بين قوسين (القديمة)

الساعة 25
بين قوسين (القديمة)
المتابع لأقوال القوم وهرطقاتهم يلحظ قاسما مشتركا بينها و ـ طشيش الشبكة وتذبذبها بمؤسساتهم، أو هي أقرب الى تذبذب التيار الكهربائي و فعله المقيت بأجهزة الحاسوب ففي ذروة الإنشغال والعجلة وانت منهمك في كتابة المقال دون إكتراث بعملية متوالية الحفظ ، فإذا بالتيار يمارس معك عبثه ، لتكتشف بان معظم سطورك قد ذهبت مع التيار ولم يب سوى القليل والقوم كذلك فبعد ان لحسوا المشروع الحضاري نزولا لرغبة الامريكان، تبرق ذاكرتهم ببعضه حين لواذهم بالقدريات يرفعونها سلاحا لستر سوءاتهم، ونموزجنا اليوم وزيرة الرعاية والضمان الإجتماعي في بلاد لا يجد فيها الفقير ما يجده فأر المسيد! وما أتت به تبريرا لتلف ذرة تابعة لديوان الزكاة بالقضارف يرفع حاجب الدهشة الى أعلى مستوياته.. وقد جاء
القول ـ (الخارِم بارِم) على خلفية ما أثير من شبهات حول حادثة التلف والتي هي قضاء وقدر لا كما قالت به مشاعر الدولب لكن وفق فلسفة الدين الحنيف ـ (خلق الله الخلق ، وقال : هناك أمور قضيتها ، وهذه لا أحاسب عليها أحداً ، وهناك أمور تركت للعبد الإختيار فيها … ولكن قدرت أن العبد سوف يعمل كذا ساعة كذا ، لا أقهره على أن يعمل ، لأنه عمل بصفة الإختيار ، ولكني أعلم ما سوف يعمل) بينما القوم يمتد لسانهم الى ما يليهم ويعنيهم ، كأنما الدين عندهم محض علاج بلدي وأعشاب يتحسسونها ساعة
مغص أو وردة تلم بهم ولعل مغص الدولب داهمها بغتة فتشابهت عليها علب الأعشاب فبدلا عن الطبابة كانت الطبزة الكبرى، وقد تصدى لها نائب الفشقة بالقضارف ـ محل الذرة بتتلف وجهات الخرطوف بتهرف فقد حمل عضو البرلمان المستقل عن دائر الفشقة بولاية القضارف مبارك النور وزيرة الرعاية والضمان الإجتماعي مشاعر الدولب مسئولية تلف 10 الاف طن ذرة تابعة لديوان الزكاة بولاية القضارف، وإتهمها باللعب بأموال الفقراء والمساكين، مطالباً رئيس الجمهورية بالتدخل ومحاسبة المتسببين في التلف
ودعا النور في تصريحات صحافية بالبرلمان رئاسة الجمهورية بتشكيل لجنة محاسبة لمعرفة سبب التلف ومعاقبة المتسبيين فيه، وقال ?نريد من الرئيس البشير التدخل لأن هذه اموال زكاة وهي مقسمة بنص قرآني على مستحقيها، فكيف تتلف هذه الاموال بهذه الصورة ويوجد مواطنين ليس لديهم قوت يومه؟?، مشيراً إلى أن مواطني ولاية القضارف متضجرون من تلف الذرة بالولاية بالرغم من أن هنالك مواطنين بالولاية جائعون، وإتهم مبارك النور لجان الزكاة بالقضارف بتوزيع الزكاة على غير مستحقيها
وللأمانة والدقة نورد هرطقة الوزيرة في سياقه (إمتدحت الوزيرة الجهود التي بذلها عمال الزكاة في القضارف وأضافت لولا الجهود التي بذلوها في الجباية لكان حجم الذرة التالف أكبر ولتضررت مؤسسات كثيرة، وقالت إن المجلس قرر تحفيز عاملي الزكاة بالقضارف، نافية وجود أية شبهة للفساد في الذرة التالف، وتابعت ،(ما حدث من تلف قضاء وقدر) ولعل الوزيرة لم تخرج عن النص المألوف للقوم فيما قالت ، لا ولم تغرد خارج سربها ، بل التقطت ذات مفردات قاموس الجماعة لتردد السجع المعروف طيلة الثلاثين سنة أو تنقص قليلا،هي عمر الكابوس والقاموس بهذي البلاد المنكوبة، الشاهد ـ (الزارعنا غير الله …) وما يتضمنه من ان مجيئهم للسلطة قضاء وقدر (حقتهم) وليست قدرية الدين الحنيف ! وقد انتجت الحالة الشائهة طرائف عدة منها ان أحدهم رغب في كتابة عبارة الله أكبر بمؤخرة عربته اللوري الجديد فإستعان بخطاط وأشترط عليه ان يضيف لـ(الله أكبر) بين قوسين(القديمة) ليبرء ذمته من شعار القوم المستهلك والعصي والتهليل ولا لدنيا قد عملنا.. الى آخر الحيل والأحابيل وأساطير القوم، وفي الطرفة ما يؤكد ان الشعب المعلم قد فطن الى ان القدرية (ألَّت) الجماعة محض إرهاب وحسم لأية جدلية حول سقطاتهم ،مفادها ـ هل لديكم إعتراض على مشيئة الله؟
بل حسبنا الله ونعم الوكيل
مجدي عبد اللطيف
[email][email protected][/email]
وما تنسى يا مجدى قول ست المشاعر ما معناه ان المحتاجين للزكاة فى الولايه اخدوا ما هو مقدّر ليهم ان ياخدوه من زكاة هذا العام.. يعنى ما تِلِف وراح “خلّوه اليروح فى حالو” !
هذا والله شيئ يصعب فهمه واستيعابه مهما عصف أحدنا ذهنه. كيف تتلف 10 الاف طن من الذرة ومستحقيها لا يجدون قوت يومهم؟
والله لو كان هناك حكومة حقيقية لفصلت جميع المتسببين فى هذه الكارثة من عملهم فورا ولأودعتهم السجون.
المشكلة أن أمرنا قد أسند إلى غير أهله ولذلك تحدث مثل هذه المهازل يومياً ولا من حسيب ولا رقيب الا الله سبحانه وتعالى.
وما تنسى يا مجدى قول ست المشاعر ما معناه ان المحتاجين للزكاة فى الولايه اخدوا ما هو مقدّر ليهم ان ياخدوه من زكاة هذا العام.. يعنى ما تِلِف وراح “خلّوه اليروح فى حالو” !
هذا والله شيئ يصعب فهمه واستيعابه مهما عصف أحدنا ذهنه. كيف تتلف 10 الاف طن من الذرة ومستحقيها لا يجدون قوت يومهم؟
والله لو كان هناك حكومة حقيقية لفصلت جميع المتسببين فى هذه الكارثة من عملهم فورا ولأودعتهم السجون.
المشكلة أن أمرنا قد أسند إلى غير أهله ولذلك تحدث مثل هذه المهازل يومياً ولا من حسيب ولا رقيب الا الله سبحانه وتعالى.