كلمة اتحاد “ابو دماك” السوداني الثقافي في وداع أم السودان فاطمة أحمد ابراهيم

خالد محمد عثمان

كلمة اتحاد “ابو دماك” السوداني الثقافي في وداع أم السودان فاطمة أحمد ابراهيم

الآن والقلوب تلهج بذكري سنين عطرات من النضال الطويل في سبيل وطن موحد، ديمقراطي وعلماني، في حضرة الدولة المدنية الحديثة?

الآن وفي لحظة حاسمة من تجمّع الأفيدة، حول المعاني السامية التي يمثلها النضال الوطني الأصيل، ضد عصابة من لصوص وقتلة من الاخوان المسلمين، استولوا علي كل شئ، مزقوا الوطن، وباعوا اراضيه، واودعوا الأرصدة الوطنية في حساباتهم، وقتلوا وسحلوا، وانتهكوا المقدسات الوطنية، ومقدسات الشرف والعِفّة، وانتهكوا حتي الانسانية في ابسط مقوماتها?

الآن وقد وصلت أم السودان الي وطنها جثمان ينبض بالحياة، التي سرت في الجماهير المستقبلة والمودعة في ذات الوقت، الوطن الذي حملته في حدقات عيونها، منذ ان كانت يافعة، وقدمت له الكثير من العمل الوطني والتنظيمي في اطار اكثر القوي السياسية تقدمية?

الآن وقد ألهمت الجماهير التي جاءت الي استقبالها ووداعها في ذات الوقت، عرفاناً بمآثرها، التي لا تُحصي، في سبيل هذا التراب المحبوب، علي طول مجري النيل السوداني وروافده، وفي الغرب الحبيب والذي يظلّ جزءا لا يتجزأ من الدولة السودانية?

الآن وفي هذه اللحظة التي نهب روحها فيها دعواتنا بالرحمة والمغفرة وجنة الفردوس، ونهب فيها أسرتها وزملاءها كل الحب، يتقدم اتحاد ابودماك بعضويته (بالترتيب الابجدي) في ارتريا، استراليا، قطر، الدنمارك، السودان، الولايات المتحدة، مصر، نيوزيلاندا بالشكر والعُرفان، والامتنان الدائم لروح أم السودان الأصيلة، التي علّمت الكثيرين معني النضال الوطني، وللاحباب الشرفاء الذين تداعوا الي استقبالها، وطرد الخونة واللصوص من العزاء، ويعاهدها علي مواصلة رسالته الخالدة في التوعية والتثقيف، حتي يتلاشي التغييب الذهني الذي عشناه منذ عام 1956م، وحتي يقف هذا الوطن علي ساقيه ثابتاً، قوياً، متحداً، لاستئصال هذا الوباء (الاسلامبوفيشي) الفاشيستي، الذي حلّ علي الوطن من حيث يدري، واستباح حرماته ومقدساته، في ظل تسامح تعاملنا به مع حزب الاخوان المسلمين، منذ الانتفاضة، وفشلنا من خلاله في الدفاع عن مكتسبات الانتفاضة في ابريل، لتحدث الانتكاسة في يونيو 1989م، والتي أتت بالاخوان المسلمين، لاذلالنا طيلة هذه السنوات العجاف.

ويؤكد اتحاد ابو دماك الوطني الديمقراطي انه سيواصل رسالته الخالدة بوحي الخالدين، مثل الأستاذة الراحلة فاطمة أحمد ابراهيم، وبوحي الشرفاء الذين قدموا أرواحهم لهذا الوطن، والذين هم في سجون النظام الشمولي الارهابي، والذين يقبضون علي الجمر في مواجهة هذا النظام الدموي الفاشيستي في داخل الوطن كانوا او في الشتات.

http://www.hoa-politicalscene.com/invitation-to-comment33.html