فليغشى قبرك الغمام والمطر .. فاطمة ..

نمريات

فليغشى قبرك الغمام والمطر .. فاطمة ..

**كان لها حضور مميز داخل البرلمان ، وهي المرأة التي نالت مقعدها بامانة وشرف ، قدمت قضية النساء من داخل البرلمان ، كل النساء ، صوت يجلجل بلا تردد ، يحكي مسيرة المرأة السودانية ، والتحول الذي ينتظرها، بوجود فاطمة ، التي رفعت كلتا يديها تبشر بنصر ات ، في ذاك الزمان الذي يختزنه التاريخ ، ويقول ان فاطمة دفعت بالمرأة الى خانة كسب الحقوق الغائبة ، في كل مجالات العمل ، فكان الصوت الهادر ينادي بمشاركة المرأة في كل الدواوين والمؤسسات الحكومية ، بما فيها القوات المسلحة ، وجهاز الشرطة والتجارة والقضاء ، والخدمة المعاشية ، وطالبت بذات النبرة ، ان تتمتع المرأة ، باجازة الولادة مدفوعة الاجر مع الغاء قانون بيت الطاعة ….

**لم يكن اسم فاطمة ، يتردد محليا داخل الخرطوم ، فلقد عبرت سيرتها القرى والريف ومعها مواقفها المشرفة والمشرقة ، حدود الوطن الجغرافي ، فتم تدوين اسمها رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي عام 1991 ، وهي التي افترعت الرئاسة كأول امرأة من دول العالم الثالث ، تحظى بالانتخاب للمنصب ، الذي كسته فاطمة شرفا ، استمدته من نفس شريفة عفيفة نقية وصافية ، فتربعت على قيادته ، وتمددت مساحات مشاركاتها في المؤتمرات الاقليمية والدولية والعالمية ، فلمع اسمها برقا شلع ضياؤه في عز الظلام ..

**كانت فاطمة كنزا ومخزنا من المواهب ، فهي السياسية والقيادية والصحفية ، التي انشأت مجلة صوت المرأة، فكان الصوت الذي سرى حتى بلغنا الان ، واستمدت منه الاجيال الصحفية ، شجاعة الكلمة ، الحق ، وكيف لايحدث هذا ، وقد كانت كلمات فاطمة شامخة كنخيل بلادي السمراء ،عندما تثقل فروعه البلح ، فيهدي ثمارا حلوة ، تشابه حلاوة الكلمة في صوت المرأة …فاطمة…

** دفنت ( فضل الرحام ) البذرة الاولى في احساس فاطمة ، قتبلورت مشاعرها تجاه البحث عن الحقيقة ، والتشبث بادواتها ، فتارة يواتيها الفرح وهي بين يدي ( فضل الرحام ) تتناول وجبتها ، وتارة يداهمها الحزن الذي يغشى المكنازل ، في جبال النوبة ، وجنوب السودان ، وما يكتنف الديار ، من ظلم واضهاد ، ومن هنا طغى الوعي عند فاطمة وبرزت ملكتها ، في تقصي الاحداث وتدوينها ، فرفعت سارية نضالها الشريف ، لتحقق مكاسب المرأةالسودانية ، فخاضت الحروب بالكلمة ، وكانت العدالة الاجتماعية هي معركتها التي يجب الا تسقط رايتها ..خسرانا …

** اهتمامها بالفقراء نبع من القيم الانسانية ، التي تشربت بها فاطمة في منزل والدها امام المسجد ، الذي اشتهر بالتقوى ، فكانت فاطمة تؤدي صلواتها ، وتدمغ ميثاقها لمساعدة الفقراء ، فجاءت فاطمة للحزب الشيوعي بارث معرفي وعملي واضح ، فلقد جلست على كرسي الاستماع سنين ، وصلاح يواصل السرد ، الذي صادف قلبا شغوفا ..فتمكنا .. وسرعان ما أتت تفاصيله نهارا في انضمامها لقلب اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ، فكانت كلماتها رصاصة في قلب كل خائن أثيم …

** ضج فجر اكتوبر بالحراك فشاركت فاطمة مع رفيقات دربها النضالي المميز ، استشهدت بخيتة ، وجرحت محاسن ، وهن عضوات الاتحاد النسائي ، فكان هذا اول الخطى في درب لايعرف الخوف والتراجع ، وصدر مفتوح لزخات السلاح ، وهنا ذخلت فاطمة القلوب بلا استئذان ، فكانت الرمز والحقيقة والتاريخ والمرأة والمكسب …

**تخطت فاطمة حواجز الخلاف والاختلاف مع رفيقاتها، وتمسكت بابراز المرأة، العقل والوعي والاستنارة والمفاهيم الجليلة ، التي وثقت لندية المرأة لينهزم الظلم والعنف والاضطهاد، وتعلو راية الحقوق المتساوية خفاقة ….

** نفضت فاطمة عن المرأة غبار الجهل والتخلف ، وزينت لها المشاركة المجتمعية والسياسية ، مسؤولية يجب الوفاء بها تجاه المجتمع الصغير والكبير ، فكسرت بذلك حواجز حصر وظائف المرأة في التعليم والتمريض ، واخذت بيدها الى مشارف وظائف اخرى ، تفتح فيها المرأة بيدها ووحدها ، نوافذ الابداع والابتكار والعمل، فكان الاجر المتساوي للعمل المتساوي ، وحق الترقي لاعلى الدرجات والمساواة في حقوق العلاوات والمكافأت، وغيرها من انجازات فاطمة، التي اهدتها لمسيرة المرأة السودانية .. مشعلا ..

* فلتنم فاطمة هادئة ، فلقد كانت سمحة النفس ، بسّامة ووفية لقضايا المرأة …….
** ارحل يا كاشا وفي يدك كل اعضاء حكومة النيل الابيض

اخلاص نمر
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..