عصفورة الوطن الجميل

الساعة25

عصفورة الوطن الجميل
لا تحفروا لي قبراً….
فاطمة احمد ابراهيم…..الغياب الحضور
…إمراة بقامة وطن… فارعة النضال عزبة كما النيل.. قوية كما الجبل غير آبه بالريح، بفقدها تفقد البلاد أمة.. لا زالت لهتافاتها صدى بذاكرة محطة عابدين هناك في ذروة القبضة المايوية .. تحديدا بطرمبة البنزين الشهيرة هناك كانت تهتف ضد مايو إن تجرأ نظامها بإضافة (تعريفة) على أية سلعة ولا يهدأ لها بال الا حين تراجع عن الزيادة، كانت تلك أزمتها مع الحزب الشيوعي وقد تمثلت في خروجها عن النص التنظيمي بإنفعالها وإنحيازها الفعلي مع قضايا الجماهير وذاك ما أقحم بينها والحزب ببريطانيا إسفينا أدى الى إقصائها من اللجنة المركزية ، ولأنها لم تكتف بالشعارات وندوات الحزب فحسب….فاطمة تلك الترنيمة المحببة… أذكر يوم ان أدارت الإستفهام الى منصة ندوة الحزب الشهيرة حول القوانين البديلة وكان لفرعية الحزب بمدينة الصحافة الفتية نصيبا من جملة ندوات حول الموضوع إنتظمت دار المهندس والزراعيين ونقابة الأطباء حينها إبان الحكومة الائتلافية وكان سؤال المنصة المطروح يومها :ما العمل اذا أجازت الحكومة القوانين البديلة؟ وكان ان اتفق كل من سبقوها على المنصة حول ماذا اذا أجازوا تلكم القوانين ؟، إلا ان فاطمة ـ السمحة ـ جداً ولأنها لصيقة بالشارع وتقرأ أفكاره لذلك تساءلت بلسانه: ما العمل اذا لم يجيزوا القوانين البديلة؟… ما هو بديلنا نحن؟ وذاك هو السؤال… في حواري مع الفقيدة وصلا للبروفايل الذي إستبق عودتها الى الأوطان بعد غياب طويل بعاصمة الضباب حولتني بقدراتها السردية الى مقعد الإستماع و الإستمتاع ، فتركت لها العنان … وكان ان نشرته (الوفاق) يومها بـ(ضبانته) كذلك نقلته القدس العربي (بيست آند كوبي) وكأني بها في منفاها الإضطراري كان يقتلها الحنين الى ديار الأهل وسوح النضال الحر الذي لم يطو دروبه الضباب والبرود الإنجليزي … ورغم الداء والأنواء لم تستكن أو تستسلم وتقنع بأمثولة الفِرنجة ـ (بعيدا عن العين.. بعيدا عن القلب) بل مضت الى غايتها السامية دفاعا عن حقوق الكادحين والبسطاء … ما لهذا الضباب اللعين يحوم حول أجمل كائناتنا! فمن قبل مضى عنا هناك عثمان وقيع الله، ثم بسام المحيا صاحب المفردة الشعرية ـ (البراحة) ـ (التدخلك دون تستأذنك) عاشق السودان الولِه ـ محجوب شريف، ثم هاهي فاطمة رغم سماحتها وقماحتها يتخطفها المنون هناك وهي تفتأ تجتر اللحن الخالد .. الدنيا ليل غربة ومطر/ وطرب حزين وجع تقاسيم الوتر.. الغربة ملت من شقايا ووحدتي..وكأنى بها الآن حاضرة بتوبها الأبيض ممتشقة القامة كما الحقيقة بل كما الشمس ـ أكبر ـ مصادر الطاقة، تهتف بحقوق المواطن بـ(طرمبة عابدين)، فاطمة لم ترحل وهي عندي صورة تشبهها في إحدى رسومات الفيتوري:
لا تحفروا لى قبرا
سأرقد فى كل شبر من الأرض
أرقد كالماء فى جسد النيل
أرقد كالشمس فوق
حقول بلادى
مثلى أنا ليس يسكن قبرا
ما لهذي الارض يكنسها القبح مقيما بها مزيحا الجمال وجميليه ..مقصيا لوحة الحب والخير والجمال عن دنياواتنا! مالهذي البلاد تعملق الاقزام مقزمة عمالقتها وتدفعا دفعا وتتركهم نهبا للمهاجر وشتات الصقيع ما لهذا السودلان الغريب والغرباء أهله.. يفرد أحضانه لـ (الزارعنا غير الله….!!) وغثاء السيل وكل ما لا ينفع الناس بل يعمل على إضرارهم… هي ذي البلاد كلما إبتسمت /حطَّ على شفتيها الذباب! وبعد كلو من عجائب القوم وغرائبهم التكسب في سوح الشرفاء وطائرة لنقل طائر الوطن الغريد وعلم السودان الذي دنسوه بسوء القول وركيك العبارة التي تتجمل بها أقلام الموائد في سابقة لا تشبه الا غبائهم الخلاق يخوضون في سِيرة من قتلوهم أحياء ليسودوا بئس صحائفه بقيهم الصدي ليهرفوا بما لا يعرفوا .. فاطمة مثلها لا يموت.. فاطمة قلب السودان النابض بين قوسين السودان القديم وطن جيناته في دمائنا وملامحنا من ملاحمه أوتعرفونه… حلوا عنا… واتركوا السمحة فاطمة للسمحين قلوبنا وذاكرتنا مثوى يليق بها
ويا فاطمة/فطين/ فطومة لك الله ولك فخرا أحمد ووالده الحي المناضل الشفيع أحمد الشيخ
واحلالي انا واحلالي
ﻭﺍﺣﻼﻟﻲ ﺃﻧﺎ ﻭﺍ ﺣﻼﻟﻲ
ﺃﺭﻳﺘﻮ ﺣﺎﻟﻚ
ﻳﺎﺑﺎ ﺣﺎﻟﻲ
ﺃﻣﻮﺕ ﺷﻬﻴﺪ ﻧﺠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻼﻟﻲ
ﻭﺃﺧﻠﻒ ﺇﺳﻤﺎ ﻟﻲ ﻋﻴﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺸﻔﻴﻊ ﻳﺎ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺣﻲ
ﺳﻜﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻟﺖ ﺃﺣﻲ
ﻣﺎ ﻋﻤﺎﺭﻩ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﻨﻲ
ﺑﺪﺭﻱ ﺑﻜﺮ ﺧﻀﺮ ﺍﻟﺤﻲ
ﻭﻣﺎﺕ ﺷﻬﻴﺪ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﺣﻼﻟﻲ
ﻳﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ﻳﺎﻟﺴﻜﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ
ﻳﺎ ﻭﺭﺵ ﻧﺎﺭﻫﺎ ﺑﺘﻘﻴﺪ
ﻳﺎ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ
ﺟﺮﻭﺍ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ
ﻭﺷﺎﻳﻔﻮﺍ ﻗﺮﺏ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﺣﻼﻟﻲ
ﺃﺣﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺗﻜﺒﺮ ﺷﻴﻞ
ﺇﺳﻢ ﺃﺑﻮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﻭﺍﻟﻨﻴﻞ
ﺧﻂ ﺃﺑﻮﻙ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ
ﻛﻞ ﺯﻫﺮﺓ ﻭﺯﻫﺮﺓ ﺇﻛﻠﻴﻞ
ﻭﻣﺎﺕ ﺷﻬﻴﺪ ﺃﻧﺎ ﻭﺍﺣﻼﻟﻲ
ولك المجد أيها الشاهق كما كما المبدأ ـ شاعرنا المجيد محجوب شريف

مجدي عبد اللطيف
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..