مكتبك الآن , ولكن هذه لن يحل مشاكلكم , فإما أن تتغير القيادة وينصلح حال البلد أو كل يوم حتلاقوا إنقلاب , فخلفنا العشرات ممن سيقومون بذلك ” .. فهذه المليشيات المسماة إسلامية لا برنامج لها في إطار دولة لم تصل إلى حد ( الخلافة ) وليس أمامها انجازات عسكرية تشعرها بان القيادة الدينية على حق وليس خلفها إمبراطورية واسعة تدافع عنها وتموت من اجلها وليس في مخيلتها وأدبياتها قدوة دينية زاهدة عادلة أمينة كعمر بن عبد العزيز أو الإمام المهدي كأقرب نموذج في العصر الحديث وليس في عقيدتها الفقهية المدعومة بفقهاء المصلحة والانصياع عقيدة إسلامية محددة تمنعها من الانقلاب أو التمرد فالسلاح هنا اقوي من ( البيعة ) ولذلك فإن القوات المسلحة الآن على قناعة تامة وأكيدة أنهم لا يواجهون أسلاميين في السلطة وإنما انقلابيين ظهروا في سنة 1989 ليس إلا .

السلطة أصبحت هدف الجميع .. ولما اصبحت الانقاذ ذات صلاحيات محددة وفقدت الكثير من سلطاتها على مساحات شاسعة فهي ايضا اصبحت تبحث عن السلطة وكي تجدها كاملة لابد من الإنقلاب على نفسها وهي تبحث عن أعدائها فهناك انقلاب وهناك انقلاب مضاد وهناك انقلاب داخل الانقلاب وكلها انقلابات صامتة تنذر بالمواجهات في الشوارع ولا حل إلا بتلك المقولة التي ظهرت في أول الإنقاذ من أناس يعملون ويعاونون الآن الإنقاذ ( سلم تسلم ) .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. صدقت وايم الله صدقت يا خالد بابكر ابوعاقلة
    راجع الآن مدى إنهزامية القوات المسلحة أمام قوات الجبهة الثورية وأمام قوات الجنجويد
    بالرغم من إستعادة برنامج في ساحات الفداء -بمسمى آخر-
    فقد أصبحوا غير مستعدين للتضحية بأنفسهم في سبيل بقاء حاكم إخوانه مليارديرات وخلصائه التمكينين من أصحاب الأموال العابرة للقارات
    مقال غاية العمق
    التحية للكاتب

  2. لك التحية السيد خالد بابكر ويا ريد لو كان أسلاميين السودان يعقلون ماكان الحصل حصل, فقد صنعو الدمار والخراب في وطنا الحبيب واصبح صورة السودان والسودانيين مشوهة في العالم

  3. هو نحن متين كان عندنا جيش زي بقية الدول المتحضره؟
    متين كان عندنا جيش يقاتل العدو وليس شعبه؟
    ويحمي ارضه ولايحرقها؟
    ويدافع عن عرضه ولايغتصبه؟
    ويحمي خياره الديمقراطي ولاينقلب عليه؟
    الجيش السوداني هو المعوق الاساسي لتطور السودان ودي قناعه تثبتها محصلة وتاريخ الجيش السوداني
    الذي لانجد في صحائفه صحيفه بيضاء .. كلها قتل وانقلابات وسعي لمصالح شخصيه
    لو الناس عاوزه تمشي لي قدام عليها التفكير في لجم هذه المؤسسه الفاشله التي تقودنا من فشل الي فشل
    بانقلاباتها الفاشله وتغولها علي الحكم الماعندها ليه شعر .. ولاحصل اخرجت لنا عقلا يصلح للحكم
    من 56 عاما حكمنا الجيش وعساكره 46 سنه ؟ وصلنا وين ؟
    يجب بناء جيش علي اسس وقوانين جديده تجعل منه حاميا للبلد وشعبها وليس قاهرها ومدمرا لها
    يجب ان يفهم من يريد الانتماء لهذه المؤسسه انه يدخلها لحماية البلد والشعب
    وليس لركوب فاره السيارات وبناء العمارات وبناء الكروش وامتلاك المزارع

    منو الضيعنا بلا العساكر ؟ منو الافقدنا الامل في الحاضر وفي باكر ؟ منو الشتتنا في اصقاع الارض وخلانا من وطنا نهاجر؟
    وياسودان معليش حكموك ناس الجيش

  4. مفترض الموضوع يكون خبري وليس إنشائي لأن مثل هذه المواضيع الصياغ الخبري الموضوع ضعيف ولايرقى لمستوى النشر

  5. ضابط يقتحم مكتب مدير الاستخبارات ويهدده بالانقلاب.يعنى بكرة ممكن نشوف ضابط حايم بمكرفونو فى الاحياء ويعلن عن نيته فى الانقلاب!!!!!!!!وريتونا جديد ماكان على بال

  6. اقتباس : ((هذه الروح الآن معدومة في قواتنا المسلحة التي اعتمدت على عقيدة الجهاد الدينية الهشة التي لا تصمد للأحداث والتي بناها أهل الإنقاذ فوق الأحاسيس الإنسانية التي هي أصل كل إحساس واعتقاد وفكرة بل فوق الإحساس الطبيعي للكائنات الحية التي تدافع عن أنجالها ومسكنها وطعامها وحياتها حتى الموت دون انتظار لشيء بعد الموت .))

    مع اتفاقنا معك………. ضد الانقاذ وزوالها الحتمي….. الا ان العقيدة الدينية هي اكبر من العقيدة الانسانية التي يقاتل….. تحت رايتها اي محارب…..على مدار التاريخ…. ولكن ان وظفت لمآرب ذاتية وسلطوية… وهذا ما نراه عند الارجاس…… فهي الدمار….بحق……..

    الا ان الارجاس الانجاس……….. لا محالة الى زوال……. وابشروا بالنصر…المحتوم
    الا ان الارجاس الانجاس……….. لا محالة الى زوال……. وابشروا بالنصر…المحتوم
    الا ان الارجاس الانجاس……….. لا محالة الى زوال……. وابشروا بالنصر…المحتوم
    الا ان الارجاس الانجاس……….. لا محالة الى زوال……. وابشروا بالنصر…المحتوم
    الا ان الارجاس الانجاس……….. لا محالة الى زوال……. وابشروا بالنصر…المحتوم

  7. ابو عاقلة مشكور على التحليل العميق ولكن لدي هاجس بعد المرور على المقال أكثر من مرة هل ننتظر تلك انقلاب من (بقايا التسعينات الملطخة بهواجس الغيبيات ) لنخرج من نفق العشرينات القادمة ؟ كما في الحياة العامة السودانية قايض تربوي يشكل خطورة اجتماعية على حركة الناس بتسلقها كبينة القيادة في الحياة العامة في كل دروبها بقايا التسعينات قايض تربوي يشكل مجيش خطر على قادم الايام لهذا الوطن واليوم و انا اطلع على بعض المواقع مر بي خبر القبض على افراد من الاستخبارات العسكرية تسرب اسلحة للقوات المسلحة من اجل الكسب المادي دون اي انتباه لا من الضمير العسكري و لا من القيادات التي تحضر انقلاباتها مزيد من التواصل للخروج بأقل خسائر لبني وطني

  8. تعليقي على صوَر سيأي الذكر على صدر الموضوع.
    وكأن الشاعر كان يعنيهما عندما قال:
    ” يا محيرني ومتحير “!!

  9. 2013بحر من الدماء في السودان هذا الكلام صحيح اتمنا ان لا يكون هذا الكلام المتناقل بين الناس ان يذهب الى مهب الريح

  10. من أقبح الوجوه وثالثهم خرية الانتباهة داك. قبح الله وجوهكم أكثر وأكثر يقال للمؤمنين ضوء الإيمان يشع من وجوههم فهل هؤلاء منهم. مليون لا

  11. كدى خلونا فى الحوت والبرنس شبابنا يريد الحوت والبرس
    فقد اصبحت ذكرى 21/اكتوبر تمر مرور الكرام بالرقم مافيهاملاحم

  12. They are big difference between soldiers in the past ,and the recent .When the officers in that time had a very strong charachter and will .But nowdays we see how millitary forces and its indiveduals are changing completely toward the worst ,and all because of wrong policies…

  13. الجيش عقيدة قتالية يؤمن بها الفرد ويعمل من اجلها وان فعدها فقد الدافعية للمقاتلة بغض النظر عن راي الاخرين في تلك العقيدة من اقصى اليمتن الى اقصى اليسار ولكل مواقفه وتضحياته عبر التاريخ . على ماذا يقاتل الجندي السوداني ليموت.؟؟؟ في ظل هذه الاوضاع الراهنة …؟؟!!!

  14. الغريبة انه

    حتى اليوم في شباب مغرر بهم في الدفاع الشعبي وبيمشوا يقاتلوا حتى بعد ان سقط قناع عصابة الانقاذ

    واتضح ان كل همه الثراء الحرام وتدبيل النساء

    بالله سمعتوا بجهاد مسلم ضد مسلم (دارفور وكردفان)

    وين دا في اي شريعة

    كأنهم لا يعلمون بانه اذا اقتتل مسلمان فالقاتل والمقتول في النار
    يعني هم يقعدوا يفسدوا ويسرقوا ويأسسوا في الشركات ويرسلوا في الشباب عديم الخبرة وعديم العقل الى ميادين المعارك وتغريرهم بالحور العين والجنة علما بأن شيخهم الضلالي الترابي قال ان كل من مات في الجنوب فطيـــــــــــــــــــــسة

    كان دايرين تجاهدوا بالجد امشوا على اسرائيل دي جاتكم في بورسودان وعساكرها في البحر يقتلوا في اولادكم

    شيلوا سواطيركم وامشوا عليها وورنا كلام حاج ادم دا قدروا واللا حيبلعوا زي رئيسه بلاع اليمين والطلاقات

  15. يا جماعة الفضائية وين وليه اتنست معقول
    الجماعة ديل كتفينكم بي فكي ولا شنو
    والله الفضائية التقول عندها عارض مع ان موضوعها واله بسيط
    هسة معتصم الجعيلي ده ما عمل هارمونى يعني شنو زول عااااادي
    نناشد الاخ ياسر عرمان بالتدخل
    وعارفيييييين قلبك حار يا ياسر

  16. الاستاذ الشهيد / محمود محمد طه قال كلمته سنة 1977 و كل الناس عارفنها و باقي الفلم كلاتي : خلال 4 الي 5 شهور بلكتير الكيزان حا يدور نار في بعض و البيفضل منهم ناس عبد العزيز الحلو و مني وعبد الواحد و جبريل ابراهيم بيلحقوا امات طه — و نسترد الاموال و الممتلكات المنهوبة من الشعب السوداني و نبني السودان من اول و جديد و تاني ما بنتغشي بالشريعة و العايزة يضبقا في نفسو و بكدة يكون السودان مجتمع الصحابة من غير تجارة بالشعارات الزائفة

  17. شكرا ناس الراكوبة…..من زمان عاوز اشرح لي ولدي عندما يسالني… بابا يعني شنو اتلم التعيس علي خائب الرجا…

    الان ما علي الا اوريهو الصورة اعلا هذا المقال…
    فعلا فعلا التعيس وخايب الرجاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..